الحمار، حيوان من جنس الحصان، وهو حيوان أليف، ويوجد نوع يعيش بصورة برية في صحارى أفريقيا وآسيا وبراريها ويسمى بالحمار الوحشي. الحمار من الفصيلة الخيلية، رتبة فردية الحافر، من شعيبة الثدييات، من شعبة الحبليات التابعة للمملكة الحيوانية من الكائنات الحية. هو الرفيق الدائم للإنسان، حامل المشقة، والمستأنس منه مع تنوع عائلته، مايزال في دوره القديم، رغم أن قريبه الأوناغر البريّ مهدد بالانقراض.
الحمار في اللغة
قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى عن الحمار:
الحمار جمعه حمير وأحمرة وربما قالوا: للأتان حمارة، وتصغيره حُمَيّر ومنه توبة بن الحمير وكنية الحمار أبو صابر وأبو زياد.
قال الشاعر:
زياد لست أدري من أبوه | لكن الحمار أبو زياد |
وقال: يقال للحمارة أم نافع، وأم تولب، وأم جحش، وأم وهب، ومنه نوع يصلح لحمل الأثقال ونوع لين الأعطاف سريع العدو يسبق براذين الخيل.
وفي سيرته من لسان العرب:
- حَمَرَ السَّيْرَ يَحْمرهُ حَمْرًا سَحَا قَشْره وَقَالَ يَعْقُوب حَمَرَ الخَارِز سَيْرَهُ وهُوَ أَنْ يَسْحِيَ بَاطِنه وَيَدْهُنهُ ثُمَّ يَخْرِز به فيسهل وحَمَرَ الشَّاة سَلَخَهَا والرَّأْس حَلَقَهُ وحَمِرَ الفَرَسُ يحمَر حَمَرًا سَنِقَ مِنْ أَكْل الشَّعِير أَوْ تَغَيَّرَتْ رَائِحَة فمهِ.
- والحِمَار، العِير، حَيَوَانٌ أَهْلِيٌّ شَدِيد الصَّبْر عَلَى الكَدِّ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي البَلادَة وَيَكُون وَحْشِيًّا ويُقَال لَهُ حِمَار وَحْش وحِمَار الوَحْش والحِمَار الوَحْشِيّ ج أَحْمِرَة وحُمُر وحَمِير وحُمُور وحُمُرَات ومَحْمُورَاءُ والعَرَب تُكَنِّي بالحِمَار فِي بَعْض أَنْحَاء الكَلام فَتَقُول: قَدْ حَلَّ حِمَارُهُ بِمَكَانِ كَذَا، إِذَا أَقَامَ فِيهِ وَتَمَكَّنَ، وقيل: اليحمور حمار الوحش..
- والْحِمَار أَيْضًا خَشَبَة فِي مُقَدَّم الرَّحْل والخَشَبَة الَّتِي يُعْمَلُ عَلَيْهَا الصَّيْقَل وَثَلاث خشبات تُعَرَّض عَلَيْهَا خَشَبَة وَتُؤْشَر بِهَا.
- وَهُوَ أَكْفَرُ مِنْ حِمَارٍ قِيلَ هُوَ ابْن مالك أَوْ مُوَيْلع كَانَ مُسْلِمًا أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي كَرَمٍ وَجُودٍ فَخَرَجَ بَنُوهُ عَشَرَةً للصَّيْد فَأَصَابَتْهُمْ صَاعِقَة فَهَلَكُوا فَكَفَرَ وَقَالَ لا أَعْبُد مَنْ فَعَلَ بِبَنِيَّ هَذَا فَأَهْلَكُهُ الله تَعَالَى وَأَخْرَبَ وَادِيهُ فَضُرِبَ بِكُفْرِهِ الْمَثَل.
