الاضطرابات النفسية Psychological Disordersتعريفها :
هي حالات سوء التوافق سواء مع النفس أو الجسد أو مع البيئة الطبيعية أو البيئةالواقعية.ة، و يعبر عنها عادة بدرجة عالية من القلق و التوتر و القهر، و ليس لها أسباب عضوية واضحة بالضرورة، و إنما هي نتاج تفاعل أكثر من عامل واحد. و غالبا تمس البعد الانفعالي للشخصية و يظل معها الفرد المضطرب متصلا بالحياة الواقعية .
مدى انتشارها:
تشير بعض الإحصائيات التي أجريت في بريطانيا أن 12% من المرضى يعانون من الاضطراب النفسي.أسبابها:ولايات المتحدة الأمريكية فيقدر عدد من يعتبرون مضطربين نفسيا بعشرة ملايين على الأقل.
أسبابها :
أ- العوامل المتصلة بالتنشئة الاجتماعية :
تعتبر الأسرة الوحدة الأساسية للنمو و الخبرة من حيث أنها الخلية الاجتماعية التي تنجب الفرد و تتكفل برعايته خاصة في سنواته الأولى. و عليه فإن دور الأسرة في تنشئة أطفالهما يظل أساسيا سواء في حمايتهم من الاضطراب أو إعاقة نموهم بشكل عام.
فالوالدان اللذان لا يشبعان حجات أطفالهما إلى الحب و الحنان أو بحرمانهم من الحب و التفاهم أو بالتهديد بالحرمان كعقاب نفسي ، و الوالدان اللذان لا يحميان أبناءهما من الخبرات السلوكية الضارة و الوالدان اللذان يتخذان العقاب الجسدي كوسيلة للتأديب ، و الوالدان المضطربان نفسيا ، و الأسرة الني يسود فيها أسلوب الحماية الزائدة أو يشيع فيها التدليل الزائد ، و الأسرة النابذة لأطفالها أو تكثر فيها النزاعات و الهجر أو ينتهي بنيانها بالطلاق و تشتت الأبناء .. الخ كلها تنتج أفرادا الاجتماعية:لا من الاضطرابات النفسية .
ب- العوامل الاقتصادية و الاجتماعية :
من حاجات الإنسان الأساسية الحاجة إلى الأمن الاقتصادي ، فهو بحاجة إلى المال كي يوفر العيش الكريم لمن يعولهم ، و فلا بد أن يكون للشخص مصدر دخل ثابت يجعله يحس بالأمن و يطمئن إلى مستقبله .
و عليه فان الإنسان العاطل عن العمل أو الذي يعاني من الفقر في مجتمع الفوارق الاقتصادية بين أفراده كبيره ، مثل هؤلاء لا غرابة أن يضطربوا نفسيا أو يساهموا في الاضطراب لأبنائهم و زوجاتهم .
و الإنسان أيضا بحاجة إلى الأمن الاجتماعي، بمعنى أن يفتخر بانتمائه إلى أسرة أو مجتمع معين، و أن يشعر أن الناس متساوون في الحقوق و الواجبات. أما المجتمع الذي لا يشعر أفراده بالفخر بالانتماء له، و المجتمع المتناقض في قيمه و أهدافه و يشيع بين أفراده التشاحن و البغضاء.. مثل هذا المجتمع يشكل بيئة صالحة لترعرع الاضطرابات النفسية .
ج- العوامل النفسية :
تناول علماء النفس العوامل النفسية من أكثر من زاوية ، فمدرسة التحليل النفسي اهتمت بالصراعات النفسية اللاشعورية الناتجة عن دفاعات غريزية مكبوتة في منطقة ألهو الباحثة عن اللذة أو عن صولة القيم المغالية التي تحاول أن تسلخ الفرد عن واقعه و تغربه عن هذا الواقع .
أما ادلر و أتباعه من علماء النفس الفردي فقد اهتموا بالمشاعر ذات الطبيعة الدونية باعتبارها مصدرا للاضطرابات النفسية .أما يونغ اهتم بالتفكير السحري اللامنطقي الذي يلجأ إليه الأفراد لمواجهة مشاكلهم ، أما اريكسون فتحدث عن أسباب أخرى للاضطراب النفسي ومنها : فقدان الثقة بالنفس و بالعالم الخارجي ، و الفشل في الانجاز .
و من الزاوية السلوكية يعتبر الصراع النفسي الناتج عن مواقف الاختيار التي يفشل فيها الفرد في اتخاذ القرار ، عوامل تساهم في الاضطرابات النفسية .أما من االروحية:فينومنولوجي ( الإنساني ، الجشطلتي ، الوجودي ) فقد اهتم علماء هذا الاتجاه بفشل الفرد في تحقيق ذاته ،الاختلال ألقيمي و عدم معرفة الفرد لإمكاناته الحقيقية ، كمسببات للاضطرابات النفسية .
د- العوامل الروحية :
يمتاز الفكر النفسي الإسلامي عن الفكر النفسي الوضعي باهتمامه بالعوامل الروحية و دورها في نشوء الاضطرابات النفسية ، فقد أشار المفكرين المسلمين إلى التحلل من قيود الشريعة و فقد الأمل و الرجاء في الله ، و تضارب دوافع الدين و دوافع الهوى ، و اعتبروها عوامل تساعد على نشوء الاضطرابات النفسية . فالانسلاخ الروحي و غياب المعارف الروحية الصحيحة أو تناقضها ، تحول دون تمتع الفرد بشخصية متزنة ، و تجعله عرضة للاضطرابات النفسية .
ه- العوامل الوراثية :
العامل الوراثي قد يساهم في إصابة الأفراد بالاضطرابات النفسية بتفاوت تبعا لرؤية العالِم ، فالمتحمس للوراثة و ما قدمته قوانين مندل من مكتشفات و ما اقترحه ريبو من قوانين الوراثة النفسية يعتبر أن للوراثة دورا أساسيا في الاضطرابات النفسية .
أما العلماء الأقل حماسة فإنهم يذهبون إلى أن الوراثة يمكن أن تزود بعض الأفراد بالاستعداد للإصابة بهذا الاضطراب فقط و أن لم تتهيأ الظروف المناسبة لظهور الاضطراب فإنه لا يظهر .
علاجها :
أولا: العلاج النفسي Psycho Therapy:
أ- التحليل النفسي : و مفادها أن الاضطرابات النفسية نتاج حوادث و صدمات واجهها الإنسان في طفولته المبكرة و نسيها بكبتها في اللاشعور بكل ما تملكه من شحنات انفعالية ، فتبحث دائما عن طرق للتفريغ على شكل أعراض مرضية . و العلاج يكون بالكشف عن تلك الحوادث باستخدام تقنيات التداعي الحر و تفسير الأحلام و أحيانا التنويم المغناطيسي..الخ و من ثم تفريغ الطاقة الانفعالية لتلك الحوادث . من الصعوبات التي تقف في وجه هذه الطريقة العلاجية طول الوقت اللازم لها حيث تستغرق سنوات بمعدل خمس جلسات أسبوعيا، تكاليفها الباهظة بالإضافة إلى ضرورة تمتع المريض بذكاء فوق المتوسط حتى يستطيع التعبير عن نفسه و لكي يستوعب تفسير العلاج.
