جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يرفع الاسلاميون، على مختلف مذاهبهم، وأحزابهم، شعار “الإسلام هو الحل” ولكن ماذا سيحل الإسلاميون ياترى إذا استلموا الحكم؟! ماهو الحل السحري الذي يوهمون به بسطاء الناس؟ لقد استلموا الحكم في أفغانستان بمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية، وربيبتها المخابرات الباكستانية، فماذا جرى ياترى؟ نصبوا المشانق، والمقاصل في كل شارع. حولوا الملاعب الرياضية الى ساحات إعدام، ورجم. أجبروا الناس على مشاهدة قسرية لبربرية الحل الإسلامي بالرجم، والجلد، وتقطيع الأطراف. أغلقوا المدارس، والأعمال، وسدوا كل أبواب الحياة بوجه البنات، والنساء، وقصروها على الأولاد، والرجال، واختزلت مدارس الأولاد الى كتاتيب يعلم فيها ملالي لا يعرفون العربية، أصعب كتاب عربي: القرآن. حرموا المرأة من كل حقوقها، وباعوا بنات الأفغان في أسواق النخاسة، لمن يدفع أكثر داخل وخارج الحدود. حجبوا النساء في بيوتهن، وعزلوهن عن المحيط بقطعة قماش تغطيها من قمة رأسها حتى أخمص قديها، وكأنها خيمة متحركة. حطموا الزراعة النامية، ونشروا زراعة المخدرات، وعملوا على توزيعها، وانتشارها، وأصبحت أهم مصدر للدخل القومي. حطموا الكنوز الحضارية الأفغانية، ونسفوا أكبر تمثالين لبوذا على الأرض، وحرموا سكان المنطقة من السياحة، ومردودها. منعوا الموسيقى، والغناء، بل حتى الحلاقة. سدوا كل أبواب الثقافة الحرة. انقسموا على أنفسهم، وقسموا الشعب الافغاني، الى شيع، وقبائل، وزعامات، وعصابات، ومجموعات متحاربة. أثاروا الفتن، والصراعات المحلية، وأصدروا فتاوى بإراقة دماء الآلاف من الأبرياء. استخدموا الأطفال للقتال، واستغلوا أجسادهم قنابل موقوتة. حاربوا العالم كله، واحتضنوا كل إرهابيي العالم. حتى صار اسم المسلم الأفغاني يعني الإرهابي. وضعوا لوحة على الحدود الأفغانية، وكتبوا: معمل الإرهاب العالمي. فقر، وجوع، وتخلف، وأمية، وانحطاط، وحروب، وتشتت، وتشرد، وغربة، ودمار، وذبح يومي للبشر. لم يحلوا أي مشكلة في البلد، بل حلوا الدولة، والمجتمع. تلاميذهم في الصومال مثل أساتذتهم دمروا البنية التحتية على بساطتها، وقاموا بتهديد السلم الأهلي، والعالمي، وشنوا حروب التفكيك، والقرصنة، وقتل الأبرياء في الأسواق، والمدارس، والمستشفيات.
الإسلاميون الحاكمون في السودان قسموا البلاد، وشطروا العباد، بعد حروب أهلية طاحنة، واستعباد شرس للشعوب غير العربية في السودان. باعوا الأفارقة عبيدا، وجواري داخل وخارج السودان. وحولوا البلد الى ساحات حروب، وشقاق، ونزاع، وفتنة.
في إيران نفس الخراب، والدمار، والبطالة، وامتهان حقوق الانسان.
السعودية تدعي الإسلام، وتحكم باسمه. ورغم أنها الدولة النفطية الأولى في العالم فلا زالت الأمية، والفقر، والأمراض منتشرة في مملكة البدو. تمييز طائفي، واحتقار للمرأة، وصل حد الإفتاء بمنعها من الجلوس على كرسي، أو إظهار فتنة عينيها. ناهيك عن قيادة السيارة، أو السفر. أولياء أمرها أطفال قاصرون، حتى لو كانت عالمة ذرة.
فالحل الإسلامي إذن هو حل المجتمع، وتخريب الأخلاق، وتمزيق الأواصر الاجتماعية، وتفتيت الروابط الوطنية، وجعل المسلم يحتقر “الذمي”، ويستعبد “الكافر” ويقتل “المرتد” ويقيم الحدود على الشباب، إذا تهندموا، وتأنقوا، وواكبوا ركب الحضارة البشرية. تقاتل المذاهب، والطوائف الإسلامية بحيث يحلل دم الشيعي “الرافضي”، ويجاز قتل السني “الناكر للولاية”، كما حاصل في العراق. نشروا فكرا ظلاميا، وأقاموا حكما طائفيا، يقتل فيه الأخ أخيه، ويستباح فيه مال الجار، وعرضه. ولا يأمن فيها المرأ على نفسه وماله. في العراق، كما في أفغانستان جاء الإسلاميون الى السلطة بمساعدة الأمريكان. الغريب أنه رغم الأمثلة السيئة، والنماذج المخيفة، والنتائج الفظيعة لحكم الإسلاميين في العالم، قديما وحديثا، فإن الحركات الاسلامية تطالب “بالحل الاسلامي” وأوله اضطهاد المرأة، كما يحصل الآن في العراق، وإيران، والسودان، وجنوب لبنان، واندونيسيا، وليبيا، وستلحقهم تونس، ومصر، واليمن، والأردن، والمغرب رغم دعاوى الاعتدال، والوسطية الكاذبة. فقندهار هي النوذج المثالي، والمتبع في كل الدول التي ابتلت بحكم الإسلاميين، أو نفوذهم الواسع! فتاوى بالخلع، وسفك، وإهدار الدماء، كما في مصر. قد تختلف في الاشكال، والنسب حسب الظروف، والضرورات. لكن الصورة نفسها: تفكيك، وحل اللحمة الاجتماعية لكل مجتمع يقوده سوء حظه الى قيادة الإسلاميين له. أي خلق مشاكل جديدة مستعصية للمجتمع، وإعادته الى ظلام القرون الوسطى. ولا تحدثني عن تركيا فإسلاميو تركيا أعلنوها منذ إعادة إجازة حزبهم، واستلام السلطة، تخليهم عن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، وآمنوا بفصل الدين عن الدولة، وتعهدهم القبول بالحكم العلماني، الذي يعني الدين لله والوطن للجميع. تخلوا عن “الحاكمية لله” وارتضوا بحكم الشعب، وصندوق الاقتراع. فإن تخلوا عن هذه الاختيارات سيرفضهم الشعب التركي في أول انتخابات.
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في الموطن الخشن
ساحة النقاش