قد يكون أخذ " قسط كافٍ من النوم في الليل " أكثر أهمية مما نعتقد؛ فبالإضافة إلى الشعور بالراحة واكتساب طاقة وتصفية الذهن، أظهرت الدراسات أن هناك علاقة بين النوم وصحة قلب الإنسان وهناك أيضاً دراسة طغت على مثيلاتها تُظهر أن النوم قد يؤثر على وزن الإنسان. إن الدراسة الأخيرة التي تلقي الضوء على علاقة النوم بالوزن قدمت أثناء المؤتمر الدولي لجمعية الأمراض الصدرية الأمريكية الـ 105 المقام في سان دييغو حيث تشير إلى وجود رابط بين مؤشر كتلة الجسم وطول

قد يكون أخذ " قسط كافٍ من النوم في الليل " أكثر أهمية مما نعتقد؛ فبالإضافة إلى الشعور بالراحة واكتساب طاقة وتصفية الذهن، أظهرت الدراسات أن هناك علاقة بين النوم وصحة قلب الإنسان وهناك أيضاً دراسة طغت على مثيلاتها تُظهر أن النوم قد يؤثر على وزن الإنسان.
إن الدراسة الأخيرة التي تلقي الضوء على علاقة النوم بالوزن قدمت أثناء المؤتمر الدولي لجمعية الأمراض الصدرية الأمريكية الـ 105 المقام في سان دييغو حيث تشير إلى وجود رابط بين مؤشر كتلة الجسم وطول مدة النوم الذي يحظى به الإنسان ونوعيته بطريقة مدهشة.
فقام الباحثون في مركز والتر رييد الطبي العسكري بإجراء دراسة تحليلية لنوم  ونشاط واستهلاك الطاقة لـ 14 ممرضة تطوعوا لصالح برنامج صحة القلب وهو جزء من مشروع الصحة القلبية التكاملي.
حيث تضمّن البرنامج تقديم استشارات عن التغذية وممارسة التمارين الرياضية وتقديم دورات في إدارة الضغوط وتحسين النوم.
واستناداً لما توصل إليه كبير الباحثين د. إيرن إلياسون، فقد تم تقسيم النوم إلى قسمين، إما " نوم قصير" أو " نوم طويل". فالإنسان الذي يحظى بنوم قصير يرتفع لديه مؤشر كتلة الجسم بمعدل 28.3 مقارنة بمعدل مؤشر كتلة الجسم لإنسان يحظى بنوم طويل يصل إلى 24.5.
حيث صرح قائلاً أن الإنسان الذي يحظى بنوم قصير يعاني أيضاً من صعوبة في الاستغراق بالنوم دون أي تقطع.
وعلى الرغم من قلة عدد ساعات النوم، تُظهر الدراسة أن أصحاب الوزن الزائد كانوا أكثر نشاطاً من المشاركين أصحاب الوزن الطبيعي بنحو 25% وأن معدل حرقهم للسعرات الحرارية أكثر بمعدل 1000 وحدة حرارية يومياً.  
وقدم د. إلياسون أن التوتر وضغوطات الحياة التي تواجه الإنسان قد تنغص على طول ونوعية نومه بالإضافة إلى زيادة معدل تناوله للطعام وتغير سلوكياتٍ أخرى تساهم في زيادة الوزن. 
ويبدو أيضاً أن النوم لساعات قليلة يسبب انخفاضاً في اللبتين وهو هرمون يحفز الشعور بالامتلاء والشبع مما يجعل الإنسان الذي يحظى بنوم قصير يأكل أكثر من حاجته. 
دور هرمون اللبتين
إن الدور الذي يقوم به هذا الهرمون يزيد من احتمالية اللجوء إلى مكملات هرمون اللبتين للحد من الإفراط في تناول الطعام.
وفي تصريح د. إلياسون في مجلة  الدايلي نيوز سينترال قائلاً: " من المحتمل أن يصبح هرمون اللبتين مساعداً للتحكم بالوزن إلى أننا لم نصل إلى صورة نهائية حتى الآن. " وأضاف: " لايزال العلم يحاول أن يعرف الدور الذي يلعبه هرمون اللبتين في التحكم في الوزن والتغييرات التي تطرأ عليه مع النوم".
وقد قام بمقارنة هرمون اللبتين مع هرمون الميلاتونين من حيث المستوى الحالي الذي توصل إليه العلم في فهم واستيعاب دور كل واحد منهما.  