ب- العلاج النفسي الهادف : أساس هذا العلاج هو الإيحاء بهدف تغيير انفعالات و معتقدات المريض ،و التفسير و التشجيع تفسير أعراض المرض و أسبابه بهدف بعث الطمأنينة و الأمل في الشفاء في نفس المريض ، و المعاضدة و التدعيم من خلال فهم شكوى المريض و مشاركته أفكاره دونما انفعال واضح و أخيرا تقدين النصح و الإرشاد .
ج- العلاج الجماعي : يجتمع عدد من المرضى مع المعالج على شكل جماعي بهدف بعث الثقة في النفس و القدرة على التعامل مع الآخرين .كما يمكن أن يتم من خلال الأندية الاجتماعية العلاجية ، حيث يجتمع المرضى بما يساهم في تحطيم دائرة العزلة الاجتماعية و يعيد للمريض احترامه لذاته .كما يمكن استخدام طريقة التداعي الحر بحيث يجلس المعالج وسط مرضاه و يدعهم يتكلمون و من ثم يلتقط الصراعات الخاصة بكل مريض .
د- العلاج المتمركز حول الشخص : صاحب هذه الطريقة هو كارل روجرز ، و العلاج يقوم على أساس شعور الشخص بقدرته على السيطرة على سلوكه و حل مشكلاته بنفسه و اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى إزالة ما عنده من التوتر النفسي ،و يمكن تلخيص هذه الطريقة في المبادئ الثلاث التالية : اعرف نفسك – كن صادقا معها – اقبل ذاتك
ه- العلاج الوجودي: يتوجه أولا إلى مناقشة الخبرات الذاتية للمريض بمناقشة خبراته بعالمه و الناس، و من ثم مساعدته على التوافق الأفضل سواء مع ذاته ( التوافق الداخلي ) أو مع الآخرين ( التوافق الخارجي ).
و- العلاج السلوكي Behavior Therapy : يقوم هذا العلاج على 4 مسلمات :
إن الاضطراب النفسي سلوك متعلم يخضع في تكوينه و إزالته على نفس القوانين التي يخضع لها السلوك السوي.
إن الاضطراب النفسي قد ينشأ من فشل الفرد في تعلم السلوكيات التوافقية الناجحة .
انه قد ينشأ من اكتساب الفرد سلوكيات و عادات خاطئة لا تؤدي إلى التوافق .
قد ينشأ بسبب الصراع الذي يتعرض له الفرد عندما يجد نفسه أمام خيارين و مطلوب منه أن يختار أحدهما و أن يتحمل مسئولية هذا الاختيار .
يستخدم في علاج الاضطرابات النفسية وفقا للمنظور السلوكي وسائل منها :
التحصين المنظم : بتدريب المريض على الاسترخاء و وضع مدرج للمواقف المقلقة ، و تعريض المريض لها إبان جلسات الاسترخاء ، و البدء بأبسط هذه المواقف وصولا إلى اعقدها و أخيرا دفع المريض إلى معايشة الموقف المقلق له بطريقة واقعية .
العلاج بالغمر : بوضع المريض في الموقف المقلق دفعة واحدة .
الممارسة المكثفة للعرض : بدفع المريض لممارسة العرض باستمرار على أمل أن تضعف آثاره النفسية ا وان يعاني آلاما تجعله يحجم عن إبداء العرض المرضي .
منع الاستجابة : بتعريض المريض للمثير المقلق و منعه من أداء استجابة القلق .
إيقاف التفكير: عندما يشرع المريض في سرد موضوع ما يؤمر بالتوقف و الانتقال إلى موضوع آخر.
الاثابة : تقديم المكافأة للمريض كلما نجح في أداء السلوك المرغوب فيه، أو توقف عن أداء السلوك غير المرغوب فيه.
ثانيا : العلاج الاجتماعي Socio Therapy:
العلاج بالعمل: بتوجيه طاقات المريض إلى النواحي العملية حتى ينصرف عن الانشغال بمشكلاته الداخلية.
العلاج باللعب: يعتبر اللعب احد الميول الفطرية العامة التي تنطلق فيها الطاقة الانفعالية خلال ما يقوم به الشخص من نشاط، كما أن اللعب وسيلة مفيدة في دراسة و تشخيص و علاج المشكلات النفسية و توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية.
العلاج الأسري : يقوم على علاج الفرد في إطار الأسرة ، لذا فإن الجلسة العلاجية تضم أفراد الأسرة حتى يتمكن المعالج من دراسة أنماط العلاقات الاجتماعية الرابطة بين أفراد الأسرة و من ثم يقوم بإبدال تلك الأنماط لمصلحة الحالة المضطربة .
العلاج بالترفية : بإحاطة المريض بوسائل الراحة و الترفيه للقضاء على أوقات الفراغ و الملل ، الذي يعاني منه المكتئبون أو المنعزلون اجتماعيا .
ثالثا : العلاج الديني Religious Therapy :
يتوجه أولا إلى تحرير المريض من مشاعر الخطيئة و الإحساس بالذنب و يفتح أمامه باب الأمل و الرجاء في غفران الله وسعة رحمته ثم تبصير المريض بواجباته الدينية و تشجيعه على أدائها .
رابعا : العلاج العضوي Physical Therapy :
يعتمد هذاغامض،ج على العقاقير كالمنومات و المطمئنات البسيطة و المطمئنات الكبرى و العقاقير المضادة للاكتئاب و العقاقير المساعدة على التفريغ العقلي .
أنماط من الاضطرابات النفسية
القلق التفاعلي Anxiety Reaction
شعور عام غامض ، غير سار ، مبالغ فيه ، خارج نطاق سيطرة المريض . و له زملة من الأعراض يمكن أن تقسم إلى مجموعتين :
o أعراض نفسية: مثل التوجس و المخاوف المرضية و التوتر الذهني العام، سرعة الإثارة و ضعف القدرة على الانتباه و انخفاض القدرة الإنتاجية.
o أسبابه:مية: التوتر العضلي، الرجفة و الدوار و الإحساس بالضغط على الصدر، خفقان القلب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، الغثيان، الإسهال، كثرة التبول، هبوط الرغبة الجنسية، برودة أو سخونة بعض أجزاء الجسم، تورد الوجنتين، ازدياد العرق.
أسبابه :
1. العوامل النفسية : يرد فرويد هذا الاضطراب إلى الرغبة الجنسية الشديدة المكبوتة ، و الإثارة التي تنتهي بالإحباط . و يرى فاوتورانك إلى أن القلق ينشأ عن صدمة الميلاد الناشئة عن انتقال الطفل من المكان الذي ينعم فيه باللذة و السعادة إلى عالم المثيرات المزعج . في حين أن اريكسون ، و هو يقيم نظريته على الجانب النفسي الاجتماعي للنمو ، إن المصدر الأساسي لقلق الطفل هو إحساسه بعدم الثقة نظرا لما يتلقاه من مثيرات مؤلمة من ذلك العالم و إحساسه بالفشل في التحكم بعضلات جسمه مما يسبب له فقدان الثقة بالنفس . أما نظرية مورر فتذهب إلى أن القلق ناتج عن أفعال ارتكبها الإنسان فعلا و لم يرض عنها .
