الطفل الزنان (كثير الإلحاح)
يدخل آباء الطفل (الزنان) في دائرة مغلقة محاولين إيقاف ذلك السلوك دون أن يدركوا ما هو الطبع الذي يعنيه ذلك السلوك، إن الطبع الشعوري لذلك الطفل التعس كثير الإلحاح والشكوى هو المزاج السلبي. ودائمًا ما يبدو هؤلاء الأطفال جادين ونادرًا ما يظهرون الحماسة وغالبًا ما يكونون شديدوا الارتباط بآبائهم.

ذلك مزاجه السلبي، وإن المزاج السيء جزء من تكوين ذلك الطفل، تعرف عليه وتجاهله قدر استطاعتك وسيساعدك هذا على ألا يكون رد فعلك لمزاجه السلبي مبالغًا فيه، وعندما يتحسن الجو العام العائلي سيتحسن مزاج طفلك.

سلوك (أنا لا أحب هذا)
هذا السلوك غالبًا يصاحب الطبع المزاجي "سهولة التأثر بالمؤثرات" إنه شديد الحساسية للملمس، الطعم، الحرارة، الأضواء، الألوان، غالبًا ما يجد الأهل أنفسهم عالقين في الدائرة المفرغة لأن أطفالهم مصرين على أشياء بعينها ويرفضون كل شيء آخر.

في هذه المنطقة تسمية الشعور هامة جدًا وجزء كبير منها إدراك أن الطفل لا يعاندك ولكنه حقًا متضايق، لا تتحداه، تعرف عليه وخاطبه "أنا أعلم أن الأصوات العالية تضايقك"، "أعرف أن الحذاء الجديد يبدو لك غير مريح"، "هل يبدو لك طعم الأكل غريبًا"، "أعرف أنك تشعر بالحرارة".

الطريقة هنا هي عدم رفض الطبع "الحساسية الشديدة" ولكن معاملة السلوك المصاحب له على أنه مبالغ فيه وغير منطقي، لا تتحدى طفلك هناك مناطق أخرى أكثر أهمية تمارس فيها سلطتك كأب أو أم. مثلاً الملابس الداخلية إن كانت غير مريحة لطفلك سببًا مناسبًا للمعركة؟ لو كان لونها أبيض أو أزرق، إنه لا يحب الأحذية برباط ويفضل اللاصق هل من الضروري أن أشتري حذاءًا برباط؟ وبالمثل في مسألة الطعام، ستجد أن طفلك لا يأكل إلا أشياء معينة فقط، لا تتحديه بلا جدوى إلا لو كان ما يأكله غير مغذي.

لا تدخلي معه في نقاشات عقيمة وتجنبي صراعات القوة فقط بتقديم اختيارات.
لا تتورطي في أسئلة مفتوحة "ماذا تريد للإفطار؟" لأنها قد تؤدي إما لحيرة الطفل أو لأخذه قرار غير مقبول منك لذلك فالأأمن أن تعرضي عليه اقتراحين يختار بينهما.
بعض الأطفال توترهم الأماكن المزدحمة، الصاخبة، ذات الأضواء الساطعة ويظهر هذا في كثرة تذمرهم "أنا لا أحب هذا" إن هذا يعكس الطبع السلوكي والمزاجي للانسحاب المبدأي وصعوبة التكيف خاصةً لو صاحب هذا مزاج سلبي سيء وتكون الطريقة هنا هي "التعرض التدريجي للأشياء الجديدة" وإعطاء وقت كافٍ للتعود عليها.

مثلاً من أجل طفلة تستجيب بطريقة سيئة للأشياء الجديدة واشتريت لها فستانًا جديدًا، اتركيه معلقًا في الدولاب ليوم أو يومين ثم أخرجيه واتركيه معلقًا خارجًا يوم أو يومين، ثم بعد ذلك اقترح عليها تجربته. هذا التعرف على طبعها المزاجي أفضل من أن تحاول إجبارها عليه وانتقادها لرفضها، إنك لا تريد أن تجعل الطفلة تشعر أنها سيئة فقط لأنها لا تريد تجربته.