وأشار د. إلياسون قائلاً: "  يدور هرمون الميلاتونين في جسم الإنسان ضمن أوقات متوقعة تتزامن مع أوقات النوم، إلا أن طريقة إدارة هرمون الميلاتونين لا يمكن الاعتماد عليها كوسيلة مساعدة على النوم. وقد يتسائل الفرد ما الذي يقدمه هذا الهرمون إذاً ؟ والإجابة هي أن دواء الـ روزيرم ( أو الـ راميلتيون وهو عنصر مستقبل لهرمون الميلاتونين) متوافر في الأسواق والصيدليات ليساعد الأشخاص على النوم إلا أنه لايمكن الاعتماد عليه لتنظيم النوم والتحفيز على النوم مقارنة بأدوية وعلاجات أخرى مثل مستقبلات  الـ بينزوديازيباين الجديدة. حتى أننا إلى الآن لدينا تصور أقل عن دور هرمون اللبتين".  
نظراً لتدني احتمالية صدور أي أدوية ذات مفعولٍ سحري ستطرح في الأسواق في أي وقت قريب للتعويض عن تأثيرات قلة النوم على وزن الإنسان، هناك احتمال وارد للحصول على قسط كافٍ من النوم ولكن تحديد عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان للعمل على أكمل وجه قد يكون أمراً صعباً ومحيراً. 
كيفية حساب عدد ساعات النوم الكافية
ويقول د. إلياسون: "إن احتياجات الإنسان لعدد ساعات النوم تختلف اختلافاً شاسعاً من فرد لآخر ولا يوجد أي مقياس جيد لقياس عدد ساعات النوم الكافية التي يحتاجها الفرد".
وأضاف د. إلياسون قائلاً : "إن المعدل الطبيعي للنوم الذي يحتاجه الفرد البالغ مابين 8 ساعات و15 دقيقة خلال الـ 24 ساعة إلا أنها تظل عملية حسلبية لا أكثر فالنطاق أوسع بكثير؛ حيث يتراوح مابين 4-10 ساعات على حسب كل فرد واحتياجاته. فالطفل يحتاج 9 ساعات كاملة من النوم ويزداد عدد ساعات النوم عند المراهقين أما في مرحلة الشباب يحتاج الفرد البالغ تقريباً 8 ساعات من النوم".
وأشار أيضاً إلى أنه خلافاً عن المعتقد الشائع بين الناس، فالتقدم في عمر الإنسان لا يقلل بتاتاً من كمية النوم التي يحتاجها الفرد إنما هناك عوامل أخرى قد تدخل وتؤثر على الجدول النظامي لأوقات النوم ليلاً، مثل: ظروف صحية أو مشاكل في العظام أو تناول أدوية معينة أو الحالة العقلية التي يمر بها أو ظروف الحياة التي يعيشها الفرد سواءً كان عليه الاستيقاظ كل صباح في نفس الوقت للذهاب إلى العمل أو حتى بعد التقاعد. 
والنتيجة هي أن المتقدمين في العمر غالباً ما تتقسم لديهم عدد ساعات النوم في الليل وفي النهار أثناء فترة القيلولة. 
وإذا أردت تحديد عدد ساعات النوم الكافية للفرد، هناك اقتراح قدمه د. إلياسون يستمر لمدة 6 أسابيع. فالطريقة هي أن يحاول الفرد الحصول على عدد ساعات نوم منتظمة ومحددة لعدة أسابيع وتدوين كل شئ في دفتر ملاحظات لتسجيل شعوره خلال هذه الفترة. فعلى سبيل المثال: محاولة الحصول على 7 ساعات من النوم خلال الليل لمدة  3أو 4 أسابيع مسجلاً ساعة النوم وساعة الاستيقاظ وساعة القيلولة وتدوين ماهية الشعور خلال هذه الفترة، مع محاولة الاستمرار والمحافظة على النوم في نفس الساعات المعتادة أثناء أيام الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، حينها إضافة عدد ساعات نوم أكثر لتصل إلى 7 ساعات و 20 دقيقة خلال الليل لمدة 3 أو 4 أسابيع أخرى مسجلاً نفس البيانات السابقة وأي اختلافات قد تطرأ ومن ثم زيادة عدد الساعات إلى 7 ساعات و 40 دقيقة أيضاً لمدة 3 أو 4 أسابيع أخرى وهكذا. وخلال ستة أشهر سيصبح الفرد قادراً على التوقف من عملية زيادة عدد ساعات النوم التي يحتاجها عندما يشعر أنه في أفضل حالاته ومعدل انجازاته في أعلى مستوى له.   