2. العوامل الاجتماعية : يرى سوليفان إلى أن الأبوين ينقلان إلى أبنائهما مشاعر القلق . و يعتبر التعلم غير الملائم للسلوك التوافقي – من وجهة نظر السلوكيين – من بين العوامل البيئية التي تسبب القلق التفاعلي .
3. العوامل الوراثية : تشير بعض الدراسات إلى وجود عوامل وراثية تزود الفرد بالاستعداد العام للقلق . و قد أثبتت دراسة العائلات أن 15% من آباء و إخوة مرضى القلق يعانون من نفس المرض .
4. العوامل الفسيولوجية : و من الأمثلة علها عدم نضج الجهاز العصبي في الطفولة و كذلك ضمور هذا الجاز في الشيخوخة و الاضطرابات الهرمونية العصبية يعتبر من العوامل المساعدة على ظهور استجابة القلق .
علاج القلق التفاعلي :
العلاج النفسي : يقوم هذا النوع من العلاج على الاستماع إلى صراعات المريض و محاولة تفسيرها و تشجيعه و توجيهه إلى طرق حل هذه الصراعات . كما يمكن استخدام طريقة التحصين المنظم ، حيث يشجع المريض على إعداد مدرج القلق على شكل قائمة متدرجة من المواقف التي تثير قلقه ، ثم يدرب على الاسترخاء في جلسات حيث يتخيل المواقف المقلقة بدءاً بأضعفها و انتهاء بأقواها ثم يطلب منه معايشة أمثال هذه المواقف في الحياة الفعلية .
العلاج العضوي : لا بد قبل البدء في العلاج النفسي مع بعض الحالات من إعطائها كميات من المهدئات ، ثم بعد الراحة الجسمية يمكن الشروع في العلاج النفسي .
العلاج الاجتماعي : إن إبعاد المريض عن مكان الصراع النفسي أو الصدمة الانفعالية أو تغيير الوضع الاجتماعي أو موقع العمل يمكن أن يساعد في علاج هذا الاضطراب .
العلاج الديني : إن القلق الناتج عن الخوف مما هو آت ، قد يخفف من إلى حد كبير الإيمان بالله سبحانه و تعالى ، و التسليم بقضائه و قدره .كما أن القلق الناشئ عن توقع الشر الذي لا يمكن رده و خاصة لدى تلك النفوس الآثمة ، التي خرجت عن أوامر الله و ارتكبت نواهيه و فقدت الأمل في رحمته ، مثل هذه النفوس لا يمحو قلقها إلا إذا آمنت أن لن يغفر الذنوب إلا الله و أن رحمته واسعة شريطة أن يتوب توبة نصوحا و يلتزم بأوامر الله و يبتعد عن نواهيه .
نموذج للقلق التفاعلي :
شاب طويل القامة، قوي البنية، في العشرين من عمره، يشكو من الخوف من الأماكن المتسعة. وصف حالته بقوله : عندما أقف في أي مكان مفتوح تستولي علي الدهشة ، و لا استطيع عبور هذا المكان وحدي .
و بدراسة الحالة اتضح انه متعلق جدا بوالديه الفقيرين و هو يعمل صرافا في إحدى البنوك ، و اعترف انه طالما راودته فكرة أن يسرق كمية من المال و أن يهرب بها . فنصحه الطبيب أن يستبدل وظيفته كصراف بوظيفة أخرى تكون اقل إغراء .
الهستيريا التفاعلية Hysterical Reaction
الهستيريا من الاضطرابات النفسية القليلة التي لفتت الانتباه إليها منذ أقدم العصور ، و لكن ربط هذا الاضطراب بحركة الرحم و ما إلى ذلك من الأفكار البدائية قد حل محله معارف أكثر وضوحا و موضوعية ، و إن كان الجدل مازال قائما بين بعض الأطباء النفسيين حول ما إذا كان مرض الهستيريا مرضا نفسيا مستقلا أم انه يختلط بمجموعة أخرى من الأمراض ، فالعالم البريطاني سليتر يعلن عن وجود أمراض متعددة للهستيريا مثل : الصرع ، الفصام ، الاكتئاب و أمراض عضوية في المخ ، مما يدعو إلى التأني في تشخيص هذا المرض حتى لا يعمينا عن تشخيص الأمراض الحقيقية التي يعانيها المريض . و نجد في الجانب الآخر الأطباء الذين يعملون خاصة في الأماكن المتخلفة حضاريا يجزمون بوجود مرض الهستيريا كمرض مستقل له أعراضه الخاصة التي تتأثر بثقافة الفرد و المجتمع الذي يعيش فيه .
أعراض الشخصية الهستيرية :
1. عدم النضج الانفعالي : عدم الثبات في العاطفة ، مع سطحية الانفعال و سرعة التحول من حالة وجدانية إلى نقيضها لأتفه الأسباب ، و عدم القدرة على ضبط الانفعالات ، و غالبا ما يكون صاحب هذه الشخصية مرحا محبوبا من المحيطين به .
2. الأنانية مع حب الظهور و المحاولات الدائمة لجلب الانتباه و التمركز حول الذات . يتقن التمثيل في الملبس و التهريج . و من الوسائل التي يستخدمها للفت الانتباه إليه الاستفزاز الجنسي و يفسر كل إطراء له من طرف احدهم على انه يرغبه جنسيا . كما يتقن تقمص الأدوار الملائمة للموقف .
3. ظهور أعراض جسمية حركية دون وجود تلف عضوي . كالشلل و تقلص عضلات الوجه و اختلاجاتها . و من الأعراض الحسية نجد تجدر الحس أو شدة الحساسية . و من الأعراض الحشوية فقدان الشهية أو الشره و اختلاج التنفس و ألام البطن و انتفاخها .
4. ظهور بعض الأعراض مثل : النسيان و التجوال النومي و الهروب و حالات الغيبوبة و الأحلام و النوبات الهستيرية .
أسبابها :
1. العوامل النفسية : يذهب فرويد إلى أن الأعراض الهستيرية تعود إلى صدمات أو أنواع من الصراعات الجنسية ذات الشحنات الانفعالية القوية و المكبوتة و التي تحولت إلى أعراض جسمية كمتنفس لها .كما أن التناقض الوجداني يمكن أن يؤدي إلى الاضطراب الهستيري .فالجندي الذي يريد أن ينال اعتراف رفاقه بشجاعته و في نفس الوقت ينفر من الموت يمكن أن يصاب بالهستيريا .
