فوائد الشعير...ِ
> ما الفارق بين قهوة الشعير وبين القهوة العادية؟
ـ قهوة الشعير تختلف عن قهوة البن العادية، بل هي أفضل منها بكثير حيث إنها خالية من الكافيين الذي يسبب الإدمان والصداع والأرق. وهي كذلك لا تؤثر في ضغط الدم والقلب، بل تساعد في علاج ضغط الدم وأمراض القلب. وهي صحية للغاية حيث ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي فوائد ماء الشعير المغلي، وأكدت الاكتشافات الحديثة في كثير من الجامعات مثل Wisconsin University فوائده العديدة، كذلك نشرت مجلة Lipids عام 1985 مقالا حول فوائد الشعير وغيره من النباتات في معالجة ارتفاع كوليسترول الدم، وقامت شركات كثيرة في الغرب بصناعة زجاجات ماء الشعيرBarley Water وكذلك صنعت شركات الأدوية كبسولات تحتوي على زيت الشعير.
> ما فوائد الشعير الصحية المثبتة علميا؟
ـ فوائده الصحية المثبتة علميا عديدة، منها فوائد ذكرت في السنة النبوية. فقد ثبت في الطب النبوي والأحاديث الشريفة الصحيحة أن النبي عليه الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: «التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن». صحيح البخاري.
فوائد «التلبينة»
> وما «التلبينة»؟
ـ التلبينة حساء يعمل من دقيق الشعير أو نخالته ويجعل فيه عسل أو لبن. سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث بأنها «تَجُمُّ فؤاد المريض» أي تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه (أخرجه النسائي من وجه آخر).
> ماذا عن فوائدها الأخرى؟
ـ هناك فوائد كثيرة منها ما ذكرته السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت: «والذي نفس محمد بيده إنها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم الوسخ عن وجهه بالماء».
وعن أحمد والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوَعك أمر بالحِساء فصنع، ثم أمرهم فحَسُوا منه (أي شربوا منه) ثم قال: إنه يَرتو فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ عن وجهها بالماء.
ومعنى يرتو : يقوِّي. ومعنى يسرو: يكشف.
وقال الموفق البغدادي: إذا شئت معرفة منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير ولا سيما إذا كان نخالة. قال: ولا شيء أنفع من الحساء لمن يغلب عليه في غذائه الشعير، وأما من يغلب على غذائه الحنطة فالأولى به في مرضه حساء الشعير.
وقال كما جاء في كتاب فتح الباري المعروف: وإنما اختار الأطباء النضيج لأنه أرق وألطف فلا يثقل على طبيعة المريض، وينبغي أن يختلف الانتفاع بذلك بحسب عادة الاختلاف في البلاد.
لتخفيض الكوليسترول
وعلاج القلب
> ما الاكتشافات الحديثة في هذا الصدد؟
ـ أول اكتشاف هو أن ماء الشعير يخفض الكوليسترول ويعالج القلب. فقد أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم من خلال عمليات حيوية عدة، تتمثل فيما يلي:
أ ـ تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكوليسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.
ب ـ ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكوليسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.
ج ـ تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكوليسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة «بتا جلوكان»B-Glucan التي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.
د ـ تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات «هاء» Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط أنزيمات التخليق الحيوي للكوليسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين «هاء» الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا جرى تناوله بكميات كبيرة.
وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة وماء الشعير في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية، إذ تحمي الشرايين من التصلب ـ خاصة شرايين القلب التاجية ـ فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية واحتشاء عضلة القلب.
أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية.
كما ثبت أن الشعير يساعد على تخفيف الوزن بحرقه للدهون ومساعدته على فقدان الشهية لمتناوله مع إعطائه طاقة عالية لاحتوائه على مادة الكروم.
مضاد للاكتئاب
> هل صحيح أن قهوة الشعير تزيل الاكتئاب؟
ـ نعم تساعد على ذلك، حيث كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها «تذهب ببعض الحزن».
مواد السعادة
ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في التخفيف من حدة الاكتئاب نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب الموجودة في الشعير، ومنها:
ـ المعادن: تشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن، مثل البوتاسيوم والماغنسيوم، لها تأثير في الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويصبح سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب.
ـ فيتامين B: يسبب نقصه تأخر العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا أحد مسببات أعراض الاكتئاب، ولذلك ينصح المريض بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير. ـ مضادات الأكسدة: يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E وA) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.
ـ الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفانTryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية، وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية للإنسان.
الشعير لعلاج السرطان
> يردد البعض أن قهوة الشعير تعالج السرطان وتؤخر الشيخوخة، فما مدى صحة ذلك؟
ـ تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث، إذ تلعب دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة Free radicals التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.
ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.
وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.
وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكوليسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.
كما يذكر أن في الشعير مواد كيميائية تثبط فعل المواد المسرطنة في الأمعاء (وذلك بعد دراسة وتجارب علمية على الشعير قام بها فريق من الأطباء في جامعة Wisconsin في الولايات المتحدة الأميركية).
وللضغط والسكر والقولون
> نشر أخيرا في إحدى المجلات أن قهوة الشعير علاج لارتفاع السكر والضغط وأنها مهدئ للقولون... هل تؤيد ذلك؟
ـ نعم، لأن الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير تحتوي على صموغ «بكتينات» تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة، فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات، مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.
ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير في سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف ـ منحلة وغير منحلة ـ فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.
ولأن المصابين بداء السكر أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي، فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكر من ناحية والحؤول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.
كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم يقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم. ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.
> ماذا عن القولون؟
ـ بالنسبة إلى القولون فإن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها، فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها، مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون. وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء، وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه الهدف نفسه، إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون، مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة، وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.
وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون، حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء، قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.
> بما أن قهوة الشعير غنية بالألياف... فهل لها دور في علاج الإمساك؟
ـ أجريت تجارب على المصابين بالإمساك المزمن حيث اعطوا منتجا مصنوعا من الشعير لفترة ثلاث مرات يوميا، واتضح أن 80 في المائة من هؤلاء المصابين بالإمساك شفوا تماماً وأقلعوا عن استعمال المسهلات.
المصدر: http://forum.hawaaworld.com
نشرت فى 10 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,770,445
ساحة النقاش