- والأَتانُ: الحِمارةُ، والجمع آتُنٌ مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ وأُتْنٌ، وأُتُنٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وما أُبَيِّنُ منهمُ، غيرَ أَنَّهمُ | هُمُ الذين غَذَتْ من خَلْفِها الأُتُنُ |
وإنما قال غَذَت من خَلْفِها الأُتُن لأَن ولدَ الأَتانِ إنما يَرْضَع من خَلْف. والمَأْتوناءُ: الأُتُنُ اسمٌ للجمع مثل المَعْيوراء. وفي حديث ابن عباس: جئتُ على حمارٍ أَتانٍ؛ فالحمارُ يقع على الذكر والأُنثى، والأَتانُ والحِمارةُ الأُنثى خاصة، وإنما اسْتَدْرَكَ الحمارَ بالأَتانِ ليُعلَم أَن الأُنثَى من الحُمُرِ، لا تقطع الصلاة، فكذلك لا تقطعُها المرأَة، ولا يقال فيها أَتانة. قال ابن الأَثير: وقد جاء في بعض الحديث، اسْتَأْتَنَ الرجلُ اشْتَرى أَتاناً واتَّخَذَها لنفسه؛ وأَنشد ابن بري:
بَسَأْتَ، يا عَمْرُو، بأَمرٍ مؤتِنِ | واسْتَأْتَنَ الناسُ ولَمْ تَسْتَأْتِنِ |
ويعتبر حليبها الأقرب لحليب الأم البشرية وأنه يتميز بمميزات عديدة أخرى [1].
- اسْتَأْتَنَ الحمارُ: صارَ أَتاناً. وقولهم: كان حماراً فاسْتَأْتَنَ أَي صارَ أَتاناً؛ يضرب للرجل يَهُون بعد العِزِّ. ابن شميل: الأَتان قاعدةُ الفَوْدَجِ، وفي الصاغاني: الحَمَائِرُ هي القواعدُ والأُتن، الواحدةُ حِمارةٌ وأَتانٌ.
- والأَتانُ: المرأَةُ الرَّعناء، على التشبيه بالأَتانِ، وقيل لِفَقيه العربِ: هل يجوزُ للرجل أَنْ يتزوَّج بأَتان؟ قال: نعم؛ حكاه الفارسي في التذكرة.
الصفات
شكل الحماريشبه الحمار بشكله العام الحصان لكنه أصغر حجماً وأقرب إلى البغل، له رأس كبير وذيل قصير ينتهي بخصلة شعر، حوافره صغيرة وأذناه طويلتان. وتسمى أنثى الحمار أتانا والصغير جحشاً. كما تختلف الحمير بأحجامها، المدجنة منها من 0.9 إلى 1.4م طولاً، رغم أن حمار الماموث أطول، وقد يصل طول الحمار الأندلسي ل1.6م ارتفاعاً. الأذنان أكبر من غيرها في جنس الأخيلة، ذات سمع أكثر حدة أيضاً، أما العينان فأكثر توجهاً للأمام من الأحصنة.
فروة الحمير المستأنسة داكنة غالباً، إلا على مستوى البطن، مقدمة الرأس ومحيط العينان بلون أبيض، مع هذا، توجد فروقات بينها في العالم، فالحمار المصري أبيض، أما حمار البيري فداكن بنّي يميزه صليب القديس أندري على الظهر. تقدم الأحمرة البرية ألواناً أخرى، من البني، إلى الرملي، والبني الأحمر عند حمير التبت مثلاً.
تعيش الأحمرة البرية بشكل مستقل، عكس الأحصنة البرية التي تتجاور بينها.
يعاني الحمار بشكل عام، من نفس أمراض جنس الأخيلة، لكنه أيضاً أكثر حساسية لمرض التهاب الحوافر حين يكون الأكل المقدم له زائداً عن اللزوم.
ما يميز الحمير أيضاً، صوتها الحاد، النهيق والذي تستعمله في تواصلاتها، حيث يمكن سماعه على بعد 3 كم، وغالباً ما تستعمله الحمير الوحشية للتخويف في حالة الدفاع، مع الضرب بأرجلها الخلفية.