نوبات الغضب
ما هو تعريف نوبة الغضب؟
ليس فقط أي سلوك خارج عن نطاق المألوف، وليس فقط عندما يضرب الطفل رأسه في الحائط أو يكسر شيئًا، إن التعريف أوسع من ذلك، إنه أي موقف يبدي فيه الطفل انفجار من الغضب، البكاء، الصراخ، ولعله من الأفضل أن نطلق عليه "نوبات الانفجار".
أولاً: وهذا مهم جدًا يجب تقسيم تلك النوبات إلى قسمين:
* نوبات الغضب التلاعبية. Manipulative
* نوبات الغضب المزاجية. Tempermental

الفارق أن في نوبات الغضب التلاعبية فإن الطفل يحاول تحقيق ما يريده عن طريق سلوكه الخاطئ، ولكن في نوبات الغضب المزاجية لقد تم التعدي على حدوده المزاجية الخاصة فأثار نوبة غضب، مثلاً: طفل يعاني من صعوبة في التكيف عندما تطلب منه فجأة تغيير النشاط وعمل شيء آخر أو الطفل شديد النشاط عندما تطلب منه الجلوس ساكنًا لفترة طويلة بعبارة أخرى إنه لا يستطيع التحكم في نفسه.

كيف نفرق بينهما؟
نوبة الغضب المزاجية أكثر حدة، حقًا يخرج الوضع عن السيطرة، بينما في التلاعبية فإنها بحكم طبيعتها أقل حدة وأكثر تخطيطًا ولها هدف واضح وإن كانت الحقيقة أنهما قد تبدوان متشابهتين في بعض الأحيان وقد تؤدي إحداهما إلى الأخرى.

النوبة التلاعبية
٠ لا تستسلم أبدًا إلا لو كان رفضك المبدأي غير مبرر، فلو قررت إنه غير منطقي فغير موقفك ولكن في الأحوال الأخرى لابد أن تبعث برسالة للطفل أن نوبات الغضب غير مجدية.
٠ لابد أن يكون موقفك أمام الطفل قويًا وصارمًا، لا تتعاطف معه أثناء نوبة الغضب لا تقول "أنا حزين لأنك متضايق وتبكي ستأخذ الحلوى لاحقًا" ولكن قل "لن تأخذ تلك الحلوى الآن سيطر على ذلك السلوك حالاً".
٠ وغالبًا ما يكون الإلهاء طريقة ناحجة جدًا، إنه يعني أن تقوم بطريقة عملية بأخذ عقله بعيدًا عن مسبب النوبة وهذا يختلف عن الاستسلام.
٠ إبعاد الطفل مناسب أيضًا تستطيع أ تقول للطفل "اذهب إلى حجرتك حتى تهدأ" بل وابعد نفسك أنت أيضًا عن الموقف.
٠ التجاهل التام وسيلة ناحجة جدًا لو لم تستطع إبعاد نفسك عن الموقف، حاول أن تبدو غير مهتم والأهم ألا تفاصل معه.
٠ ولكن لو بدأ الطفل بإيذاء نفسه خلال النوبة بأن يخبط رأسه في الأرض يجب أن تتدخل.
٠ والمثابرة هي المفتاح السحري للتحكم في تلك النوبات.

نوبات الغضب المزاجية
٠ في أثناء تلك النوبات لا تترك طفلك، ضع ذراعيك حوله لو سمح لك أو فقط لا تترك الغرفة فإن وجودك سيكون مطمئنًا له، كن هادئًا وقل له "أنا أعلم أنك متضايق ولكن كل شيء سيكون على ما يرام" وعندما يهدأ ويريد الجلوس بمفرده احترم رغبته.
٠ لا تدخل معه في مناقشات مطوّلة حول ما يضايقه إلا لو أراد هو الحديث وفقط عند انتهاء النوبة.
٠ حاول الإلهاء إذا استطعت.
٠ قد تضطر إلى الانتظار حتى انتهاء النوبة، لو استطعت التعرف على سبب النوبة فحاول إصلاحه ما استطعت. فمثلاً لو كان السبب أنها أجبرت على ارتداء فستان صوفي ولا تريد ذلك فانزعه عنها فورًا هذا ليس استسلامًا ولكنك والد متفهم أدركت السبب الحقيقي للنوبة وتحاول إصلاحه.

سلوك الأسير
الطفل المثابر الذي يرفض الاستسلام، الطفل الذي يجد صعوبة في التكيف ولا يستطيع تحمل التغيير، الطفل شديد الحساسية الذي يميل إلى أشياء معينة ولا يستطيع تغييرها، كل هؤلاء يميلون إلى الانغماس في طقس معين أي محاولة لتغييره يدخلهم وأهلهم في معركة.