2. العوامل الفسيولوجية : يذهب السلوكيون إلى ربط الاستجابة الهستيرية بضعف القشرة أللحائية ، إذ يقول بافلوف : ( أن لدى المصاب بالهستيريا قشرة دماغية ضعيفة ، مع ضعف سائد في الجهاز الاشاري الثاني ، مما يؤدي إلى عم كف اللحاء الأسفل و الجهاز الاشاري الأول .علاجها:لقشرة الدماغية السفلى القوس العصبي و موقع الانعكاسات غير الشرطية و معظمها غرائز موروثة ، فيكبت اللحاء مظاهر هذه الغرائز ، و في حالة ضعاف اللحاء من الأشخاص ربما تنفس الغرائز كبتها في استجابات دفاعية سلبية ، قد تأخذ أحيانا شكل إثارة حركية ( نوبة ارتعاش ) أو شكل كف حركي ( غيبوبة هستيرية ) .
علاجها :
العلاج النفسي : يتوجه هذا النوع من العلاج إلى الكشف عن العوامل اللاشعورية المسببة للأعراض و ذلك باستخدام تقنيات التحليل النفسي . أما إذا كان المريض يعاني من فقد الذاكرة أو فقد الصوت فيحقن في الوريد بحقنة اميثال الصوديوم مثلا ، أو استنشاق ثاني أكسيد الكربون أو أكسيد النيتروجين لتسهيل عملية التفريغ العصبي للمريض .كما انه على المعالج أن يتذكر انه يتعامل مع شخصية قادرة على التمثيل و الكذب و قابلة للإيحاء، فلا يصدق شكوى المريض التي غالبا ما تتغير من يوم لآخر و لا يسارع في تقديم الحلول السهلة.
العلاج العضوي : تعطى العقاقير اللازمة بإشراف الطبيب النفسي لتخفيف حالة القلق و الاكتئاب المصاحبة للهستيريا ، و يعطى كذلك العقاقير التي تحسن من صحته الجسمية .
نموذج لحالة هستيرية :
شاب نشأ في جو اسري متزمت ، كان والده يحذره من مزاولة العادة السرية و مع هذا كان يمارسها بإفراط ، و لكن صراعه بين حاجاته البيولوجية و ضميره الديني جعله في حالة قلق و اكتئاب شديد ، انتهت بإصابته بشلل في الذراع الأيمن يمنعه من مزاولة هذه العادة .
إن الشلل الهستيري هنا تعبير عن صراع نفسي بين الرغبة في الممارسة و الخوف من الله ، فهو لم يستطع الكف الشعوري عن تلك العادة فلجأ إلى الحيلة الدفاعية اللاشعورية .
الوسواس القهري التفاعلي Obsessive – Compulsive Reaction
قال تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )
ليس غريبا على خبرة أي إنسان هذا الوسواس الذي يتسلط على الفرد أحيانا فيقض مضجعه ، و يقلق نفسه ، فيسارع بطرده بالاستعانة بذكر الله إن كان من المؤمنين ، أو بالانخراط في إشكالات الحياة اليومية التي تنسيه تلك الوساوس أو الكبت في مواقف أخرى . و هذا الوسواس يعانيه السوي و غير السوي لكنه يصل أحيانا إلى درجة من الشدة بحيث يظهر على من يعانيه اضطرابات نفسية قد تصل به إلى اضطراب في الوظائف العقلية .و لعل ما يميز الوسواس عند العاديين عنه عند المرضى ، انه في الحالة الأولى لا يمتد لفترة طويلة و لا يؤثر على سلامة التفكير بشكل فعال ، و يزول أي اثر له مع الزمن و الانشغالات الأخرى . أما الوسواس المرضي فيتحكم تماما في الوظائف الشعورية ، و يراود المريض بصفة مستمرة ، مجبرا إياه على التفكير بطريقة معينة و قد يؤدي به الأمر إلى أداء سلوكيات نمطية معينة تعود إلى دوافع تستحوذ عليه فلا يستطيع مقاومتها ، كالإكثار من غسل اليدين . و قد قسم العالم الألماني فلهلم اشتيكل أمراض الوسوسة إلى ثلاثة أقسام و هي تسلط الأفكار ، و تسلط الأفعال ، و تسلط الأفعال و الأفكار .
أعراضه :
تسلط محتوى ذهني معين كوجود أفكار أو اندفاعات أو مخاوف أو طقوس حركية مستمرة أو دوران الفكر في حلقة مفرغة.
يقين المريض بعدم معقولية وساوسه و رغم ذلك يستسلم لها .
إحساس المريض بقوة هذه الوساوس و سيطرتها عليه و ما يترتب عليها من شلل اجتماعي و آلام نفسية شديدة.
أسبابه:لوسواسي المتزايدة للإيحاء فيما يتعلق بصحته نتيجة لما يعانيه من إجهاد ناتج عن انفعاله و قلقه المستمر .
معاناة المصاب بصداع دائم يصاحب عملية تفكيره . و هذا الصداع ناشئ عن رغبته في التركيز على فكرة معينة و عدم قدرته على التحكم في تسلسل أفكاره .
أسبابه :
1. العامل الوراثي : يستدل على دور العامل الوراثي في نشأة الوسواس القهري من خلال دراسة التاريخ العائلي للحالات المصابة بهذا الاضطراب . فقد وجد أن ثلث أطفال الآباء المصابين بالوسواس هم وسواسيون ، و أن خمس إخوة و أخوات الوسواسيين هم وسواسيون أيضا .
2. العامل النفسي : يميل علماء التحليل النفسي إلى إرجاع هذا الاضطراب إلى المرحلة الشرجية في تكوين شخصية الفرد و قسوة رقابة الأنا الأعلى للفرد و لكل تصرفاته مما يخلق لدى الشخص عدم القدرة على التحكم في تصرفاته .
3. العامل الفسيولوجي : تشير الدراسات أن هذا الاضطراب يصيب الأطفال الذين لم يكتمل نضج جهازهم العصبي ، و يحتمل ظهور الوسواس عند مرضى الجهاز العصبي مثل الحمى المخية و الصرع النفسي الحركي .كما ذهب البعض إلى أن الوسواس ناتج عن وجود بؤرة كهربائية نشطة في لحاء الدماغ ، و هذه البؤرة تسبب حسب مكانها فكرة أو حركة أو اندفاعا .
4. العامل الاستعدادي : و نعني به تمتع الفرد بسمات تؤهله ليكون أكثر استعدادا للإصابة بهذا الاضطراب من هذه السمات : الصلابة و عدم المرونة ، و صعوبة التكيف ، مع حب النظام و الروتين ، و الدقة و الاهتمام بالتفاصيل ، و الثبات في المواقف الشديدة .
5. العامل الديني : أن القيمة الدينية تشكل جزءا أساسيا من سلم القيم في كل المجتمعات المتدينة ، و مهما تدنت فعالية هذه القيمة لدى فرد ما في موقف ما ، إلا أنها تبقى كطاقة كامنة سرعان ما ينبجس نورها فتشرق في النفس الإنسانية لتملأها طمأنينة إن كانت تلك النفس مؤمنة بالله متوافقة مع أوامره و نواهيه . و بالعكس تملأها خوفا و قلقا إن كانت تلك النفس خارجة عن فطرتها الخيرة .