النهيق في لسان العرب
نُهَاقُ الحمار: صوته. والنَّهِيقُ: صوت الحمار، فإذا كرّر نَهيقه واشتدّ قيل: أَخذه النُّهاقُ. ونَهَقَ الحمار يَنْهِقُ ويَنْهَقُ ويَنْهُق؛ الضم عن اللحياني، نَهْقاً ونَهِيقاً ونُهَاقاً وتَنْهاقاً: صوَّت.
قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى نَهِقَ، قال: ولست منه على ثقة.
والنّاهِقان: عظمان شاخصان يَنْدُران من ذي الحافر في مجرى الدمع يخرج منهما النُّهَاقُ، ويقال لهما أَيضاً النَّوَاهق.
والنّاهِقُ والنَّواهِقُ من الحمير: حيث يخرج النُّهاق من حلوقها، وهي من الخيل ذات العظام الناتئة في خدودها، وفي التهذيب: النَّواهِقُ من الخيل والحمر حيث يخرج النُّهاقُ من حلقه؛ وأَنشد للنمر بن تولب:
فأَرْسَلَ سَهْماً له أَهْزَعا | فَشَكّ نواهِقه والفَـمـا |
التناسل
الزونكي، البغل المتوحشتحمل الأتانة لمدة 11 عشر شهرا، وهي في انسجام وجاهزة للتزاوج كل شهر، طوال السنة، وغالبا ما يكون جحشا واحدا، 1.7% فقط من الحمولات تعطي توأما، ويعيشان في 14% من الحالات، لكنها أكثر من غيرها عند الحصان بمقدار 10 أضعاف.
أما مدة عيشها فهي تقارب الأربعين سنة.
- يمكن للحميّر، أو الجحش، أكل غذاء الكبار (عشب وحبوب) خلال شهر من الرضاعة، وبعد 4 أشهر، يمكنه الاستعاضة عن حليب والدته. صحيا، يفضل اكمال التسعة أشهر، ولا يعتبر الصغير بالغا إلا بعد 4 أعوام.
- من ذلك في لسان العرب:
الجَحْشُ: ولدُ الحمار الوحشيّ والأَهليّ، وقيل: إِنما ذلك قبْل أَن يُفَطم. الأَزهري: الجَحْش من أَولاد الحِمار كالمُهْر من الخيل. الأَصمعي: الجَحْش من أَولاد الحَمِيرِ حين تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطم من الرِّضَاع، فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فهو تَوْلَب، والجمع جِحَاشٌ وجِحَشَةٌ وجِحْشانٌ، والأُنثى بالهاء جحْشَة. وفي المثل: الجَحْشَ لَمَّا بذَّكَ الأَعْيار أَي سَبَقَكَ الأَعْيار فَعَلَيْك بالجحش؛ يُضْرَب هذا لمن يَطْلُب الأَمرَ الكبِيرَ فيَفُوتُه فيقال له: اطلُب دون ذلك. وربما سمي المُهْر جَحْشاً تشبيهاً بولد الحمار. ويقال في العَيِّ الرأْي المنْفَرِد به: جُحَيْشُ وحْدِه كما قالوا: هو عُيَيْرُ وَحْدِه يشَبّهونه في ذلك بالجَحْش والعَيْرِ، وهو ذمٌّ، يقال ذلك في الرجل يَسْتَبِدُّ برأْيه.
- تزاوج الحمير بينها يعطي حميرا، مختلف أصنافها، أما تزاوج الحمار الذكر مع أنثى الحصان، الفرس، فيعطينا بغلا، والبغل، صفة للذكر والأنثى منها، عقيم لا يلد.
- أما تزاوج ذكر الحصان ب64 كروموسوم مع الأتانة ب62 كروموسوم، فيعطينا بغلا بشكل مختلف (Hinny) والذي يحدده المزارعون بمراقبته في الحقل، حيث غالبا ما يجاور الأحمرة بدل الأحصنة، في الوقت الذي يذهب البغل العادي للأحصنة أثناء الرعي.
