جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
المراهق..كيف تحقق له حياة نفسية متوافقة؟؟
|
د. أكرم رضا استشعر الأصدقاء الأربعة عبد القادر وصالح وسامح وعلي حجم الأزمة التي يمرون بها في تربية أولادهم في سن المراهقة والتي من أهم أسبابها عدم الدراية بسمات هذه المرحلة والأساليب التربوية الواجب اتباعها فيها.. فاستضافوا خبيرا تربويا هو الأستاذ محمد ليدور حوار شيق بينهم حول هذه المرحلة.. وكان الحوار يتم بروح الود والرغبة في التعلم. واستطاع الأستاذ محمد أن يبسط لهم مفاهيم علم نفس النمو.. وعلم نفس التربية في عدة جلسات. لقد بين لهم أولا أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعنى بالضرورة أن يصل إلى النضج في الوظائف الأخرى كالنضج العقلي مثلا، فعلى الفرد أن يتعلم الكثير والكثير حتى يصبح راشدا ناضجا. ولما أراد أن يعرف لهم المراهقة قال: [إن المراهقة مرحلة نمو جسمي وعقلي ونفسي واجتماعي تلاحق المراهق فيقع في مشكلات متعددة بسبب قلة خبرته في التعامل مع الحياة]. وعدد الأستاذ محمد عشرة مظاهر نفسية لمرحلة المراهقة كانت: 1- النفور من العمل والنشاط. 2- الملل وعدم الاستقرار. 3- الرفض والعناد. 4- الانفعال الشديد. 5- تقصص الثقة بالنفس. 6- شدة الحياء. 7- الرغبة الشديدة في التفرد والانعزال. 8- عدم التآزر في الحركات. 9- الاهتمام بمسائل الجنس. 10- أحلام اليقظة. وقد بين الأستاذ محمد أنه رغم ذلك كله فتسمية هذه المرحلة بالعاصفة أو مرحلة الضغط والجنون- كما سماها علماء الغرب- تسمية لا تنطبق على مجتمعاتنا وإن كانت تنطبق على مراهقنهم بسبب نوع الحياة وأسلوب التعامل عندهم والمنهج الذي تمارسه الحياة الاجتماعية هناك، ولذلك أسمها الدكتور/ عبد الرحمن العيسوى في كتابه (سيكولوجية المراهق المسلم) أسطورة العاصفة وانتقل الأستاذ محمد إلى أسباب وجود بعض المشاكل التربوية مع المراهق فببين أن هناك عاملين مؤثرين على المراهقة: الأول: البيئة المحيطة به وأساليب التربية المتبعة. والثاني: النمو الجسمي والعقلي والجنسي والنفسي. في هذه المرحلة والتغيرات النفسية المتعلقة به ثم بين الأستاذ محمد أن هذه العاصفة- وإن وجدت- فمن السهل ترويضها وذلك بالفهم الواعي لظروف النمو في هذه المرحلة ومعرفة أن المراهق في صراع داخلي بين مستلزمات هذا النمو وحاجاته التي يريد أن يلبيها، وبين قيم ومفاهيم ودين المجتمع. واتفق الجميع أن الحوار من أفضل أساليب التعامل مع المراهق وانفعالاته في هذه المرحلة وأن الأبناء والبنات يخترعون الأساليب لفتح حوار مع والديهم يقف دائما انشغال الوالدين والخوف على سقوط هيبتهم عند الأبناء عائقا لاستمراره. وعندما تحدث الأستاذ محمد مع المجموعة حول انفعالات المراهق أدار الحوار حول: أولاك خصائص انفعالات المراهق حيث إن المراهق من خلال استطلاعات الرأي يشعر أن لديه عدم ضبط انفعالي ويحزن جدا عندما يثور، ولذلك وجب على الوالدين معرفة أن النمو الانفعالي من أسرع أنواع النمو في هذه السن كما أشار الدكتور حامد زهران، وأن الانفعالات لدى المراهق ليست مجرد ثورته وعصبيته ولكن قد تدخل عليه مجموعة من الأمراض الانفعالية كالخوف والقلق والحب المرضى والاكتئاب واليأس والغضب السريع. وقد ختم الأستاذ محمد هذه الفقرة بقوله للوالدين: أرجوكم ضعوا المراهق في مكانته الحقيقة فهو لم يصبح رجلا وإن كان هو يرى ذلك