6. علاجه:ف الخوف و الرعب الذي يعانيه كل من تطرق الشك و الشبهة إلى عقيدته و بفعل الوساوس الشيطانية ، يمكن أن يخلق لدى صاحبه الوساوس القهرية أفكارا كانت أو أفعالا .
علاجه :
1. العلاج النفسي : يستطيع المعالج النفسي أن يستثمر قابلية الفرد ألوسواسي للإيحاء فيغير الكثير من الانفعالات و المعتقدات لديه . و مساعدة المريض ألوسواسي في تركيز انتباهه و تفكيره في موضوعللحالة.في معاونته لاتخاذ القرار لإنهاء ما يعانيه من صراع . كما يمكن للمعالج استخدام تقنيات العلاج النفسي السلوكي تبعا للحالة .
2. العلاج الاجتماعي : ينصح المريض فيه بتبديل مكان إقامته أو عمله خاصة إذا كانت الأفكار أو الأفعال الوسواسية متصلة بالمكان أو بطبيعة العمل .
3. العلاج العضوي : يتدخل العلاج الطبي في الحالات الصعبة و التي يفشل معها العلاج النفسي . و في هذه الحالة يمكن تقديم العقارات المضادة للاكتئاب و القلق .
4. العلاج الديني : ينطلق العلاج الديني من قوله تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) و عليه فإن توجيه هذا الفرد إلى ذكر الله و توجيهه إلى أداء الصلاة بما فيها من تلاوة و خشوع ، و توجيهه إلى الصيام و الزكاة و غير ذلك من العبادات الإسلامية يمكن أن تكون عونا في التخلص من وساوسه .
نموذج للوسواس القهري :
سيدة كانت تلح عليها الرغبة في ذبح ابنتها . و أصبحت تعاني من جراء هذا الاندفاع معاناة شديدة لأنها لا تصدق انه الله.لتفكير بهذه الصورة ، و كانت تصرخ : إنني مجنونة ، اذبحوني قبل أن اذبحها ، اسجنوني . . . و أصبحت لا تدخل المطبخ و تخاف من رؤية السكاكين حتى تم علاجها بعون الله .
الاضطرابات السيكوسوماتية Psychosomatic Disorders
هي الأمراض الجسمية الناشئة عن أسباب نفسية ، كالقولون و الصداع النصفي ، و اضطرابات العادة الشهرية ، و حساسية الجلد . . . الخ
و لعل مشكلة هذا النوع من الاضطراب هي أن المرضى بها يذهبون للعلاج في المستشفيات العادية، و قد لا ينتبه الطبيب العادي لدور العوامل النفسية لحالتهم المرضية حتى تتفاقم المشكلة و تتعقد .
طبيعتها :
إن مصطلح السيكوسوماتية مأخوذ من أصول يونانية حيث أن كلمة Psyche تعني العقل و الروح و Soma تعني الجسد و بالتالي يصبح المعنى اليوناني للمصطلح مشكلة عقلية – جسمية Mind – Body Problem . أما في علم النفس الحديث فهو يعني أي اضطراب ذي بعدين : بعد نفسي و بعد جسمي . أسبابها:به عانى مشاكل نفسية لمدة طويلة نشأ عنها أمراض جسمية حقيقية .
أسبابها :
العوامل النفسية الاجتماعية : أفادت نتائج بعض البحوث أن هناك علاقة بين الضغوط البيئية من جهة و ارتفاع ضغط الدم من جهة أخرى . كما أن الضغوط النفسية الناتجة عن فترات طويلة من العمل و الإجهاد تلعب دورا مهما في حدوث الصداع النصفي .
و قد أشار الباحثين النفسيين في بريطانيا إلى أن الإنسان الذي يتمتع بروح مرحة و طيب معشر بين أقرانه قليلا ما يصاب بنزلات البرد .و قد أشار ريس إلى أن الأفراد المتوترين و الجامدين و ذوي الطموح الزائد هم عرضة للإصابة بالصداع النصفي .
عوامل أخرى : أشار بعض الباحثين إلى دور الوراثة من حيث أنها تهيئ الفرد للإصابة بالصداع النصفي و حب الشباب . كما أشار البعض إلى دور التنشئة الاجتماعية الأساسية ، خاصة علماء التحليل النفسي ، فهم يرون أن الطفل الفاقد للعطف و الحنان يريد أن يحصل عليها من خلال الإصابة بالارتكاريا .
و هناك من أشار إلى دور الجنس في الإصابة بالاضطرابات السيكوسوماتية فضغط الدم و الصداع النصفي يصيب الإناث أكثر من الذكور . و البعض أشار إلى تدخل العوامل الديموغرافية في إحداث بعض الاضطرابات السيكوسوماتية . فقد إشارة بعض الدراسات الإحصائية إلى أن قرحة القولون هي أكثر انتشارا بين اليهود و قليلة بين السود.
كما أشار البعض الآخر إلى بعض الأعمال و المهن المساعدة على الإصابة ببعض الاضطرابات مثل : أعمال المراقبة الجوية التي تتطلب درجة كبيرة من التركيز ، و المشاركة في المضاربات المالية و المزادات .
أما بالنسبة للعمر الزمني ، فقد أشار ولف و آخرون إلى أن ضغط الدم أكثر انتشارا في الأعمار 15 – 50 و يزداد بصفة ملحوظة في حوالي سن الـ 35 سنة .
طرق علاجها :
o العلاج العضوي : يتنوع العلاج العضوي تبعا لنوعية الاضطراب نفسه و يقرره الطبيب المختص فعلى سبيل المثال وجد أن 90% من المصابين بالتهابات جلدية قد شفوا بعد تلقيهم العلاج الخاص بهذا المرض و عزلهم في غرف خاصة بالمستشفى لإبعادهم عن جو البيت و ما به من ضغوطات .
o العلاج النفسي : يهدف إلى مساعدة المصاب على مواجهة الضغوط البيئية التي يواجهها و معاونته على مواجهتها و التعامل معها و حلها .فطريقة التحليل النفسي تهدف إلى مساعدة المصاب على التخلص من الصراعات النفسية اللاشعورية ، مستخدمين في ذلك طرق التداعي الحر ، و تفسير الأحلام . . .الخ . أما العلاج السلوكي فتشمل التحصين المنظم و طريقة إيقاف التفكير و طريقة التخيل الايجابي
o الاسترجاع البيولوجي : أو التغذية الراجعة و يقصد به تدريب الفرد على التحكم في بعض الوظائف الجسمية اللاإرادية مثل : التوتر العضلي ، درجة حرارة الجسم ، ضغط الدم و ذلك باستخدام بعض الأجهزة الالكترونية .و في استخدام أخر للاسترجاع البيولوجي ، استطاع بعض الباحثين تعليم مرضى الصداع النصفي تخفيض درجة حرارة أعلى الرأس و رفع درجة حرارة الأصابع و بالتالي يقل تدفق الدم إلى الرأس و يزداد نحو الأطراف و بالتالي تنخفض حدة الصداع .