- تزاوج الحمار الأهلي مع الحمار المخطط، الوحشي، يعطينا الحميراش (Zonkey)، أو البغل الوحشي، ويمكن لغير المطلع، مقارنته بحيوان الأوكابي (okapi) قريب الزرافة.
الأصناف والسلالات
صنفان من الأحمرة متجاورانمن الحمير، الحمر الأهلية المستأنسة والبريّة.
- أصناف الحمير المستأنسة كثير، أشهرها بأسماء تعرب غالبا:
- الحمار الأهلي: من سلالة الحمار النوبي الوحشي الذي يوجد في البراري وتوجد أحسن الحمير في الإحساء واليمن.
- الحمار الأثيوبي أو الصومالي، يستوطن المناطق الساحلية من الصومال حتى خليج عدن ولونه رمادي محمر جميل.
- الحمار الأمريكي المنقط.
- الحمار القبرصي.
- حمار الأبيض المتوسط، المينوتور.
- حمار البواتو Poitou الذي خرج في فرنسا، كهدف وحيد لإنتاج البغال، حمار عريض مع وبر خشن.
- الأحمر البرية Equus africanus أسلاف الأولى للحمير الأليفة، ودرجة التشابه بين الجنسين متطابقة إلى حد بعيد.
مع تهجين أغلبية الأحمرة، قليل منها بقي متواجدا في الطبيعة، كما أنقرض منها أصناف أيضا، كحمار اليوكون والأوروبي البري. والحمار الوحشي سريع العدو، يركض بسهولة على الصخور وفوق الرمال في سرعة الصخور وفوق الرمال في سرعة الحصان، والأحمر الوحشية حيوانات تعيش في قطعان يبلغ عددها في بعض الأحيان ألف رأس.
- الحمر البرية، عكس الأحصنة البرية لا تعيش في مجموعات مع بعضها، شديدة الاستقلالية، يدافع الذكور منها عن نطاقاتهم بركلات شديدة للأجانب من صنفها.
الحمار في التاريخ
حمار في رسومات مصرية 1298-1235 قموجد الحمار لأول مرة في المنطقة التي تسمى حالياً الصومال قبل ما يقارب 12 ألف سنة. جد الحمار الحالي المعروف، هو الحمار النوبي، الصومالي، حسب كتاب كلوتون بروك، التاريخ الطبيعي للحيوانات الأليفة، 1999، دجن خلالها الحمار الأفريقي من حوالي 4000 سنة قم، حين أصبح أهم أداة للمصريين القدامى ومنطقة النوبة، أين يمكن لللحمار تحمل من 20 إلى 30% من وزنه، كما استعمل لبنه أيضا كغذاء. خلال 1800 سنة قم، وصل الحمار للشرق الأوسط، أين سميت دمشق التجارية بمدينة الحمير، في الكتابات المسمارية، كما أعطت ثلاث سلالات منها.
اقترن الحمار بالنسبة لليونانين بإله الخمرة ديونيسوس، كما قدس الرومان أيضا الحمار، مستعملينه في قداساتهم التطهرية.
انقرض جنس الأخيلة من النصف الغربي للأرض، مع خروج العصر الجليدي، وكانت عودته بدخول فاتحي المكسيك والبيرو زمن كولومبس، عندما حمل الأخير4 أحمرة واثنين من الأتان.
مع دخول القرن العشرين، تخلى الناس عن استعمال الحمير كوسيلة عمل، باستثناء المناطق الريفية، والفقيرة. كان بروز الحمار كحيوان أليف مع روبرت غرين، ومينيتوره، حين وصفه: هذا النوع، يملك وداعة البقرة، جلد البغل وشجاعة النمر، وذكاءا يقارب أخاه الإنسان. يبلغ علو المينوتور حوالي مترا، ما حذا بعديد من العائلات لأخذه كحيوان أليف حين تتوفر المساحة.