ومن خلال ملاحظات د. إلياسون يقول أن هذا النوع من الاختبارات يحتاج إلى تخصيص الكثير من الوقت والالتزام إلا أن كثير من الأشخاص غير مستعدين لهذا النوع من الالتزام أو حتى إجراء أي تغيير في حياتهم.
البيولوجيا البدائية
قام د. جيمس جانجويتش الحاصل على درجة الزمالة مابعد الدكتوراه في علم الأوبئة النفسية من جامعة كولومبيا بقيادة دراسة في وقت سابق عثرت على وجود علاقة ما بين النوم وظاهرة السمنة. فقد افترض د.جانجويتش أن النوم لوقت قصير قد يحفز أجسامنا على تخزين دهون أكثر والسبب هو لأننا مازلنا نعمل من الناحية البيولوجية مثل الإنسان البدائي.
فقد أشار د. جانجويتش أن عدد ساعات نوم الإنسان البدائي أقل طوال أيام الصيف الطويلة عندما يكون الصيد وفيراً وبذلك تكون أجسادهم قد قامت بتخزين دهون أكثر استعداداً لفصل الشتاء عندما يكون الطعام شحيحاً. ومن المحتمل أن تكون أجسام الأفرد الذين ينامون لساعات قليلة تعمل كما لو أنها في فصل الصيف وتخزن أكبر كمية من الدهون بقدر الإمكان.   
وقد أضاف د. إلياسون تعليقاً قائلاً: " إن النظرية التي تقول أن الفرد الذي ينام لساعات قليلة يخزن جسمه دهوناً طوال فترة الصيف، تحمل في طياتها منطقاً سليماً فهي أيضاً طريقة مهذبة لشرح السبب من أن الأفراد الذين ينامون لساعات قليلة يكتسبون وزناً أكثر من غيرهم." وأضاف قائلاً: " سيكون من الرائع أن يكون هناك هرمونات أو ناقلات يمكن قياسها نستطيع من خلالها على كشف الأسباب وتوضيح الحقائق، فقط اعطِ العلم والعلماء خمس سنوات أخرى أو حتى عشر سنوات للوصول إليه!".
الأبحاث المستقبلية
يسعى د. إلياسون على مواصلة أبحاثه في هذا الموضوع من خلال مشروع الصحة القلبية التكاملي في مركز والتر رييد الطبي العسكري.
هناك حالياً مجموعة من الخطط لتقييم مدى تأثير انخفاض معدل القلق على النوم، وسيستمر الباحثون على استخدام آليات معينة في هذا الصدد، مثل: ممارسة التمارين الرياضية والتأمل وعلاج الوخز بالإبر والعلاج بالإبر للحد من التوتر وتقييم تأثيره على التحفيز على النوم وطول فترة النوم ومدى استهلاك الطاقة في جسم الإنسان. فهم يسعوون إلى نشر نتائج الدراسة خلال سنة أو سنتين.
إن العمل في ها المجال يتعدى حدود مساعدة الأفراد للحصول على فرحة الإنجاز في تحقيق "ليلة نوم هانئة".
وقد أشار د. إلياسون أنه على مدى العشر سنوات الماضية، أثبتت الدراسة أن النوم له " تأثير كبير" على صحة القلب.
ويقول أيضاً: " تنطبق هذه العلاقة على كلاً من فترة ونوعية النوم. فعدم أخذ قسط كاف من النوم قد يجعله عرضة للإصابة بنوبة قلبية وحتى جلطة دماغية ربما يعود سببهها إلى مدى تأثير عدم أخذ قسط كاف من النوم على عملية أيض الجلوكوز ومستوى الكوليسترول وهرمونات التوتر. وبالمثل، فإن تدني نوعية النوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية كما هو موضح في نموذج التوقف عن التنفس أثناء النوم ". 
ويضيف: " إن الإحصاءات مذهلة، ففي حالات توقف التنفس البسيط أثناء النوم أو في الحالات من النوع المعتدل أو الخطير يزيد خطر الإصابة بأمراض قلبية أخرى بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف كما يزيد خطر الإصابة بجلطة دماغية بمقدار خمسة إلى ستة أضعاف".
واختتم د. إلياسون قائلاً: " إن أسلوب حياتنا الصعب والفعال للغاية المستمر لمدة 24 ساعة طوال الأسبوع يحمل مخاطر يمكن قياسها" .

 

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,793,755