الأراضى الصحراوية
من الواضح من خلال العديد من المراجع أن هناك آراء متعددة في تعريف الصحراء, ولكننا نجد في نفس الوقت أن هذه التعريفات تربط الصحراء دائماً بصفتين رئيسيتين وهما القحولة والجفاف. فالأراضى الصحراوية هى أراضى قاحلة جافة.
تصنيف الصحارى :
هناك أسس ومعايير تستخدم في تقسيم الصحارى أهمها الاعتماد على عاملى الجفاف والحرارة, وفيما يلى سوف نذكر أهم الطرق المستخدمة في تصنيف الصحاري.
فوفقاً لما ذكره كل من Shmida عام 1985 و عصام شوقى و عادل الحسنين (1993) فأن البيئة شديدة الجفاف تصاحب ما يسمى بالصحراء القاسية Extreme desert والبيئة الجافة تصاحب ما يسمي بالصحراء الحقيقية
True desert أما البيئة النصف جافة تصاحب ما يسمى بشبه الصحراء Semi desert .
ووفقا لما ذكره جودة حسنين (1993) يمكن تصنيف الصحارى كالتالى :
1- الصحارى الحارة Hot Deserts
وهي التى تمتاز بالمناخ الحار حيث لا تتضمن فصول السنة أى موسم بارد حقيقى. ومن أمثلتها الصحراء الكبرى الأفريقية وصحراء شبة الجزيرة العربية وصحراء كالاهارى والصحراء الأسترالية الكبرى.
2- الصحراء الباردة Cold deserts
ويمتاز هذا النوع من الصحارى بعمليات التجوية بالصقيع, وفيها يكون الشتاء بارد ودرجة الحرارة قريبة من درجة التجمد. ويقع تحت الصحراء الباردة صحراء الحوض العظيم في الولايات المتحدة الأمريكية وصحراء بتاجونيا في جنوب الأرجنتين.
كما يمكننا الاعتماد علي الموقع الجغرافي في تقسيم الصحارى وعندها تقسم الصحارى إلى صحارى قارية Continental و صحارى بحرية Maritime وهى المطلة علي البحار والمحيطات وهى باردة نسبياً عن الصحارى القارية.
الخصائص الرئيسية للصحارى :
الأراضى الصحراوية تختلف بدرجة كبيرة عن أرض الوادى من عدة زوايا سواء من ناحية المنشأ أو من ناحية التركيب الفيزيائيي والكيميائي. وبصفة عامة تمتاز الأراضى الصحراوية بمجموعة من الخصائص تميزها عن غيرها من الأراضى, ومن أهم هذه الخصائص:
1- التفاوت في درجات الحرارة:
التباين أو التفاوت الحرارى من أهم الخصائص المميزة للأراضى الصحراوية الواقعة ضمن الصحارى القارية مثل الصحراء الغربية والشرقية بمصر, حيث تشتد الحرارة بها وتقل نسبة الرطوبة الجوية, ونتيجة لارتفاع الحرارة تقوم الأرض بامتصاص جزء كبير من الحرارة مما يجعل درجة الحرارة بها مرتفعة طوال النهار وقد تزيد على 40 درجة مئوية في بعض المناطق وعند غروب الشمس تفقد الأرض نسبة كبيرة من هذه الحرارة بسرعة فمن المعروف أن الأراضى الرملية تمتاز بسرعة امتصاص الحرارة عن الأراضى السوداء (نتيجة انخفاض الحرارة النوعية لمعادن الرمل عن الحرارة النوعية لمعادن الطين) وكذلك سرعة فقدها وعدم الاحتفاظ بها, وهذا يؤدى إلى ارتفاع درجة الحرارة في النهار وانخفاضها خلال الليل. وفي بعض الحالات يصل التباين في درجات الحرارة بين النهار والليل إلى 17 درجة مئوية أو أكثر.
