بالتاكيد هناك العديد من العوامل التى تؤثر على السمع بشكل مباشر نذكر منها الأبواق التى تصدح بصخبها وضجيجها تستعد لإقامة الحفل الذي جاء بلا ميعاد مسبق، فإذا بك تصحو على ألم مبرح في أذنك وتسمع أصواتًا كأنها دق دفوف تكاد تصيبك بالصمم وتظل ساعات وأنت على تلك الحالة تقاوم إحساسًا شديدًا بالألم، لا يوقفه مفعول مُسكن ولا يثنيه لجوؤك للنوم، فلا يهدأ الطنين الذي يعزف لحنًا نشازًا، ولا يخف الألم المتصاعد وتيرته إلا حين تتخذ قرارًا باللجوء إلى الطبيب.
ذلك موقف قد يفاجئك يومًا فهل تنتظر حتى تتعرض له وتكابد نوبات الألم أم تحتاط وتتخذ كافة الأمور التي تحول بينك وبين هذا الشعور المباغت؟!
تعرف على أذنك
لتعرف كيف تقي نفسك من أمراض عديدة قد تصيب أذنك أنت في غنى عنها، تَعرف أولاً على أذنك.
يجب أن تعرف أن أذنك تشريحيًا تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
الأذن الخارجية: وتتألف من الصيوان (الجزء الظاهر على جانب الرأس) وهو يجمع الأمواج الصوتية إلى داخل القناة السمعية المسماة الصماخ. فتسري هذه الأمواج نحو الغشاء الطبلي وتذبذبه.
الأذن الوسطى: وهي تجويف في العظم الصدغي (يملأه الهواء) بين الغشاء الطبلي والأذن الداخلية، ويحوي هذا التجويف ثلاث عظيمات هي على التوالي نحو الداخل: المطرقة والسندان والركاب، تقوم بنقل الذبذبات من الغشاء الطبلي إلى الأذن الداخلية.
الأذن الداخلية: وتسمى (التيه) وتتكون من منظومة معقدة من القنوات الغشائية داخل غلاف عظمي. ويتواجد عضو السمع في القوقعة الحلزونية الشكل، كذلك يوجد أعضاء التوازن.
ما وظائف تلك الأقسام الثلاث؟
وظائف أقسام الأذن الثلاث تتلخص في أن الأذن الخارجية تقوم بجمع الاهتزازات الصوتية وإيصالها إلى غشاء الطبل، ثم تقوم الأذن الوسطى بنقل هذه الاهتزازات الصوتية إلى دفعات كهربائية ونقلها إلى الدماغ حيث تفسر كصوت. ومن وظائفها أيضًا حفظ التوازن وإدراك وضعية الجسم.
وتتصل الأذن بالفم عن طريق قناة تسمى قناة استاكيوس ويبلغ طولها في الإنسان البالغ 4 سم، وهي تصل بين الأذن الوسطى والفم لتعمل على تحقيق التوازن في الضغط على غشاء الطبلة من خارج الأذن ومن داخلها.
حالات يجب فيها مراجعة الطبيب
هناك أعراض إذا شعرت بأحدها أو بجميعها عليك مراجعة الطبيب، وهي:
الألم:
يصاحب الألم في الأذن غالبًا التهاب الأذن الخارجية والوسطى، وخاصة إذا ترافق مع ارتفاع في درجة حرارة جسمك، ولكن يجب ألا تبالغ في الجزع والخوف، وخاصة إذا لم يرافق ذلك ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو سيولة في الأذن.
سيلان الأذن:
سيلان الأذن التقيحي، أو خروج سائل قيحي من القناة السمعية الخارجية.
ويدل على:
- التهاب القناة السمعية الخارجية.
- التهاب الأذن الوسطى ووجود ثقب في الطبلة يسمح بخروج السائل للخارج.
- كليهما: عندما يترافق التهاب القناة السمعية الخارجية مع التهاب الأذن الوسطى وحدوث ثقب في الطبلة.
سيلان الأذن الدموي:
ويعني وجود دم مع السائل الصادر من الأذن.
ويدل على:
- أن السيلان قد يرافق التهابًا حادًا أو مزمنًا في الأذن الخارجية أو الوسطى.
- رضوض مع نزف.
- وجود جسم غريب في القناة السمعية الخارجية.
سيلان صافي:
أحيانًا يخرج من الأذن سيلان صافي غير قيحي أو دموي.
ويدل على:
- التهاب الأذن الوسطى مع حدوث ثقب في الطبلة.
- أحيانًا يخرج عبر الأذن سائل دماغي شوكي وخاصة عند الحوادث وإصابة الرأس.
ظهور ورم حول الأذن:
ويدل على:
- التهاب الأذن الخارجية أو الوسطى.
- ورم إثر الإصابة برضوض.
- أحيانًا أمراض الأورام.
الطنين:
الشعور بوجود صوت في الأذن.
ويدل على:
- التهاب الأذن الوسطى.
- نقص سمعي.
الدُوَار:
ويعني الإحساس بالحركة بالرغم من عدم وجودها. وعادة لا يستطيع الأطفال التعبير عنها، لذلك يُنصح بسؤال الأهل عن شكوى الطفل منها في شكل دوخة أو تعثر المشي أو الشعور بالدوران.
ويدل على:
- التهاب الأذن الوسطى.
- أذى العصب السمعي.
- أذى مركز السمع في الدماغ.
