كيف تكون مدربا جيدا

 التدريب هذه الأيام يشكل واحدا من الأنشطة الأساسية لأي خطه فى كل منشاه ، لتتفوق في مجالها سواء كان صناعى أو تجارى أو خدمى . وينبغي أن يكون ذلك هو الحال دائما. نحن نعيش في عالم تقوده المعرفة . لا يمكنك أن تفترض انك قادر على توظيف أفضل الإشخاص في هذا العالم. وبما أن التكلفة تتحكم فى مالك المشروع عند البدء يجعل من الصعب رمي رواتب عالية لصيد فريق من العاملين المهرة. هنا تظهر أهميه التدريب الذى يعوض هذا النقص فى المهاره.

التدريب مرة أخرى لا يقتصر على فريق العمل فى المكتب. التدريب يكون للعملاء على إستخدام المنتج ، ويمكنك تدريب ، الوسيط ، البائعين ، و التدريب لكل العاملين فى أى منشاه. وطالما اصبح التدريب مهم جدا يصبح من المنطقي أن يكون له قائمة من الأشياء التي من المفترض أن تتبع لينجح فى تأديه المطلوب منه.كما أن التدريب مطلوب مع كل تطوير أو تغير فى المنشاه.

الاساسيات التى يجب على المدرب معرفتها  و مراعاتها فى التدريب :ــ
في البداية يجب أن نفهم أن التدريب هو نوع من التواصل. لذلك عليك تطبيق قواعد الاتصال الجيدة ، يجب تطبيقها على التدريب اللازم. ثم بعد ذلك وازن بين العناصر و حدد أهمها لما تجريه من تدريب.

 1. من هم الذين تدربهم :

هذه يمكن إعتبارها القاعدة الذهبية للتدريبات. منذ اللحظه التى تم اختيارك لتدريب مجموعة من الأشخاص المفترض أنك أخترت لانك تعرف الموضوع الذى سوف تقوم بتدريبه كما أن المفروض إنك تعتبركخبير. الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة للتدريب هو [معرفة المحتوى], يلى ذلك [معرفة الجمهور] الذى يشكل العمود الفقري للتدريب. جميع الاستراتيجيات التي توضع للتدريب تعتمد على فهمك للجمهور.
هذا هو السبب الرئيسي الذى يجعل معظم المدربين يطلبوا من الحاضرين تقديم أنفسهم ووصف السبب الذى يحفزهم لحضور التدريب. إذا كنت لا تعرف شخصية الجمهور ببساطة لا تمضي قدما.

2. الفكاهه تضفى روح للتدريب :
اسمحوا لي أن أقول الفكاهه تضفى الحياة على التدريب لأنها تبقي جمهورك مستيقظا . طرفه لطيفه  أو مُزحه تطلق في الوقت المناسب تجدد البيئة ككل. وإن كانت هناك بعض الاحتياطات التي ينبغي اتخاذها عند عمل ذلك  منها أن تكون الطرفه مهذبه و فى السياق. يجب عدم المبالغه فى الفكاهه حتى لا تفقد الجلسه إحترامها و أنت أيضا كمدرب. يجب أن تكون مجرد دعابة و ليست سخريه من أحد لجعل البيئة حيوية و أيضا لزيادة فترة تناول بالموضوع و مساعده المتدرب على تذكر ما قيل.

3. التدريب الجيد هو المشاركة :
التدريب هو نشاط مهم ولكن الحصول على تدريب ليس بالشىء المثير. لماذا؟ لأن المتدرب يجلس على الجانب السلبى ليتلقى المعلومات. الناس يجلسون هناك للاستماع الى مدرب (نجد البعض يسقط نائما و عينيه مفتوحتين ، وأنت لا تعرف بالضبط كيف يحدث ذلك). لذلك أول شىء عليك عمله هو تغيير القواعد. تغيير الطريقة التي يتم بها التدريب. إشراكهم في كل قسم من التدريب ، بطرح الأسئلة عليهم ، والإجابة على الاستفسارات بطرق مختلفة مما يخلق مناخ من التجاوب بين المدرب و المتدربين. دفعهم إلى التفكير و إستنتاج أشياء جديدة.طول  الوقت الذى تشغل الحاضرين بما تقول يظلوا مشاركين بنشاط. كمدرب عليك المحافظه على التواصل بالعين، وتكرار أجزاء العرض بأكمله ، والاستماع النشط ، عرض الشرائح التوضيحيه ، واستخدام كل المتاح من وسائل الإتصال . تأكد من أن كل مستمع يصغي فعلا اليك؟ الأساس هنا هو المشاركه و التجاوب بين المدرب و الحاضرين.

