تلوث الغذاء
أفرط الإنسان في هذا العصر في استخدام المواد الكيمائية في كل الميادين ، و تعتبر المبيدات الحشرية المستخدمة في مكافحة الآفات من أخطر هذه المواد ، و أكثرها انتشاراً .
ولا تزول أثر هذه المبيدات المتبقية في التربة إلا بعد انقضاء مدة طويلة قد تصل إلى أكثر من عشر سنوات ، وقد تحمل مياه الأمطار بعض هذه المبيدات من التربة إلى المجاري المائية ، و تسبب كثيرا من الأضرار لما بها من كائنات حية ، وقد تصيب بالضرر كلا من الحيوان ، و الإنسان .
و قد تمتص النباتات التي تزرع في هذه التربة جزءا من هذه المبيدات ، و تختزنها في أسجتها ، ثم تنقل هذه المبيدات بعد ذلك إلى الحيوانات التي تتغذى بهذه النباتات ، وتظهر في ألبانها ؛ و لحومها ، و تسبب كثيرا من الضرر لمن يتناول هذه اللحوم ؛ و الألبان .
و بعد الذي عرضت ، و بينت يتبين لنا حجم الخطورة ، و التهديد للبشر ، وجميع الأحياء ، فماذا يجب علينا أن نفعل أمام هذا الخطر الذي دخل جسمنا من الماء ، والهواء ، و الغذاء ، و الله المستعان .
يجب علينا جميعا أفرادا ، و مجموعات ؛ و جمعيات أهلية ؛ و حكومية وطنية ؛ ودولية أن نهتم بما يلي :
1- توعية الناس بخطورة التلوث ، و أساليب انتشاره ، و مقاومته ، والقضاء عليه .
2- إنشاء منظمات خاصة أهلية مستقلة بقرارها و تمويلها تهتم بشأن التلوث ، وسبل مقاومته ، و فضح أسبابه و مرتكبيه .
3- إيجاد البدائل الممكنة للاستعاضة عن مسببات التلوث بدعم من المنظمات المدنية الحديثة ، و الحكومات الوطنية و الأمم المتحدة أيضا .
4- سن تشريعات صارمة موحدة بين الدولة العربية خاصة بحماية البيئة من التلوث و أسبابها .
ولعل أهم النقاط التي أحب أن أبينها ، و أشرحها التشريعات الخاصة بحماية البيئة من التلوث هذا ، و قد صدر في كثير من دول العالم العربي تشريعات تستهدف حماية كثير من عناصر البيئة من التلوث ، بيد أن هذه القوانين ظلت في كثير من الأحيان حروف دون روح بسبب انتشار الفساد في كثير من الأنظمة العربية ، فرجالات الأعمال و من يتحالف معهم يتحملون القسط الأوفر من المشكلة ، فمن يستطيع أن يعقب مصنع أو منشأة صناعية يضر البيئة ، و يخالف القوانين ، و هو مملوك لزيد ، أو عمرو من المسئولين ، أو المتحالفين معهم ما دام هذا المسؤول بيده سن القوانين ، و تجاهلها إذا وقفت ضد مصلحته الضيقة .
تتحمل هي حصة الأسد منها لإسهامها فيها ، ولتجاهلها الحلول العملية النافعة فيها ، لذلك على المواطن ، و هو صاحب المصلحة ، و المشكلة ، و هو المتضرر الأول منها أن يتخذ موقف لإجبار الأنظمة العربية المتخاذلة ، و المتجاهلة لحل هذه المعضلة من جذورها من خلال فضح أساليبهم في كافة الطرق ، و الأساليب الممكنة ، و خصوصا في المواقع العلمية ، العربية العالمية في الشبكة العنكبوتية و المحطات الفضائية و كذلك على المختصين إقامة المحاضرات ، و الندوات ، و محاولة ترخيص جمعيات لكي تتبنى مسألة البيئة ، و مشاكلها من خلال الكشف عن مسببها ،و اقتراح الحلول المناسبة لها ، و الله الموفق .
ساحة النقاش