وهو ليس بطفل وإن كان بعض تصرفاته تدل على ذلك. وثانيا: تحدث الأستاذ محمد عن أسباب انفعالات المراهق حيث بين أنها خمسة أسباب هي: 1- سرعة النمو 2- نمو الغريزة الجنسية 3- بقايا طفولته 4- أهواء نفسية 5- نمو عقلي وبين الأستاذ محمد من خلال مجموعة من المقالات لصحفية أن مؤسسات المجتمع وخاصة مؤسسة الإعلام من صحافة وسينما وتليفزيون من أكبر عوامل زيادة انفعالات المراهق وهي السبب الرئيسي لهبوب العاصفة، وأن فساد المؤسسات الثلاث: البيت والمدرسة والإعلام سبب رئيسي لتدمير المجتمع كما حدث في كثير من مجتمعات الغرب- وقد عدد الأستاذ محمد العوامل التي تؤثر في انفعالات المراهق فكانت: 1- المثالية الشديدة 2- نقص كفاءته 3- إحساسه بنقص المكانة 4- عجزه عن أن يشبع حاجاته 5- الضغط الاجتماعي 6- فشله في علاقاته بالجنس الآخر ثم يرفع الأستاذ محمد شعارا تربويا مهما وهو: تعلموا أولادكم قبل أن تعاملوهم وذلك ليبين أن جهلنا بأولادنا وبالكثير من المشاعر التي تتفاعل داخلهم هو سبب رئيسي من أسباب فشلنا في تربيتهم. وكان أول درس علمه للوالدين أن ثلاثة يؤثرون في تربية أولادك: 1- طبيعة المرحلة السنية 2- أسلوبك التربوي 3- مؤسسات المجتمع وقد بين الأستاذ محمد الكثير من اهتمامات المراهقين من خلال رسائلهم واستفسارهم ثم عرض عشرة حاجات نفسية يحتاج المراهق لتحقيقها في هذه المرحله وهي: 1- الحاجات الفسيولوجية 2- الحاجة إلى الأمن 3- الحاجة إلى الحب 4- الحاجة إلى التقدير 5- الحاجة إلى المعرفة 6- الحاجة إلى النجاح والتفوق 7- الحاجة إلى الانتماء 8- الحاجة إلى الاستثارة 9- الحاجة إلى الحرية 10- الحاجة إلى الضبط وبعد أن عرض أكثر من موضوع يهتم به الأولاد والبنات مثل الحب والعلاقات العاطفية وحبوب الشباب والحيض بالنسبة للبنات. قال للوالدين: بعد أن تعلمتم أولادكم، الآن عاملوهم وفي باقتين جميلتين من الخبرات وضع الأستاذ محمد خبراته تحت تصرف الأصدقاء الأربعة محدثهم أولا عن: الأسس النفسية لرعاية النمو الانفعالي لدى المراهقين فكانت: 1- دعم ثقة المراهق في نفسه 2- الانتصار على مخاوف الطفولة 3- الفكاهة والمرح 4- تدريب الابناء على تذوق الجمال والاستمتاع الفني وتنمية المواهب 5- التدريب على المرونة وضبط الانفعالات 6- تعويدهم على الشجاعة والجرأة 7- تعويدهم على الإيثار والتضحية 8- خبرات المربى النفسية مناخ التربية وبين أخيرا أنه باتباع هذه الأسس عند التعامل مع الفتيان والفتيات في هذه السن تصبح المراهقة ليست أزمة على الإطلاق. ثم كانت الباقة الثانية من خبرات التي بينها الأستاذ محمد وهى: كيف تحقق لهم حياة نفسية متوافقة؟ فقال لهم: حتى يحدث التوافق النفسي في حياة المراهق لا بد أن نقيم علاقتنا معهم على أساسين: 1- أن نفهم مشاعر أولادنا، أي ماذا يريدون؟ 2- أن نفهم مشاعرنا نحن، اي ماذا نريد؟ ثم عرض عناصر التوافق النفسي الستة: 1- فهم سلوك المراهق من خلال دراسة خبراته الماضية 2- معرفة الترعات التي تقود المراهق وتوجه سلوكه 3- فقه مشاعر المراهق وكيف نوجهها 4- أن نكون أمناء في مشاعرنا مع أبنائنا 5- أن نحيا معهم لا من أجلهم 6- أن نتعلم كيف نوجه مشاعر الغضب وأخيرا قال الأستاذ محمد: إن صحة المراهق النفسية في يد الوالدين والمربين فإياك أن تفرط فيها. المصدر: فنون تربوية.
|
شذرات مُتجدده مُجدده
http://kenanaonline.com/hany2012/
ساحة النقاش