وكل هذا يعني أن آلام الأذن أنواع.
وهنا يجب أن تعرف أن آلام الأذن هي تلك التي تصيب كل جزء من أجزاء الأذن الثلاث، وقد تنجم عن أسباب عديدة مختلفة مثل:
- إصابتك بالتهاب الجيوب الأنفية أو الزكام.
- وجود جسم غريب داخل أذنك.
- تجمع المواد الشمعية التي تتكون داخل الأذن من عدوى فطرية أو من الدمامل.
والتهاب الأذن الوسطى يحدث عادة نتيجة لإصابتها بالعدوى البكتيرية، وهو أكثر أسباب وجع الأذن شيوعًا.
مدى خطورة أمراض الأذن
ومع ذلك لا تجزع، فبالرغم من أن وجع الأذن يكون ألمه شديدًا إلا أنه قليل الخطورة إذا بادرت بعلاجه فورًا لدى المختص، وتعتبر مركبات السلفات والمضادات الحيوية أفضل الأدوية الكيمياوية سيطرة على هذه الالتهابات. وأصبحت العمليات الجراحية التي كانت شائعة من قبل نادرة بفضل الأدوية السابقة.
أسباب أمراض الأذن
وقد تنشأ أسباب ظهور أمراض الأذن إما لتكرار عدوى الأذن أو من مضاعفات لبعض الأمراض مثل الحمى القرمزية والحصبة والدفتريا، وبالرغم من أن هذه الحالات تزول تلقائيًا إلا أنه يجب أن تلجأ للطبيب المختص، حيث إن عدوى الأذن المزمنة ربما تتلف السمع إذا لم تأخذ العلاج الوقائي الصحيح. ويعتبر طنين الأذن ورنينها من مظاهر أعراض العدوى المزمنة للأذن، بالإضافة إلى ما قد يصاحب ذلك من سيلان الأذن المستمر، وقد يكون الطنين متقطعًا أو مستمرًا وعلاجه يكون كعلاج الحالات الحادة وذلك باستعمال مركبات السلفا والمضادات الحيوية.
أكثر أمراض الأذن شيوعًا
وتعتبر الأذن الوسطى أكثر أجزاء الأذن تعرضًا للعدوى؛ نظرًا لكونها مفتوحة من خلال القناة السمعية التي تصل الأذن الوسطى بخلفية الحَلق، وقد تدخل مواد العدوى عن طريق التهاب الجيوب الأنفية واللوز والزكام إلى الأذن الوسطى عن طريق هذه القناة.
والتهابات الأذن الوسطى هي أكثر أمراض الأذن شيوعًا، وتبدأ أعراضها بالإحساس بضغط مزعج في داخل الأذن مصحوبًا بألم حاد، وقد يغلق التورم الناتج القناة السمعية في الحالات الحادة، وعليه تمتلئ الأذن الوسطى بالمخاط أو القيح وتظهر على المصاب أعراض الحمى وارتفاع درجة الحرارة وفقدان السمع، وإذا لم تعالج العدوى فإن تراكم الضغط في الأذن الوسطى يؤدي إلى انفجارها من خلال طبلة الأذن.
كيف تحمي أذن صغيرك؟
يعتبر الأطفال أكثر تعرضًا من الكبار لأمراض الأذن الوسطى؛ نظرًا لقصر القناة السمعية عندهم واتساعها، وقد تصل العدوى إلى الأذن الوسطى من خلال طبلة مثقوبة.
ومن بين الأسباب الشائعة لوجع الأذن عند الأطفال بالذات وجود أجسام غريبة في الأذن أحيانًا، حيث إن الأطفال الصغار عادة ما يضعون أشياء غريبة كالخرز وخلاف ذلك في آذانهم وربما أحيانًا تدخل بعض الحشرات الصغيرة كالنمل أو القمل، وينبغي عليك في مثل هذه الحالات عدم إخراج هذه المواد بنفسك خوفًا من أن تصاب أنسجة الأذن الرقيقة بأذى، ويجب أن يؤخذ الطفل المصاب إلى الطبيب، فهو الشخص الذي يعرف كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات بيسر وسهولة.
أمور يجب عليك القيام بها
- لا تقم بالسباحة في مياه الحمامات الرياضية أو في الشواطئ إذا كنت مصابًا بثقب في طبلة أذنك إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
- الحذر عند أخذ حمامك من دخول الماء إلى أذنك. ويمكنك استخدام سدادة الأذن عند الاستحمام.
- امتنع عن تنظيف أذنك بأعواد التنظيف الشائعة لدى الكثيرين.
- يجب عليك عدم إغلاق أنفك عند العطس أو التمخط حتى لا تدفع المواد المخاطية المُعدية إلى القناة السمعية والموجودة بالأذن الوسطى. والطريقة المثلى لتلافي ذلك أن تغلق فتحةً واحدةً من الأنف عند النفخ لتنظيفه مما به من مخاط ويراعى ذلك بالأخص عند الوضوء.
- نزلات البرد والأنفلونزا قد ينتج من إهمال علاجها إصابة أذنك بثقب في طبلة الأذن.
وأخيرًا..
لا تهمل علاج أذنك؛ لأن الإهمال يعني تراكم المشاكل التي قد تؤدي إلى تفاقمها وأخذ أضعاف الوقت الذي كنت ستنفقه في حالة ذهابك للطبيب فورًا دون تباطؤ.
المصدر: موقع شلون الالكتروني
ساحة النقاش