نموذج لحالة تعاني من اضطراب سيكوسوماتي :
فتاة في العشرين من عمرها تقدمت إلى قسم الجلدية للعلاج من التهابات جلدية حادة، و قد أفادت الفتاه أن الحك يشتد حتى يدمي جلدها كلما توجهت إلى السرير لتنام، حتى تشوه وجهها. و بعد عدة فحوصات قدر الأطباء أنهم عاجزون عن مساعدتها نظرا لارتباط مرضها بعوامل انفعالية فحولت إلى الأخصائي النفسي .
باستعراض تاريخ الحالة وجد أن الالتهاب الجلدي حالة مزمنة لدى الفتاة ، فقد عانت من الاكزيما بعد أسبوع واحد من ميلادها . كما أن والدتها عانت من مشاكل متعددة إبان حملها بهذه الفتاة فقد صدمت بوفاة ابنها ذي السبع سنوات في حادث ، كما عانت من كثير من المشاكل مع زوجها أدت في النهاية إلى الطلاق .
و أمضت الفتاة حياتها في أكثر من بيت من بيوت أقاربها ، إلا أنها لم تجد الإحساس بالأمان في أي منها . فنشأت خجولة انطوائية ، و عانت من مشاعر النقص بسبب الاكزيما و فقدان الحياة الأسرية المستقرة .
عندما التحقت بالكلية أصبحت ذات شعبية كبيرة ، و بعد تخرجها التحقت بعمل جيد ، بدأ هذا المرض يؤثر على جودة أدائها في عملها ، و يهدد مشاعرها نحو ذاتها ، مما جعلها تتقدم باحثة عن العلاج .
الاضطرابات العقلية Mental Disorders
تعد من اخطر الاستجابات التي تصدر عن الإنسان كرد فعل للإجهاد و الضغوط و الصراعات التي يتعرض لها . و هي مؤشر دال على التفكك العميق و الاختلال الكبير في القوى العقلية ، و هذا الاختلال الذي تمتد آثاره إلى كافة أساليب التوافق الشخصي و الاجتماعي ، يصل إلى درجة من الحدة يصبح فيها المصاب غير مدرك لحالته و لا مستبصر لما يحدث له من تغير ، و لا عابئ بما يتعرض له من أخطار ،بل قد يكون هو نفسه خطرا على نفسه و على من حوله .
الأعراض الأساسية للاضطرابات العقلية :
o اضطراب واضح في السلوك كأن يضطرب الكلام أو تضطرب السلوكيات الحركية .
o تشوش في محتوى و مجرى التعبير عن التفكير حيث تتبدى الأفكار الاجترارية المعبرة عن انشغال المضطرب بالأوهام و الأخيلة أو الهذاءات
o تغير الوجدان عن سابق عهده ، حيث تختل الانفعالات تنتقل من حالة إلى نقيضها بسرعة ، أو تكون غير ملائمة للموقف .
o اضطراب في الإدراك تتمثل بوجود هلاوس حسية ، أو تشوه الإحساسات السوية كأن يرى الشخص الأشياء بأصغر مما هي عليه .
o عدم استبصار المريض بعلته فلا يشعر بمرضه و أحيانا كثيرة يرفض العلاج اعتقادا منه انه لا يعاني أي اضطراب .
مدى انتشار الاضطرابات العقلية :
تفيد الإحصائيات بأن بين كل عشرة أطفال يولدون يتعرض واحد منهم خلال حياته لاختلال عقلي كبير أو صغير . و أن واحدا من كل مائة شخص يصاب بالاختلال الشديد الذي يستوجب إيداعه المستشفى ثم إن الشخص المودع تتناقص فرص خروجه بشكل مروع كلما طالت فترة بقائه .
و في إحصائية أخرى يقدمها الدكتور احمد عكاشة تفيد أن نسبة انتشار الاضطرابات العقلية بين المجموع العام للمترددين على عيادات الطب النفسي تتراوح ما بين 5 – 10 % .
أسباب الاضطرابات العقلية :
العوامل البيوكيميائية :تعتبر هذه العوامل عنصرا أساسيا في إحداث الذهان العضوي . فقد وجد أن هناك ذهانات تكون نتاجا لاضطراب الغدد الصماء خاصة الغدة الدرقية و منها ما يكون لاضطراب في عمليات الايض و خاصة نقص فيتامين B . و منها ما يصدر عن التسمم الكحولي و منها ما ينتج عن الإصابة بأمراض معدية مثل الملاريا و التيفوئيد . و منها ما ينتج عن سوء التغذية أو وجود عناصر معدنية مثل الرصاص و الزئبق و النحاس بنسب عالية في الجسم و بالتالي تؤثر على الجهاز العصبي و الغدد الصماء . و هناك نوع من الاضطرابات العقلية يلي عملية الولادة أو يسبقها و هذا النوع يرد إلى خلل في العمليات الغدية و الايضية المرتبطة بالحمل ، و قد ينتج عن إصابة الحامل بتسمم الدم . و يتحدث بعض أطباء العقل عن الآثار الجانبية لبعض الأدوية الهرمونية و المهدئة و يعتقدون أن هذه الآثار ذهانية في غالبيتها
العوامل النفسية الاجتماعية : الحوادث الحياتية المفاجئة يمكن أن ينشأ عنها اضطراب عقلي كالوفاة المفاجئة لعزيز . كما أن المشاعر السلبية تجاه الحمل و الأمومة ، تساهم إلى جانب الاضطرابات العضوية في إحداث اضطراب عقلي للام عند الولادة . كما أن اعتناق الفرد لمفاهيم و قيم دينية مغالية تجعله ينوء تحت وزر الخطيئة و يعتقد أن مصيره للنار حتما ، يمكن أن تخلق لديه أعراض ذهانية كاضطراب التفكير .
أما العوامل الاجتماعية ذات الأثر على نفسية الفرد فيمكن أن نذكر منها : الأم المنسحبة ، و باردة العواطف ، أو الرافضة لأبنائها أو الحانية عليهم أكثر من اللازم ، و الأم المسيطرة القوية . كما أن التفكك الأسري و كذلك الأب الخاضع ، المضطرب العدواني ، و الأب الذي دائما يعمل و لكنه يفشل كل ذلك يمكن أن يؤثر سلبا على الأبناء و قد يكون عاملا في اضطراب بعضهم عقليا .
العوامل الوراثية : يتحدث أطباء العقل عن دور الوراثة في إحداث بعض الاضطرابات العقلية . فلأثر الوراثي للاضطرابات العقلية ينتقل عبر مورثات متعددة العوامل و التأثير و يكون على شكل استعداد للإصابة بالاضطراب ، و أكثر منه الاضطراب نفسه .
علاج الاضطرابات العقلية :
العلاج العضوي : و هو العلاج الرئيسي للاضطرابات العقلية و يشمل كلا من : العلاج الكيميائي بالعقاقير الطبية المناسبة مثل مشتقات الامفيتامين و التوفرانيل . . الخ . و العلاج بالأنسولين و العلاج بالجلسات الكهربائية .و أخيرا العلاج الجراحي حيث تقطع فيها الألياف العصبية الموصلة بين الفص الجبهي و التلاموس حيث تتوقف على أثرها الدائرة الكهربائية الخاصة بالانفعال ,
العلاج النفسي : عندما يقرر الطبيب النفسي المعالج أن المريض استعاد حالة الوعي ، لدرجة تسمح بالاتصال به ، يمكن أن يقدم له أنماط العلاج النفسي .