الاستعمال
يوصف الحمار كدليل في سلوك الطرقات الوعرة تحديدا، والتي مشى فيها ولو مرة واحدة. كما يتمتع بحدة سمع وقدرة تحمل تفوق الحصان بالنظر لحجمه.
يوميا
للحمار شهرة بعناده، غير دقيقة، لأن الحمار يستعمل حدسه الطبيعي للبقاء، فمن الصعب إرغام أو تهديد الحمار على فعل شيء ما ضد رغبته.
الدراسات العلمية القليلة جدا حوله، يظهر الحمار فيها، ذكيا، حذرا، حميميا، لعوبا، ومتعلما متحمسا، ما يجعلهم أصدقاء الأحصنة لطبيعتهم الهادئة مقابل عصبية الأخيرة، وبالتجربة، إذا وضع مهر جوار حمار وحصان، فسيتوجه للحمار بعد أن يبتعد عن أمه الفرس.
تكفي ثقة الحمار بصاحبه، لكي يكون المعين المخلص، كما تسمح بريطانيا ببقاء الحمار، فقط من بين الحيوانات، طليقا في حدائقها.
يتواجد حاليا 44 مليون حمار في العالم، 11 مليون منها فقط في الصين، تتبعها باكستان، أثيوبيا والمكسيك، لكن عددها أكثر، نظرا لأنها ليست ضمن الإحصائيات.
لا زال الحمار يستعمل في أعمال أجداده، قبل 6000 سنة، النقل أهمها، الزرع، وإخراج المياه، وغيرها كمرافقة الخيول أو حتى رعي للأغنام، قليل منها يستعمل للحلب والأكل، في جزر هيدرا اليونانية، ولأن المركبات ممنوعة، يعتبر الحمار (أو المشي) وسيلة النقل الوحيدة.
بشكل خاص، يعتبر الحمار صديق المهربين، تهريب بنزين، أسلحة أو مواد غذائية، صفاته الحمار المذكورة تساعدهم كثيرا.
الحروب
أستعملت الحمير أيضا في الحروب، لنقل معدات أو في حالات قليلة كحيوانات للركوب، وقد خلّد استعماله عندها في تمثال لجون كيركـباتريك سيمسون مع حماره الذي أنقذ به العديد في الحرب العالمية الأولى.
حسب الكاتب البريطاني، ماثيو فورت، استعمل الإيطاليون الحمير لوقت قريب الحمير في جيشهم، خاصة عبر الجبال، وكحل أخير للأكل في الظروف القاهرة.
استعمال الحمار في التهريب، قابله استعمال في الترهيب، أفغانستان، والعراق، حيث يربط بألغام وقنابل موقوتة لتفجيره عن بعد.
تم استخدامه مثلا بواسطة الفلسطينيين في اشتباكاتهم مع الإسرائيليين حين قاموا بحمل الطوب والبلور الصغير والأسلحة ونقله إلى الرماه. وأحيانا يقوم الحمار بهذا بمفرده ويعود لصاحبه بمفرده، أيضا ليعيد التحميل ومن ثم في توصيل شحنة جديدة [2]
فوائد الحمير الطبية
اكتشف خبراء صينيون إمكانية الاستفادة من جلود الحمير المصرية في مجالات اقتصادية وطبية أيضا حيث اثبتت الدراسات العلمية انه يمكن استخلاص عقاقير ومنشطات جنسية من جلود الحمير دون أية آثار جانبية.[3]
استخداماته الاقتصادية
قامت شركة مصرية بالتعاون مع شركة صينية بتقديم عرض مفادته اقامة مجزر خاص مزرعة حمير ومصنع لإنتاج معلبات طعام للحيوانات الاليفة كالقطط والكلام من لحم الحمير. بالإضافة إلى استغلال البان الحمير في إنتاج الادوية نظرا لما فيها من مضادات حيوية نادرة وفقا لما قاله حامد سماحة رئيس هيئة الخدمات البيطرية. اما ممدوح مكي عضو المجلس التصديري للجلود ورئيس غرفة دباغة الجلود السابق فقال انه يتم استغلال لحم الحمير بعد اخذ جلده والاستفادة به في اطعام الحيوانات الجارحة والحيوانات المتوحشة كالسباع والنمور في حديقة الحيوان.
