خارج الكون
خلق الفضاء مع اللحظات الاولى من الانفجار العظيم، ان كوننا الذي نعيش فيه ليس له حافة أو حد - كما انه ليس هناك ما هو خارج كوننا، قد يكون من المحتمل بأن كوننا هذا هو جزء من اكوان لا نهائية، لكن هذه الاكوان لا تحتاج بالضرورة فضاء لتوجد فيه، وهنا لنا تعليق ان القران قدأشار الى وجود سبعة سموات كما ذكر في الاية التالية "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“ (البقرة:29) فالعلم عند الله هل المقصود بتعدد السموات هو تعدد الاكوان اي انه دليل على ذلك ام لا نترك ذلك لحين معرفة ما هية السماء الاولى وتحديدها تحديدا جازما لنستدل على المقصود بالاكوان او السموات السبع المذكورة في القران، فحسبما ذكر في التفسيرات ان لكل سماء خلقها الذين يعشون عليها من ملائكة وأنبياء وغيرهم كما ورد في حديث الرسول عليه السلام عن رحلة الاسراء والمعراج.
ماقبل الانفجار العظيم
ذكر في القران الشريف ان عرش الرحمن كان على الماء قبل بدء الخلق، إذن كانت هناك مادة في الكون قبل الخلق ولم يكن بدون مادة، اما العماء فيقولون ان الوقت خلق مع الانفجار العظيم ونحن لا نعرف إذا كان الوقت موجود قبل الانفجار العظيم أم لا، والوقت هنا بمعنى الزمن، لذلك هذا السؤال من الصعب ان نجد له اجابة، بعض النظريات تقول بأن كوننا جزء من اكوان لا نهائية (تدعى الكون المتعدد) التي تخلق بشكل مستمر، وهذا محتمل لكنه صعب الاثبات.
فإذا كان الكون بعمر 14 بليون سنة، كيف سارت المجرات أكثر من 14 بليون سنة ضوئية، من المحتمل بأن كوننا لانهائي وملئ بالمادة في كل مكان سواء منذ الانفجار العظيم او قبله، فهناك دليل جيد أيضا ان عند بدايات الكون لربما كان الكون يتوسع بأسرع بكثير من سرعة الضوء، ذلك محتمل حتى يتوسع الفضاء حيث أن الجزيئات او الجسيمات لا تنتقل بسرعة، والفراغ بين الجزيئات ازداد كثيرا.
يمكنا أن نتخيل المجرات مثل الكرات تجلس على قطعة مطاطية التي تمثل الفضاء، إذا شدّت القطعة المطاطية فإن الكرات سوف تتحرك على حدة او في مجموعات، الكرات التي تكون قريبة من بعضها البعض سوف تتحرك فقط على حدة ببطئ، اما الكرات التي تكون مفصولة على نحو واسع تبدو انها تتحرك بمفردها بسرعة اكبر، ليس هناك حد معين لتخيل كيفية توسع الفضاء، فالعلم عند الله وقد ذكر في القرأن الشريف قوله "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" (الذريات:47) أشار الله سبحانه وتعالى الى ذلك التوسع في هذه الايه، فإذا كانت السماء المذكورة في هنا هي الفضاء او الكون فهذه إشارة واضحة على ذلك.
السلطان هنا هو العلم، فقد دعى الله الانس وكذلك الجن للبحث في اقطار السماء ليس بتحدي لهم انهم لن يصلوا لذلك بل بدعوتهم للبحث والتعلم للوصول الى ذلك المبتغى، ولم يخصص تلك الدعوة للمؤمنين منهم او غيرهم بل هي دعوة عامة لجميع الانس والجن، والى ان نجد المراجع والابحاث الاسلامية في مجالات العلم المختلفة علينا الاستفادة مما وصلت اليه الحضارة الغربية من تقدم ولننتفع به ولنترك سلبيات حضارتهم ونهتم بالايجابيات فيها ونطور غايتنا للوصول الى ذلك المستوى، فكما كان للمسلمون الاوائل فضلهم في ازدهار العلم حينها للغرب ايضا فضلهم في التقدم الحالي، لنعترف بذلك ولنستفد به.
ساحة النقاش