2- حركة الرياح :
من المعروف أن وجود الغطاء النباتى والمنشآت علي سطح الأرض يصد نسبة كبيرة من الرياح ويكسر حدتها, ولكن في حالة الأراضى الصحراوية فأن الأرض تكون مكشوفة والغطاء النباتى قليل مما يزيد من سرعة هذه الرياح. وأثر الرياح هام جداً في الأراضى الصحراوية حيث أن التربة جافة ومفككة مما يؤدى لنقل نسبة كبيرة من الطبقة السطحية الناعمة للتربة وينتج عنها ما يعرف بالعواصف الترابية أو الرياح المحملة بالرمال. وفي حالة وجود مساحة مزروعة في مناطق مجاورة فأن الرياح الصحراوية تؤثر عليها بشدة محدثة أضرار ميكانيكية تتمثل في تمزيق الأوراق وسقوط الأزهار والثمار الصغيرة وكسر الأفرع, وقد تتعداها إلى كسر الأشجار الصغيرة, كما أنها تحدث ضرر فسيولوجى متمثل في زيادة معدل نتح النبات مما يعرض الأشجار للذبول. وهذا ما يجعلنا دائماً نوصى بزراعة صف أو أكثر من مصدات الرياح عند إنشاء بستان الفاكهة في الأراضى المستصلحة.
3- قلة أو ندرة المياه:
الجفاف من السمات الرئيسية للصحراء ويحدث هذا نتيجة قلة الأمطار الساقطة عليها وزيادة معدل البخر نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وسرعة الرياح. ورغم هذه الندرة في الأمطار الساقطة على الصحراء فأننا في بعض الحالات نصادف سقوط مطر غزير ولمدة زمنية محدودة مسببة سيول في هذه المناطق. وقد أقامت وزارة الري العديد من مخرات السيول بجوار الطرق الرئيسية في الصحراء, لتجنب تأثيرها على البنية الأساسية من طرق وخلافة, ومحاولة منها لاستغلال هذه المياه في الزراعة.
مواصفات الأراضى الصحراوية:
يمكن أجمال أهم مواصفات الأراضى الصحراوية في النقاط التالية:
1- خشونة القوام: وتمتاز الأراضى الصحراوية بالقوام الخشن نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الرمل والحصى عن غيرها من الأراضى.
2- قلة المادة العضوية: مصدر المادة العضوية في الأراضى قد يكون ناتج عن بقايا النباتات والحيوانات التى دفنت تحت سطح التربة, ونظراً لقلة الغطاء النباتى أو ندرته بالأراضى الصحراوية فأن هذا المصدر يعد ضئيل بالمقارنة بالأراضى الأخرى, وقد يكون راجع إلى إضافة مصدر للمادة العضوية للتربة مثل السماد البلدى والتسميد الأخضر , والذى يزداد بزيادة الاستغلال الزراعى للتربة.
3- عدم استواء الطبقة السطحية للتربة: تمتاز الأراضى الصحراوية بأن سطحها غير مستوى وقد يعزي هذا إلى العديد من العوامل الطبيعية مثل شدة الرياح وحركة الطبقة السطحية بالرياح ونقلها, ووجود المرتفعات الصخرية, وغيرها من العوامل.
4- الرياح الشديدة وحركة الرمال: وتزداد حدة الرياح في الأراضى الصحراوية عن الأراضى التي يوجد عليها غطاء نباتى, حيث يقلل الغطاء النباتى من حدة الرياح. وهذا ما يجعلنا نلجأ إلى زراعة مصدات رياح عند إنشاء بساتين الفاكهة في الأراضى الصحراوية.
5- وجود بعض الطبقات الطفليه وما تحمله من أملاح: ويعد هذا من معوقات الزراعة في الأراضى الصحراوية نتيجة تشرب هذه الطبقة بالماء وجفافها وتحجرها.
6- ارتفاع نسبة الملوحة بالتربة: تمتاز معظم الأراضى الصحراوية بارتفاع نسبة الملوحة في التربة, وعند إنشاء بساتين الفاكهة في هذا النوع من الأراضى يجب أجراء عملية غسيل عميق للتربة وكذلك اختيار الأنواع التى تتحمل الملوحة مثل النخيل والزيتون والتين والرمان.
