حلاقو الكلاب متخصصون يحملون شهادات رسمية


أمستردام: حين دلفت إلى صالون حلاقة كلاب معروف في ايندهوفن بجنوب
هولندا، كانت "ايفين" صاحبة الصالون تستعين بالمقص بغية إجراء آخر
اللمسات. وما إن مسكت المشط غارزة أسنانه في شعر الكلب "مايكو"، لأجل
تصفيف شعره، قالت أن الخطوة الأخيرة هي تقليم الاظافر.
ولم تكن هناك
حاجة لان تدع "ايفين" الكلب "مايكو" يستحم في بانيو عصري يرش بمادة خاصة،
يوجد في قاعة الصالون الجانبية. وسبب ذلك ان صاحب الكلب لديه حمام خاص
تتوفر فيه وسائل وعلاجات خاصة ب"مايكو"، فلا داعي إذن لعمل أكثر مما
يحتاجه "مايكو".
"ايفين" الآن تجفف شعر "مايكو" ب"السشوار"، وحين جلست كان الى جانبي عشرة كلاب تنتظر دورها تحت موسى الحلاق.
أجرة "ايفين" لرأس الكلب الواحد أربعون يورو، وهو سعر مناسب قياسا إلى
صالونات حلاقة الكلاب المصنفة درجة أولى حيث تصل قصة شعر الكلب إلى أكثر
من 150 يورو.
تروي "ايفين" لايلاف أن اغرب ما حدث لها في عالم قص الكلاب انها دعيت
ذات مرة لقص شعر كلبين عروسين، وسافرت لأجل ذلك إلى العاصمة أمستردام حيث
قبضت لقاء ثلاث ساعات عمل حوالي 1500 ألف يورو.
تقول "ايفين"..عملت لهذين الكلبين في يوم زواجهما تسريحتين جميلتين،
وكسيت أظافرهما بالطلاء، وزينت شعرهما بالأشرطة، وحلقت المناطق الحساسة
لكليهما ليبدوا نظيفين في ليلة "الدخلة"..
تضيف "ايفين" كان أمرا مثيرا للاهتمام حقا لاسيما وان عشرات المدعوين من أبناء الطبقة المترفة حضروا الحفل..
لكن "ايفين" تتنهد قائلة... انه ترف تجاوز الحدود، لكن ماذا نفعل، فهناك من يدفع، وهناك من يستمتع.
و"ايفين" هذه حصلت على الدبلوم في تزيين الكلاب من معهد هولندي، حيث
علقت شهادتها في مكان بارز بالمحل، وهي تتضمن اعترافا بنيل شهادة في علم
أو فن حلاقة الكلاب وتزيينها وإجراء الخدمات الطبية لها والمتعلقة بمسائل
الشعر وخدمات الأطراف والأظافر والجلد.
وبحسب "ايفين" فان كلاب الهولنديين لن تدخل إلا لحاملي الشهادات من الحلاقين، وممن يمتلكون خبرة وتجربة في هذا المجال.
وبينما يجلس كاتب المقال بين كلاب تنتظر دورها، فان ثمة إحساس ينتابك
أن هذه الكلاب الهادئة غير المشاكسة تنظر إلى كاتب المقال مستغربة تواجده
بينها.
تردف "ايفين".. هذه شعور استثنائي، فثمة من يأتي ويجلس إلى جانب الكلاب فيشعر انه جزء من عالم حيواني منظم.
تضيف كانت "ايفين" .. هذه شعور زوجي أيضا على الأقل حين يزورني هنا
ويجلس بين الكلاب لبرهة من الزمن يلاطفهم ويلاعبهم، ويتملكه شعور بأنه جزء
منهما.
تقول "ايفين" ..ذات مر أخبرني أنه لم يزر الصالون من فترة وانه يتوجب
عليه فعل ذلك، لان في داخله شعور يناديه أنه يحتاج لان يجلس برهة مع كلاب
الصالون يداعبهم ويلاطفهم. وبحسب "ايفين" فان الذي يحدث أمر حقيقي فهناك
شعور مشترك يحدث بينك وبين الحيوان.
تتابع "ايفين" حديثها.. أنا احلق للكلب "ميسد" أربع مرات في السنة،
وحين يحين وقت حلاقته، ينبه "ميسد" صاحبه بان الوقت حان للحلاقة من جديد.
وصاحب الكلب "ميسد" رجل طاعن في السن، يعتمد في حاجاته على كلبه في
التسوق وكدليل في طرقات المدينة. يقول الحلاق "ماكس".. ذات مرة كنت أتبضع
حتى هاجمني كلب وبدأ يقبلني لاعقا وجهي بلسانه.. انه الكلب "ميسد"، يعرفني
أنا حلاقه.

وفي صالون "ايفين" أتصفح على الطاولة مجلات وإعلانات دعاية خاصة
بخدمات الكلاب،من ذلك دعاية لشركات عملاقة لإنتاج طعام خاص للكلاب …ومحل
آخر لبيع إكسسوارات للكلب وأخر لخياطة القبعات والملابس والنظارات.
لكن أظرف ما وقعت عليه عيناي مقال في مجلة هولندية موجودة في الصالون
تتضمن تفسيرا علميا واجتماعيا حول كيف أصبح الكلب شريكا جنسيا للإنسان.
ومما تقدمه كانت "ايفين" للكلب لحظة دخوله الصالون حساء حار و شوكولاته
… وفي هولندا وبلجيكا وألمانيا، أصبح الكشف المبكر عن أمراض الكلاب بأهمية
ذلك عند الإنسان، فصاحب الطلب يهتم بصحة كلبه نفسيا وبدنيا مثل تسوس
الأسنان، وارتفاع نسبة السكر إضافة إلى القلق والتوتر والحساسية. ويتوفر
صالون ماكس على أنواع لمنتجات صحية وطبية كالصوابين والعطور والعقاقير
المعقمة والشامبو والمضاد حيث تغسل الأرجل والجذع والأذنين، والظهر، وكذلك
الرأس.
وقصات شعر الكلاب لها أسماء ومعاني، فهناك قصة الأسد والقنفذ والثعلب
والذئب، لكن أطرف القصات هي قصة "انسان"، ولعلها تشير الى رغبة جامحة لدى
الكلب للتشبه بالإنسان.
وفي صالونات الحلاقة هذه، ثمة صور لكلاب مشهورة أصبحت مثالا يحتذى به
للكلاب، وهي تنتظر دورها في صالونات الحلاقة، فيعمد الحلاقون إلى تعليق
صورها، وكأنها سلوك بشري لا حيواني، ومن الصور المشهورة التي يعلقها
الحلاقون في صالوناتهم، الكلبة الروسية «لايكا» التي كانت اول كائن حي
يخرج الى الفضاء في العربة الفضائية عام 1957 والكلب الافغاني «كاسبك»
الذي اتخذه بيكاسو في الاربعينات نموذجاً رئيسياً، و«كراكر» كلب الملكة
اليزابيت و«شيهواهوا» كلب «باريس هيلتون».
الجدير بالذكر أن عام 2008 شهد فعاليات المسابقة الدولية لحلاقي الكلاب
في بلجيكا. ولم تعد حلاقة الطلاب تقتصر على أوربا فحسب فقد انتشرت صالون
حلاقاتها على نطاق محدود في بيروت والقاهرة والرياض بالسعودية. وبحسب
صحيفة عكاظ السعودية فان أسعار قص شعر الكلب وصلت في فصل الصيف الى إلى
ألف و500 ريال.