في الثقافة العامة
علاقة الإنسان القديمة مع الحمار صنعت تلك الهالة من القصص حوله:
- يعتبر لفظ حمار من الشتائم السوقية الشائعة في كثير من مناطق العالم وخصوصا المناطق العربية، لوصف شخص بالغباء، كما يمكن أن يصل هذا الوصف لخلافات عديدة [4].
- أما في أوروبا الغربية، إضافة لسابقه، دليل أيضا عن العمل المضني، دون مردود لائق أو حتى تمعن في طبيعة الشغل.
- في اليونان يطلق وصف الحمار (γαϊδούρι, غايدوري) على الشخص الوقح أو الذي تعوزه الأخلاق.
في الديانات
الإله ست، من مصر القديمة بشكل حمار- من مصر القديمة رسم الإله ست، إله الصحراء والعدم بشكل حمار في المعابد القديمة، كرمز لمساعدته الإله را (رمز الشمس) خلال رحلته في العلم السفلي (الكسوف).
- كان الحمار في الأساطير اليونانية رمزا لإله مثله مثل مصر القديمة، كرمز لتبجيل المتعة، حيث كان بصورة الإله ديونيسوس، وكان يظهر بخاصة عند ابراز علاقته مع رفيقه سيلينوس.
- في العهد القديم والتاريخ اليهودي، سمي ملك شيشم (نابلس) والذي مات على يد أولاد يعقوب، حامور، كنوع من التقدير، ودلالة على أن الحمار أخذ نظرة ذات قيمة عالية قديما.
- في رسومات المسيحية، غالبا ما صور المسيح راكبا حمارا، تغيرت بعدها النظرة، لما اتخذت الأرستقراطية ركوب الخيل.
- في الإسلام، قال النبي محمد، بأن الكلاب والحمير تبطل صلاة أحدهم إذا مشت أمامه [5] مع أن الأُنثَى من الحُمُرِ، لا تقطع الصلاة، كما ذكر قبلا.
وفي قوله أيضا: كمثل الحمار يحمل أسفارا.
أيضا حمار العزيز، الذي ورد ذكره في سورة البقرة حيث اماته الله وفقا للقران. وفي موضع اخر اهدى المقوقس رسول الإسلام يعفور الذي مات في الطريق أثناء حجة الوداع.
في الأدب
- في الحكم الصينية، قصة للحمار وتهور البشر، حيث يستعمل الملك حصانا في قطع الجبال، بدل حمار يقدمه مزارع بائس، يخبره بأن الحمار يتأنى وأقل هوجا، فيلق الملك حتفه بسبب الحصان وعجرفته، نادما، يقول، ليتني أخذت الحمار دليلا.
- ذكر الحمار في أول رواية في البحر المتوسط، الحمار الذهبي للوكيوس أبوليوس كراوي لأحداث تجري له مع البشر، حين يصف مزاجهم ورغبتهم في تغيير غيرهم بالقوة والعنف، بدل التسامح الذي يميزه.
- في رواية جورج أوريل، مزرعة الحيوانات، اعتبر الحمار بنجامين، صديق الحصان المسكين، الحذق والشكاك، الذي يكتشف خداع الخنازير في حكمهم، وكما قال أرويل: بأننا لا نفهم فقط لغته، لأنه يضحك علينا، فعقله هو، لا يعمله في سخافات.
- روايات عديدة، أهمها عربيا، حمار الحكيم لصاحبها توفيق الحكيم، يروي فيها صداقته له، مع أحاديثه التي يعتبرها أسهل من كلامه مع البشر.