7- قلة أو ندرة مصادر المياه: تتصف الصحراء وخاصة الجافة منها بقلة أو ندرة الأمطار الساقطة عليها, كما إن المياه الجوفية بها قليلة وقد توجد على أعماق كبيرة وفي بعض الأحيان تكون غير صالحة للزراعة, بالتالى تقل فرصة زراعة واستثمار هذه الأراضى.
8- قلة النشاط الحيوى الميكروبى بالتربة: مع وجود نقص واضح في خصوبة التربة, نتيجة رداءة الموصفات الفيزيائية والكيميائية للتربة وقلة المادة العضوية بها يقل عدد الكائنات الحية الدقيقة التي تستوطن هذه النوعية من الأراضى. بالتالى عند زراعة الأراضى الصحراوية نلجأ إلى نقل المادة العضوية وإضافة الكائنات الحية الدقيقة النافعة زراعياً لهذه التربة فيما يسمى بالتسميد الحيوى (وسوف نتناولهُ بالشرح في الباب الخاص بتسميد أشجار الفاكهة).
والصحراء الكبرى بشمال أفريقيا من أكبر صحارى العالم, ومساحتها تبلغ 3,5 مليون ميل مربع, وتعد النموذج العالمي للصحاري الجافة. والصحراء الغربية بمصر وليبيا "وهى جزء من هذه الصحارى" وهى من أكثر بقاع الأرض جفافاً
من خلال السمات الرئيسية للأراضى الصحراوية السابق عرضها يتحتم علينا أخذ بعض الاحتياطات الضرورية عند القيام بزراعة بساتين الفاكهة في الأراضى الصحراوية لضمان نجاح زراعتها. وهذه الاحتياطات تندرج تحت أربعة نقاط رئيسية: الأولى تخص مصدر الري, والثانية مرتبطة بالمناخ الصحراوي, والثالثة طبيعة الأراضى الصحراوية وتركيب التربة والأخيرة هي النوع النباتى الذي يتم زراعته.
تأمين مصدر دائم وصالح للري:
مما لاشك فيه أنه ليس هناك زراعة بدون ري, لذلك فأن الخطوة الرئيسية الأولى لإقامة المشاريع الزراعية في الصحراء هو البحث عن مصدر لري النباتات يمتاز بالصلاحية والاستمرارية . وهذا المصدر قد يكون بئر جوفي أو مياه سطحية تصل للمنطقة عن طريق شق الترع والقنوات, كما في مشروع ترعة السلام وترعة الشيخ جابر لتنمية سيناء وكذلك مشروع ترعة توشكى بفروعها (ترعة الشيخ زايد) لتنمية منطقة جنوب الوادى وغيرهما من المشروعات. وهذه المشاريع تتكلف الملايين من الجنيهات نظراً لوعورة الصحراء وبعدها عن وادى النيل, وتعد هذه المشاريع جزء من خطة الدولة. كما يحد من هذه الإستراتيجية أن حصة مصر من مياه النيل محدودة وغير كافية لزراعة الأراضى الصحراوية كلها. لذلك نلجأ في العديد من الحالات إلى الاعتماد على المصدر البديل هو المياه الجوفية, وذلك عن طريق حفر الآبار الجوفية كما في منطقة وادي النطرون وطريق مصر إسكندرية الصحراوى وغيرها. وفي هذه الحالة لابد من تحليل مياه البئر وقياس نسبة الملوحة بها للاطمئنان على أنها صالحة لري النبات, وكذلك يجرى تحليل دورى لمياه البئر للتأكد من عدم تغيرها وتحولها لمياه مالحة. وقد يكون المصدر هو استغلال مياه الصرف الزراعى بعد خلطها بمياه النيل (غالباً بنسبة 1 إلى 1).
وإذا تم تأمين مصدر للمياه الصالحة للري نقوم بدراسة عوامل التربة ومدى صلاحيتها للزراعة. وفي بعض الزراعات مثل الزيتون قد يكون الاعتماد الرئيسى في الري على مياه الأمطار, حيث تتحمل هذه الأشجار قلة المياه, ولكن كمية الأمطار الساقطة على الصحراء المصرية تعد قليلة وغير كافية إذ تندرج الصحارى المصرية تحت مسمى الصحارى الجافة "باستثناء بعض المناطق الساحلية".