4. بين لهم العالم الحقيقي :
محاولة الإجابة على هذا السؤال صعبة ، ما هو أكثر إثارة للاهتمام -- مشاهدة  فيلم حديقة الديناصورات أو فهم عملية تجارية جديدة على فريقك تنفيذها ؟ ذلك سهلا. إذا كان الجمهور يدرك أهمية التدريب ولكنه لا يزال غير مهتم ، اللوم يقع على عاتقك. حاول إيجاد العناصر التى تجذب إهتمامهم مثل مايفعلوه مع فيلم حديقة الديناصورات!
إطرح أكبر قدر ممكن من الأمثلة. في محاولة لتوضيح المفاهيم التي يحتويها الموضوع إستخدم, أسلوب رواية القصص ، تخيل المشاهد ، المقارنات .. الخ. وبهذه الطريقة تجعل من الأسهل على الحاضرين استيعاب المحتوى. خلاصة القول إذا رسمت صورا في أذهانهم يمكنك التأكد من أنهم حفظوا المحتوى.

5. اسأل السؤال الصحيح :
كمدربين كثيرا ما نكون منهمكين في الإجابة على الأسئلة, و ازاله الحيره عند المتدربين. هل هذا هو المطلوب حقا ؟ افهم هذا – ما هو المفهوم الذى يبقى فى ذهن المستمع ,هل هو الذي أجبت عليه أنت , أم الذى فهمه و إستوعبه الحاضرين؟ هذا سؤال صعب بطبيعة الحال. لكنى أعتقد أن جعل الجمهور يستنبط هو الجواب عن الأسئله بنفسه سوف يجعلهم  يتواصلوا معك. كيف يتم ذلك؟ كمدرب عيك تشجيع المستمع لاستخلاص الجواب عن الأسئله التى تطرحها. يفضل هنا إستخدام الأسئله التدريجيه  حتى تساعد المتدرب على ايجاد الأجوبه بسهوله. بهذه الطريقة ، ليس فقط يدرك  الحاضريين مفهوم التدريب بصوره أفضل بكثير ، و تفوز أنت بلقب خبير. خلاصة القول ، انها ليست حول الجواب الصحيح ، ولكن عن السؤال الصحيح.

 الهدف من التدريب :

الدورات التدريبية لا تهدف فقط لطرح كمية معينة من معرفة محتوى  الدوره ولكن أيضا للمساعدة في تطوير المهارات المهنية وقدرات المتدربين. وهذا يعني المهنيه الكاملة للمتدربين، و بناء القدرة على :
• تحليل القضايا المعقدة ،
• التعرف على جوهر المشكلة وسبل حلها،
• توليف ودمج العناصر المتباينة ،
• توضيح القيم ،
• الاستفادة الفعالة من المعلومات الرقمية وغيرها إن وجدت ،
• العمل بصورة تعاونية وبناءة مع الآخرين، و
• التواصل بوضوح شفويا وخطيا و جسديا ( العين, الإشارات و الحركات ).

عندما يجري التخطيط لدورة تدريبية عليك كمدرب أن تحدد الأساليب التي سيتم استخدامها لتوصيل المحتوى و المفهوم. معرفه الماده العلميه ليست هى معرفه كيفيه توصيلها للمتدربين. الأهم ليست المعلومات التى نُعلمها للمدربين ( المدخلات) و لكن ما يفهمه المتدرب و يستفيده من هذه المعلومات ( المخرجات).

 خريطه التدريب

 المصدر: د. نبيهه جابر