مثال على ذلك: يقول الطفل "أمي اربطي لي الحذاء" تربطه الأم "لا يا أمي هذا ضيق جدًا" تربطه الأم ثانيةً "لا يا أمي هذا مؤلم جدًا" اربطيه ثانيةً.
الطريقة هنا سهلة جدًا توقفي إنك تدفعي الموقف إلى درجة جديدة من الصعوبة حتى تصبحا معًا أسيرا موقف لا حل له وكلما حاولت أن ترضيه استحال الموقف أكثر وكلما اشتكى أصبحت أسيرة للموقف ولكن هذه الدائرة المغلقة لابد أن تنكسر. ولكن كيف تتعرف عليها لتكسرها، ضروري عند نقطة معينة أن تعرفي أن تلك المناقشة بلا جدوى، أخبري طفلك قبل أن تربطي له الحذاء "أنا أعرف إنك متضايق من الحذاء ولكن ربطي إياه مرة بعد مرة لن يريحك سأحاول مرتين فقط وإن ظللت غير مرتاح إما ستغيره أو ستضطر إلى إرتداء شيء آخر".

يجب أن تدرك أن الطفل أيضًا أسير ولا يهم إن كان ما يهمه هو الحصول على الحلوى أو رغبته في السهر أو غيرها، المهم أنه أسير.
قل له بحزم "لقد طلبت ذلك ثلاث مرات بالفعل، لن تأخذه ويجب أن تتوقف فورًا" وغالبًا يتوقفون لأنك كنت مباشرًا وواجهت الإلحاح السلبي وفي الأحوال الأخرى التي لن يتوقف فيها أخبره ببساطة أن المناقشة انتهت وتجاهله تمامًا، اذهب إلى حجرتك لو استلزم الأمر وأغلق الباب وفيما بعد أخبره أنك تعرف أنه إذا أراد شيئًا فإنه صعب عليه أن يتراجع عنه ولكنه لابد أن يعرف عندما تقول ماما أو بابا (لا) فإنهما حقًا يعنيان ما يقولان ويجب عليه أن يتقبل هذا.

ساعد نفسك بنفسك
حتى الآن كان كل شيء موجهًا إليك كوالد، كمدرس، كبالغ ذو تأثير كبير على الطفل لتعليمك كيفية التعامل مع الطفل الصعب بطريقة إيجابية وبناءة، ولكن ماذا عن الطفل نفسه؟ هل هناك وسائل لتعليمه (هو) طرق أفضل للتكيف وللتحكم في سلوكه ومشاعره؟
لدرجة كبيرة هذا يعتمد على سن الطفل، ذكائه، ودرجة نضوجه، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن استعمالها مع طفل كبير:

٠ الطفل الخبير
من سن الخامسة وما أكبر يمكن تعليم الطفل تدريجيًا ما هو المزاج، وهذا بالطبع يحتاج إلى جلسات مخطط لها، هادئة، يجب أن تخاطبه على أنه شخص بالغ وإن التعبير عن المشاعر هو جزء من عملية النضوج وليس الغرض أبدًا من هذه الجلسات إخباره أن شيئًا ما خطأ فيه.
يمكنك مثلاً مساعدته أن يرى أنه شديد الحماس ولكن هذا يؤدي أحيانًا إلى حالة من الهياج.

صفات مثل الإلحاح، الخجل، الحساسية، الفوضوية، سهولة التأثر (بالأصوات مثلاً) كلها صفات يمكن تفسيرها في جلسة صداقة، معبرًا فيها عن فخرك باستقلاله كشخص له مشاعره الشخصية وردود فعله وآراءه.

أخبره أنه أحيانًا تكون ردود أفعاله مبالغًا فيها وإنك تريد مساعدته في التحكم فيها. فمثلاً علمه أن يتعرف على مشاعره وعندما يصبح متوترًا يستطيع أن يطلب من المعلمة فترة راحة قصيرة. عندما يكون حزين أو متضايق يستطيع أن يأخذ نفسًا عميقًا ويعد ببطء من واحد إلى عشرة.
عندما يجد نفسه أسير رغبة معينة وكرر طلبه أكثر من مرة عليه أن يتوقف ويحاول التفكير في شيء آخر.
عندما يتوتر في موقف جديد يستطيع أن ينتظر قليلاً حتى يجد نفسه أكثر راحة.
عندما يحقق الأطفال ذلك القدر من التحكم بالنفس يكون رائعًا رؤية ذلك الفخر بالإنجاز الذي حققوه.