مدي صلاحية التربة لنمو أشجار الفاكهة:
ليست كل الأراضى الصحراوية قابلة للاستصلاح والزراعة, فالأراضى المحتوية علي طبقات صخرية علي السطح أو أسفل سطح التربة على عمق قليل تعيق عملية الزراعة, كما أن ارتفاع نسبة الملوحة في التربة بدرجة كبيرة تعيق زراعة ونمو العديد من أشجار الفاكهة في هذه الأراضى. بالتالى لابد من الحد من ملوحة التربة وخفض نسبة الأملاح الكلية بها قبل الزراعة. كما إن معظم الأراضى الصحراوية المصرية محتوية على نسبة عالية من الجير تؤثر بالسلب على نمو الأشجار بها, ومن الظواهر المميزة للأراضى الصحراوية ارتفاع نسبة القلوية بها وارتفاع رقم الـ pH بالتالى قد يعوق زراعة ونجاح بعض أشجار الفاكهة إذا لم يتم تعديله قبل الزراعة. وهذا يحتم علينا النظر بعين الانتباه والحذر لهذه الأراضى قبل زراعة أشجار الفاكهة بها.
كما إنه من سمات الأراضى الصحراوية خشونة القوام وقلة المادة العضوية وتفكك البناء الأراضى, مما يقود إلى ظاهرة حركة الكثبان الرملية وخاصة في حالة الرياح الشديدة, مما يجعل زراعة مصدات نباتية للرياح ضرورة حتمية عند إنشاء البستان, وفي العديد من المناطق الصحراوية نجد أن سطح الأرض ليس مستوى وهذا قد يعوق بعض الشيء زراعة المحاصيل أما في حالة أشجار الفاكهة ومع استخدام الطرق الحديثة للري, ولا يعد عدم استواء السطح من المعوقات حيث يتم زراعة الأشجار في مستويات مع العناية بوجود شبكة صرف حتى لا تصرف الأراضي المرتفعة المنسوب مياه الصرف في الأراضى المنخفضة المنسوب. هذا ونجد أن بعض المناطق الصحراوية تحتوى التربة فيها على طبقات من الطفلة بما تحمله من أملاح, بالتالى قد تعيق نجاح زراعة الفاكهة في هذه النوعية من الأراضى. ومما سبق يجب علينا دراسة التربة وخصائصها دراسة مفصلة قبل البدء في زراعة أشجار الفاكهة بها, حتى نضمن نجاح الزراعة واستمرارها.
المناخ السائد في أراضى الصحراء المصرية:
تقع مصر بين خطى عرض 22 و 32 شمالاً, بالتالى هى واقعة في المنطقة المعتدلة المتاخمة للمنطقة الحارة. وتتسع رقعة الصحراء المصرية لتمتد من شمال البلاد إلى جنوبها. وتشغل الصحراء حوالى 95 % من مساحة مصر, حتى أنه ليتضح لمن ينظر إلى خريطة مصر أنها عبارة عن صحراء يشقها النيل من جنوبها (حدود السودان) إلى شمالها (البحر الأبيض المتوسط), وهذا ما دفع المؤرخ هيرودوت للقول بأن مصر هى هبة النيل " أى إنه لولا النيل لما كانت هناك حياه ولا حضارة في هذه المنطقة".