أنماط الاضطرابات العقلية
الفصام Schizophrenia
المعنى الحرفي للمعنى Schizophrenia هو انفصام العقل و يعرف أحيانا بانفصام الشخصية و عرف أيام كريبلين باسم الخبل المبكر أو خبل الشباب أو جنون المراهقة و أول من سماه باسم الفصام هو بلوير عام 1911م .
و يعرفه بلوير بأنه مجموعة من الأعراض الذهانية تظهر أحيانا على شكل نوبات متكررة و أحيانا أخرى تبقى مستمرة . و يحتمل أن تتوقف هذه الأعراض أو تزداد حدة في أي مرحلة من مراحل المرض و لكنه لا يؤمل أن يستعيد المريض عافيته تماما .
و يعرفه د. عكاشة بأنه مرض ذهاني يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية و العقلية أهمها : اضطراب التفكير و الوجدان و الإدراك و الحركة و السلوك حيث يعيش المريض في عالم خاص بعيدا عن الواقع و كأنه في حلم مستمر .
و قد صنف أطباء النفس الفصام إلى أربعة أنماط إكلينيكية هي :
1. الفصام البسيط : يتميز صاحبه بالتدهور الانفعالي و التبلد و فقدان الاهتمام و التصرف غير السوي .
2. الفصام الهذائي ( البارانوي ) : يتميز صاحبه بالهذاءات المنظمة بالإضافة إلى أعراض الفصام الأخرى .
3. الفصام ألتخشبي : يتميز باتخاذ جسم المريض أوضاع معينة ثابتة .
4. الفصام الهيبرفريني أو خبل البلوغ : يتميز بالهلوسة و المسلك الصبياني غير الملائم .
أعراضه :
o الهلوسات الحسية : أي أن المريض أشياء لا وجود حقيقي لها ، أو يسمع اصواتا لا يسمعه من حوله . . الخ . و كل هذه الأشياء حقائق بالنسبة للمريض و يتصرف بموجبها .
o البعد عن الواقع و الاستغراق في الذات : إذ يعيش في عالم خيالي من صنعه ، فينقطع عن الواقع ، و يسلك وفقا لمقتضيات عالمه الجديد .كأن يعتقد انه نبي يوحى إليه أو مجرم يستحق العقاب . . الخ . و قد يلجأ إلى الاستغراق في أحلام اليقظة ، و تضطرب علاقاته الاجتماعية و تنهار توافقاته الاجتماعية و الأسرية . . الخ .
o اضطراب التفكير : سواء من حيث المحتوى أو الترابط أو التحكم أو التذكر و خاصة بالنسبة للأحداث القريبة . كما تضطرب قدرته على الانتباه و التركيز ، و غالبا ما يدور حديثه حول نفسه . كما أن زمن الرجع لديه طويل فإذا سئل فغالبا ما يتردد في الإجابة .
o الاضطراب الانفعالي : كأن ينتقل من حالة انفعالية إلى نقيضها ، أو يبدي بلادة انفعالية أو يكون مبالغا في انفعالاته أو فاقدا للإحساس بالعواطف كالحب و العطف و المشاركة الوجدانية .
o اللازمات الحركية : و خاصة حركات الوجه و اليدين و الرجلين و الأوضاع الجسمية الغريبة و الشاذة ، كأن يتخذ جسمه وضع الجنين .
o شذوذ السلوك الجنسي : و عدم التحكم فيه مثل الاستعراض الجنسي أو جماع المحارم أو البغاء . . الخ .
مدى انتشاره :
تفيد بعض الإحصائيات أن نسبة انتشار الفصام ما بين 60 – 70 % من نزلاء المستشفيات . و قد وجد أن حوالي 70 % من حالات الفصام تظهر بين سن 15 – 40 سنة . كما أن 40 % من الحالات تظهر في الطبقات الاجتماعية الدنيا و ترتفع النسبة بين العزاب أكثر منها بين المتزوجين . كما يزدهر هذا المرض في فصل الربيع عنه في الفصول الأخرى .
أسبابه :
العوامل الوراثية : اختلفت نتائج الدراسات حول مدى أهمية العوامل الوراثية . و مهما يكن من أمر فهناك شبه اتفاق بين معظم أطباء النفس و العقل على أن الوراثة يمكن أن توجد استعدادا عاما للمرض العقلي ، ينتقل من خلال مورثات متعددة العوامل و التأثير ، لكن هذا الاستعداد وحده لا يكفي لإيجاد مرض الفصام مالم تتوفر العوامل البيئية الملائمة لإظهاره .
العوامل الشخصية : إن الشخصية الفصامية المهيأة للإصابة بهذا المرض تتصف بـ : الانطواء ، الخجل ، و الحساسية المفرطة ، و تكوين جسمي واهن أي الطول مع النحافة ، و ضيق الصدر و الكتفين و طول الأنامل و الرقبة .
العوامل البيئية : تعددت النظريات التي تؤكد أهمية العوامل الأسرية في نشأة هذا الاضطراب . فقد ذهب باتسون إلى أن الفصام ينشأ من تعرض الطفل أثناء نموه إلى منبهات شديدة من الوالدين و تتميز بالترابط المزدوج الناشئ عن جو عائلي مشوش مليء بالعاني غير المفهومة و السلوك الغامض . و الترابط المزدوج : بمعنى أن تعطي تعليمات متناقضة للطفل كأن تقول له افعل ( أ ) و لا تفعل ( أ ) في نفس الوقت بحيث يعاقب سواء فعل أو لم يفعل فيتعلم التردد و اللجوء إلى الحيل الدفاعية التي من بينها اضطراب الفصام . أما ليدز فيعتقد أن الفصامي ما هو إلا احد أفراد عائلة مريضة . خاصة عندما يكون احد الوالدين ضعيفا غير ناضج و الآخر سائدا قويا ، ا وان يسود بين الوالدين الطلاق العاطفي .
العوامل البيوكيميائية : أثبتت الكثير من البحوث وجود علاقة بين الفصام و اضطراب هرمونات بعض الغدد الصماء .كما ذهبت بحوث أخرى إلى التركيز على دور بعض الأمراض العضوية التي تصيب بشكل خاص الجهاز العصبي مثل الحمى المخية و أورام الفص الجبهي و الصدغي في المخ . و لوحظ أيضا أن بعض العقاقير مثل L.S.D و المسالكين و الحشيش تؤدي إلى نفس أعراض الفصام مما جعل العلماء يفترضون وجود تغيرات كيماوية في جسم مريض الفصام . كذلك نشأت نظرية مفادها انه يجري في جسم الفصامي أجسام مضادة تتفاعل مع مؤثرات مضادة المخ تسبب تلفا في الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض هذا المرض .