٠ الطفل القائد
عندما يكون لدى طفلك مشكلة معينة في السلوك تستطيع مساعدته على إزاحة تلك العثرة من طريقه بأن تضعه في موضع الأستاذ والمعلم، عندما تفعل ذلك فإنك تجعل طفلك يدرك أنه المتحكم ويستطيع السيطرة على الأمور.

تستطيع مثلاً أن تشتري لطفلتك عروسة ولو كان لديها مشكلة في مواجهة المواقف الجديدة تستطيع أن تطلب منها أن تعلم العروسة كيف تتكيف مع المواقف الجديدة، وتستطيع أن تحضر لها ساعة وتطلب منها أن تعلم العروسة قيمة الوقت، أو تخبرها أن العروسة لديها مشكلة في العض والطفلة كأم يجب أن تعلمها ألا تعض، يمكنها أن تصحبها إلى السوق أو إلى حفلات العائلة لأن العروسة لا تعلم كيف تتعود على الأماكن الجديدة، هذه الطريقة تمكنها من التغلب على بعض المخاوف، عندما تعلم العروسة كيف تكون أشجع فإنها بدورها تتعلم كيف تقهر مخاوفها.

٠ الرفيق الشجاع
خوف الأطفال صعب قد يظهر بوضوح وقت النوم وقد يصبحون شديدوا الالتصاق بأبويهم ويرفضون الذهاب للنوم في أسرتهم أو يصرون أن تبقى أمهاتهم بجوارهم.
يمكن معالجة ذلك بإعطاء الطفل دمية على شكل حيوان مفترس وإخباره "هذا هو دبك الشجاع "أسدك الشجاع، تنينك الشجاع" سيبقى إلى جوارك كيف تشعر بالخوف وهو معك لا يخاف؟ لا داعٍ للخوف واترك أمك تذهب لحجرتها، سيساعد ذلك على عدم الشعور بالخوف عندما لا تكون الأم موجودة، يجب أن تكون الدمية جديدة ومخصصة لذلك الغرض وسيساعده هذا على التغلب على مخاوف النوم.

رد فعل الخبير.. وضع كل المعلومات معًا
كيف يستجيب الأبوان بطريقة مترابطة فعالة للمواقف المعقدة التي تطرأ يوميًا في عائلة بها طفل صعب. ستتعلم الآن كيف تضع كل المعلومات عن التهذيب التي عرفتها مع وسائل التحكم لتتعلم طرق جديدة للتعامل مع طفلك. هذه الطرق الجديدة تعتمد على سلطتك كقائد ناضج، ويمكن تقسيمها إلى سلسلة من الخطوات.

يجب أن تكون صبورًا ولا تتوقع النجاح من أول مرة، مع تكرار الممارسة وتزايد ثقتك في سلطتك الأبوية لن تأخذ تلك العملية منك سوى بضع ثوان، ستصبح عملية تلقائية بالنسبة إليك، لو استطعت تغيير ردود فعلك على مدار عدة أسابيع فإن هذا رائع، إن سلسلة الخطوات في رد الفعل الخبير لأي سلوك صعب سلبي أو بغيض يبدأ بالآتي:
1. هل أستطيع التعامل مع ذلك الآن؟
يجب أن تقيم نفسك وحالتك الذهنية، لو كنت لا تستطيع التعامل ابتعد فورًا، لو تستطيع انتقل إلى الخطوة 2.

2. كن القائد.
تراجع قليلاً، حيِّد مشاعرك وابدأ في التفكير.

3. حدد نوع السلوك من قائمة السلوكيات التي عرفناها معًا.

4.
تعرف على الطبع المزاجي.
حاول معرفة الطبع المزاجي خلف السلوك ليمكنك التصرف بدلاً من معاقبته.

5. هل هما متفقان؟
إن كان السلوك لا يعكس أي طبع مزاجي وراءه، هل الأمر هام جدًا لتأخذ وقفة، إن لم يكن تجاهله وابتعد عن الموقف.

6. العقاب المناسب.
إن لم يكن طبع مزاجي استجب بحزم وقرر العقاب المناسب.

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,656,221