- ومن الشعر العربي ما قاله أحمد شوقي عن الحمار:
سقط الحمار من السفينة في الدجى | فبكى الرفاق لفقده وترحموا |
حتى إذا طـلـع النـهـار أتت | به نحو الســفينة موجة تتقدم |
قـالــت خذوه كما أتاني | سـالما لم ابتلـعـه لأنـه لا يهضم |
في الفن
- مؤخرا، تزايد الاهتمام مع التقدير لهذا الحيوان، حيث يعتبره بعضهم أكثر قيمة من الإنسان، فأغنية المغني سعد الصغير التي نصها: أحبك يا حمار تشيد بصفاته الجسدية من قوة وتحمل، وصفاته الخلقية، من صبر وسكون، وحكمة وعدم الظلم.
- ظهرت أيضا جمعية مغربية، أصدقاء الحمير، كسخرية من النظام، ودلالة على نباهته على كثير من البشر [6].
- أحد أبطال سلسلة فيلم شريك، هو الحمار الذي أدى دوره الممثل الأفروأمريكي، إيدي ميرفي.
في المجتمع
حكم جحا وحماره كثيرة في الأدب- هنالك أيضا جمعية الحمير المصرية ذات البعد الحقوقي والإنساني.
- شهدت دولة إسرائيل حديثا جدلا حول استعمال كلمة أحمرة من طرف المتدينين على العلمانيين الصهاينة مؤسسي الدولة، عبارة شومورو شال المشيا (حمار المسيح) استعملها رابي أفرام كوك، كنوع من المهمة التي أمر بها الله علماني اليهود بخلق وطن، لكن قدر الدولة هو وقوعها في يد المتدينين، ولا يبقى العلمانيون سوى الأحمرة التي ركبها المتدينون، كان كتاب العلماني سيفي ريشليفسكي، 1998، وراء هذا الجدل.
- في حين يرفض المجتمع لدينا تقبل فكرة تحديد يوم إجازة للخدم والسائقين، قامت مدينة (بلاكبول الساحلية شمال غربي إنجلترا) بتطبيق قواعد صارمة للحفاظ على الحمير إحداها ألا تتجاوز أيام عمل الحمار ستة أيام في الأسبوع ما بين العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء تتخللها ساعة راحة يومياً لتناول وجبة الغداء، علاوة على إجراء اختبارات صحية إلزامية قبل بدء موسم الصيف [7].
- يعتبر بيع لحوم الحمير جرما يعاقب عليه فاعله في الدول العربية، فقد قضت محكمة مصرية بحبس وتغريم 3 جزارين أدينوا بالاتجار في لحوم الحمير والخيول النافقة، بعد تحقيقات استمرت نحو 3 شهور عقب القبض عليهم. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، ألزمت المحكمة المدانين بنشر الحكم في صحيفتين يوميتين، وتعليق الحكم على باب محل الجزارة لمدة 5 سنوات، بعد إغلاقه لمدة سنة ونصف [8].
- الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي كناية عن الصبر.
- منذ عدة سنوات اثارت سيدة اجنبية الجدل في مصر حينما ثارت عند رؤيتها لعربجي يضرب حمارا مستخدما عصا حديدية. تأثرت جدا بهذا المشهد وأعلنت رحيلها النهائي عن مصر وعدم الرجوع إليها بسبب الاساءة إلى الحمير وللحيوانات بصفة عامة في مصر. تباينت ردود الجماهير ووسائل الإعلام فتباين الرأي العام بين مستنكرا لما فعلته هذه السيدة ورأى في أن ما حدث لا يستحق رد الفعل هذا، ومنهم من حسد الحمار على وجود من اهتم لحقوقه. وكان موضع اهتمام وسخرية في العديد من وسائل الإعلام لفترة.
- في التقويم الجمهوري الفرنسي، يعتبر يوم 6 أكتوبر من كل عام هو يوم الحمار.
ساحة النقاش