في إحدى المرات سألتني إحدى الأخوات قائلة: "ما هو الأمر الذي لا يعجبك في المرأة؟" فقلت لها: "الصوت العالي"، فأنا لا تعجبني المرأة الصاخبة أو التي تتحدث بصوت عال. كم كانت دهشتي كبيرة عندما قالت لي بأنني لست الوحيد الذي أجبتها بهذا الجواب، إذ أن معظم الرجال الذين سألَتْهُم نفس السؤال، كانت إجابتهم موحدة، الصوت العالي!


تختلف الإجابة عن هذا السؤال (ماذا يتوقع الرجل من المرأة) بحسب الفئة العمرية للرجال. فالشباب لن يجيبوا نفس الجواب الذي سيعطيه الرجال الناضجون، وهؤلاء بدورهم لن يتفقوا بأفكارهم مع من هم أكبر منهم سنّاً. لكن إن كان هذا السؤال موجها لي شخصيا كرجل متزوج في العقد الرابع من العمر وكأب لثلاثة أطفال، عندها يمكنني أن أحصر أفكاري وأحاول أن أعطي الجواب بناءً على كلمة الله.


من المهم جداً أن يكون الرجل على وفاق مع المرأة التي تشاركه البيت كزوجة. فما الفائدة إن كانا يعيشان في نفس البيت وليسا على وفاقٍ. يقول الكتاب المقدس في (أمثال 17: 1) "لقمة يابسة ومعها سلامة، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام." وفي (أمثال 21: 9) "السكنى في زاوية السطح، خير من امرأة مخاصمة وبيت مشترك" وفي العدد 19 "السكنى في أرض برية خير من امرأة مخاصمة حردة". لذلك يتوقع الرجل من المرأة أن تكون متفهمة له، فربما بعد عدد من السنين تكفي نظرة واحدة من الزوج إلى زوجته لتفهم ماذا يريد. لكن ليس هذا فقط ما يبحث عنه الرجل في زوجته، فالرجل يهتم أن يكون شريكاً مرغوباً به (أمثال 31: 11-12) "بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى غنيمة. تصنع له خيراً لا شراً كل أيام حياتها." يهتم أن يكون موضع ثقة الزوجة عن طريق مشاركته أسرارها، بحيث تراه متواجداً ومستعداً للاستماع إلى أية مشكلة مهما كان نوعها، يمكن أن تمر فيها الزوجة. هذا لا يمكن أن يحصل بين ليلةٍ وضحاها، لكنه يحتاج إلى تدريب وتواصل مستمر. وينبغي أن يبدي الزوج استعداده للاستماع إلى الزوجة من أجل الحصول على ثقتها.


يتوقع الرجل من المرأة أن تخضع له، لكن غالباً ما يساء فهم معنى الخضوع مع أنه وصية الكتاب المقدس، اقرأ المقاطع التالية: (أفسس 5: 22-33 )، (1 بطرس 3: 1-6). سوء الفهم يحدث بسبب المجتمع الذي يعيش فيه الرجال والنساء، حيث لا يوجد دور مهم للزوجة ولا تعطى المكانة التي تليق بها والتي أكرمها الله والمسيح بها. ينسى الرجال في كثير من الأحيان أن المطلوب منهم قبل مطالبتهم الزوجات بالخضوع، يطلَب منهم أن يظهروا المحبة والعناية الكاملة لزوجاتهم كأجسادهم، وأن يعاملوهن كالإناء الأضعف لكن معطيهن كرامة كالوارثات معهم نعمة الحياة.


هناك دورٌ كبير من جهة تربية الأولاد في البيت، ويجب أن يتقاسم هذا الدور كلا الطرفان، الزوج والزوجة. يجب أن يُبدي الطرفان استعداداً تامّاً في تحمل مسئولية تنشئة الأولاد، بدون هذا الاستعداد ستكون الصلاة غير فعالة. لذلك يتوقع الرجل من المرأة أن تقوم بدورها في البيت بشكل صحيح كما رسمه الله لها، لاحظ تأثير تربية الجدة والأم على حياة تيموثاوس من جهة الإيمان (2 تيموثاوس 1: 5) "إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك، الذي سكن أولاً في جدتك لوئيس وأمك أفنيكي، ولكني موقن أنه فيك أيضا". ما يبحث عنه الرجل المؤمن هنا هو الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في البيت من جهة تربية الأولاد (أمثال 14: 1) "حكمة المرأة تبني بيتها، والحماقة تهدمه بيدها". دور الرجل لا يقل أهميةً عن دور المرأة في البيت، لكن يجب أن تكون المرأة مستعدة عن طريق تكريس نفسها لبيتها (أمثال 31: 15-28).


الأمر الأخير الذي يتوقعه الزوج من الزوجة، هو التواصل الجنسي بين الاثنين. وهنا أيضاً يجب التنويه أن المضجع كثيراً ما يساء استخدامه نتيجة البيئة التي يعيش فيها الاثنان. فغالباً ما تنتهي العملية الجنسية بإشباع حاجات أحد الطرفين فقط، وغالباً ما يكون الرجل. هذا الأمر غير صحيح، حيث تُعَلِّم كلمة الله أن يوفي كلا الطرفان حق الآخر (1 كورنثوس 7: 2-5). أيضاً، هذا الأمر ناتج عن طبيعة خلق الرجل، فهو يثار بنظرة بسيطة تجاه زوجته، على عكس المرأة.


ما علاقة هذا الكلام بتوقعات الرجل من المرأة؟ حسناً، يجب القول أن العديد من الزيجات تنتهي بالفتور نتيجة سوء استخدام المضجع. فبسبب حالة الرجل الجسدية من جهة سرعة إشباعه جنسياً، إلا أنه يكون مستعداً للعملية الجنسية وبنفس النشاط السابق. لكن كثيراً ما تشعر المرأة بأنها تستغل وبالتالي وبسبب عدم إشباع حاجتها الجنسية، تقوم المرأة تدريجياً بالابتعاد عن زوجها وتشعر بعدم الرغبة في ممارسة الجنس معه، في هذه الحالة يشعر الزوج أن حقه قد سلب!


العلاج لهذه المشكلة ومن أجل المحافظة على متانة العلاقة الزوجية وسلامة البيت ومستقبل الزواج، يتمثل بضرورة مصارحة الزوجة لزوجها وأن لا تشعر بالخجل من خلال مفاتحة الزوج. بنيتها الجسدية تتطلب من الزوج أن يتأنى عليها لكي يتمتع الاثنان معاً بهذه العلاقة الرائعة التي رسمها الله للزوج والزوجة، فلا يسلب أحدهما الآخر حقه من جهة هذا الأمر. للرب كل المجد.

 

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,794,808