علاج الفصام :
1. العلاج العضوي : يجري هذا النوع من العلاج في مستشفيات الطب النفسي . و يقوم به أطباء الأمراض العقلية و يشمل التالي :
2. العلاج بالعقاقير : بدأت ثورة الطب النفسي في عام 1952م عندما بدأ بعض الأطباء علاج الفصام باللارجاكتيل ، ثم ظهرت مجموعة أخرى من العقاقير مثل السيريازيل و الفينوتيازين . . الخ .
3. العلاج بغيبوبة الأنسولين : و ذلك بإعطاء مريض الفصام كميات كبيرة من الأنسولين حتى يدخل في غيبوبة ثم يعطي الجلوكوز لإعادته لوعيه ثانية و تكرر هذه العملية من 30 – 50 مرة بمعدل 5 مرات في الأسبوع .
4. العلاج الكهرباء E.C.T على أساس أن الصدمة الكهربائية تغير من حركة الهرمونات العصبية بين أغشية المخ مما يعيدها إلى حالة التوازن السابقة .
5. العلاج النفسي : يتفق معظم الأطباء انه لا يمكن الشروع في العلاج النفسي مالم يكن مريض الفصام قد استعاد بعض وعيه حتى يكون قادرا على التجاوب الانفعالي مع المعالج . و يتوجب العلاج النفسي الجماعي لإبعاد المريض عن حالة العزلة و إعادة الثقة بنفسه و بالآخرين
6. العلاج الاجتماعي: و ذلك بالعمل مع عائلة المريض لدفعها إلى استيعابه و قبوله و عدم تحميله ما يفوق قدراته و أن تتحمل تصرفاته ، و تشجعه على الاختلاط بالآخرين .
7. العلاج بالعمل : بشغل المريض مهنيا في المستشفى حسب طبيعة عمله السابق،ويكون العمل مناسبا لقدراته و أعراض مرضه .
8. العلاج الأسري : استحدث نوعان من العلاج الأسري في أولهما يستدعى المريض و أسرته لجلسات العلاج النفسي الأسري . و في ثانيهما يعيش المريض و أسرته في مراكز الأبحاث في برنامج إقامة عائلية بحيث أن المريض لا يوجه إليه علاج فردي و إنما تعالج الأسرة بوصفها وحدة متكاملة .
9. علاجات أخرى : اعتمد الروس على النوم الطويل مع استخدام المنبهات مثل الكافيين أو الأنسولين أو العلاج بالصدمات الكهربائية كوسيلة للتعامل مع أنواع كف الحماية .
نموذج لحالة فصامية :
احمد شاب في السادسة و العشرين من عمره . تربى تربية قاسية في أسرة بسيطة الحال ، حتى صار ميلا للهرب من المنزل أو التسلل إليه ليلا بعد أن ينام الجميع .و شيئا فشيئا حتى أصبح لا يبالي بسخرية إخوته و لا يهتم بنفسه . و عندما التحق بالجامعة تعرف على صديق تعلق به بشكل غريب لدرجة انه لا يستطيع أن يفارقه . لكن الصديق شك في نواياه و انصرف عنه مما احدث عند احمد صدمة عنيفة دخل على أثرها إلى مستشفى الأمراض النفسية . و بدأ يعالج بالجلسات الكهربائية و بعض العقاقير ثم بدأ يشكو من أمراض جسميه . و يسير من فشل إلى فشل في دراسته ، و لا يثق بالناس ، و بدأ يهمل في عمله حتى تم فصله منه . و تبدو عليه مخايل الغباء و لا يستجيب بسرعة . و يقضي معظم وقته في النوم . كان تشخيصه انه يعاني من الفصام البسيط .
فصام الطفولة Childhood Schizophrenia
لم يتفق الأطباء العقليون على معايير محددة لتشخيص الطفل الفصامي . و قد ذهب ويري Werry إلى أن إطلاق مسمى الفصام على الأطفال فيه قدر من المبالغة . و تفيد بعض الإحصائيات أن نسبة انتشار هذا الاضطراب لا يصل إلى 10% من بين الأطفال المترددين على العيادات النفسية .
أعراضه :
1. علاقة مشوشة مع الآخرين مع ميل إلى العزلة و الانسحاب من الواقع .
2. فقد الإحساس بالزمان و المكان و العجز عن معرفة الهوية الذاتية .
3. الانشغال الكامل الشاذ بأشياء محددة دون الانتباه إلى وظائفها المقبولة .
4. الرغبة في عدم تغيير البيئة المحيطة و مقاومة ذلك التغيير .
5. الاستجابة الشاذة للمثير الحسي ، مثل الحساسية الواضحة للام .
6. الخوف الزائد من أخطار غير حقيقية و عدم الخوف من مواجهة أخطار حقيقية .
7. أسبابه:عبارات غريبة لا معنى لها و اعتماد لغة غير ناضجة و غير مفهومة.
8. عدم التناسق و التكامل في الحركة ، مثل عدم القدرة على التوازن و الدوران .
9. التدهور الشديد للوظائف العقلية العادية .
أسبابه :
الأسباب العضوية : يتفق كل من ويري Werryو روس Rossعلى أن الفصام الطفولة يعود إلى تلف ما في الجهاز العصبي المركزي مما يجعل قدرة الطفل على أداء الوظائف العقلية جد ضعيفة ، لدرجة يصعب تمييزه عن أداء الأطفال المتخلفين عقليا . و يبين الرسام الكهربائي للدماغ وجود خلل واضح في الموجات الكهربائية . كما أثبتت البحوث وجود تلف دماغي عند معظم الأطفال الفصاميين ، فمن بين 63 طفلا اظهر الفحص أن 43 منهم يعانون تلفا في الدماغ ( Ross.1974 ) .
الأسباب البيئية : تذهب العديد من الملاحظات الإكلينيكية لأمهات الأطفال الفصاميين إلى انهنا كثر توترا و قلقا و انشغالا بمشكلات أطفالهن فقد قارن كليبانوف Klebanof بين أمهات الأطفال الفصاميين و أمهات الأطفال المصابين بشلل عقلي من جهة و أمهات الأطفال العاديين من جهة أخرى ، فوجد أن الصنف الأول من الأمهات يبدين أعراض فصامية أكثر من الصنف الثاني (Klebanof.1954) . و يعترض بعض الباحثين على هذا التفسير و يرون أن ما يظهر من قلق و توتر إنما هو نتاج لمرض أبنائهن و ليس سببا للمرض نفسه ( Ross.1974 ) .
علاجه :
إن احتمالات شفاء الطفل الفصامي ضعيفة ، فقد وجد ويري و روس أن اقل من ثلث الحالات التي عالجها تحسن تحسنا طفيفا في حين لم يظهر أي تحسن على الثلث الباقي ، و ظلوا يبدون تخلفا عقليا وظيفيا مقرونا باضطرابات سلوكية حادة ( Ross.1972 ) .
و رغم صعوبة علاج الأطفال الفصاميين فإنه يمكن تقديم بعض الجهود لرعايتهم
نشرت فى 22 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,795,120
ساحة النقاش