وهذا الأتساع الجغرافي للصحراء المصرية جعل الطبيعة المناخية بها متباينة ما بين الشمال والجنوب, إذ تمتاز المناطق الشمالية للصحراء المصرية (المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط) بالمناخ المعتدل ووجود نسبه من الأمطار تصل إلى 200 مم سنوياً, أما المناطق الجنوبية فتمتاز بارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة مع قلة أو ندرة الأمطار. وهذا التباين خلق مجال واسع لزراعة أنواع كثيرة من الفاكهة المتساقطة والمستديمة في تلك الأراضى. وبالرغم من هذا التباين الحرارى إلا أن هناك بعض السمات الرئيسية للمناخ الصحراوى يمكن إدراج أهمها في النقاط التالية:
سرعة الرياح: من المعروف أنه كلما كانت الأراضى مكشوفة وغير مستغلة تزداد سرعة الرياح بها, حيث أن وجود الغطاء النباتى يكسر حدة الرياح ويقلل من سرعتها. وهذه الرياح السريعة تحدث العديد من الأضرار للزراعة في هذه المناطق. من أهمها حركة الكثبان الرملية التى قد تغطى جزء كبير من المزرعة, وكذلك تجريف الطبقة السطحية الخصبة للتربة, كما إن الرياح السريعة تؤدى إلى حدوث أضرار ميكانيكية علي الأشجار, وأيضاً تؤدى إلى زيادة معدل فقد النبات للماء عن طريق النتح وهذا ما يعرف بالضرر الفسيولوجى للرياح.
التباين الحرارى بين الليل والنهار: وقد سبق أن ذكرنا أن من السمات المميزة للأراضى الصحراوية هو التفاوت الكبير بين درجة الحرارة العظمى (بالنهار ) والصغرى (بالليل), وقد تتأثر معظم المناطق الصحراوية بنوبات الصقيع خلال فصل الشتاء. وقد يرجع هذا إلى الطبيعة الفيزيائية للأراضى الرملية حيث يسهل امتصاص الحرارة خلال النهار نظراً للون الفاتح للرمال وانخفاض الحرارة النوعية لمادة الأصل مقارنة بالتربة الطينية, وعندما تخف حدة الشمس فأن الرمال تفقد الحرارة بسهولة عن الأراضى الطينية, بالتالى تنخفض درجة الحرارة بصورة ملحوظة خلال الليل. وهذا التفاوت قد لا يناسب العديد من أشجار الفاكهة فيؤثر على نموها وكذلك علي كمية المحصول وجودته كما في أشجار البرتقال أبو سرة. كما أن العديد من أشجار الفاكهة وخاصة الاستوائية المنشأ لا تتحمل نوبات الصقيع خلال الشتاء مثل أشجار المانجو ونباتات الموز. بالتالى يجب العناية عند اختيار النوع النباتى الذى ستتم زراعته بحيث يتلاءم مع المناخ السائد في المنطقة.
انخفاض نسبة الرطوبة الجوية: معظم الأراضى الصحراوية المصرية "فيما عدا الساحلية" تمتاز بأنها أراضى جافة (أي أن نسبة الرطوبة الجوية بها منخفضة) مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة. بالتالى يجب اختيار الأنواع التي تتلاءم مع هذا المناخ حتى نتفادى إصابة الثمار بلفحات الشمس وتلفها. كما يجب علينا أتباع الطرق التى ترفع نسبياً من الرطوبة النسبية حول المجموع الخضرى مثل الري بالرش (وإن كان هذا سلاح ذو حدين حيث يزيد من معدل انتشار الأمراض الفطرية علي المجموع الخضرى). ومما هو جدير بالذكر أن معظم أشجار الفاكهة تحتاج إلى فترة تكون فيها الرطوبة النسبية منخفضة والجو دافئ أو حار لإتمام نضج الثمار وجودة تلوينها.
النوع النباتي المزروع:
من خلال دراسة الأحتياجات المناخية والغذائية لأشجار الفاكهة وكذلك معرفة السمات الرئيسية للأراضى الصحراوية يمكننا القول بأن ليست كل أشجار الفاكهة تصلح للزراعة في الصحراء. والنوع النباتى الذى يتم اختياره يجب أن تتوافر فيه عدة شروط أو مواصفات حتى تكون زراعته في الأراضى الصحراوية ناجحة واقتصادية, ومن أهم هذه المواصفات:
نظراً لقلة المياه المتاحة في الأراضى الصحراوية, يجب أن يمتاز النوع النباتى المزروع بأن احتياجاته المائية قليلة نسبياً مثل النخيل والزيتون والتين الشوكى.
أن يتحمل التباين أو التفاوت في درجات الحرارة. حيث يزداد الفارق في درجات الحرارة بين الليل والنهار وكذلك بين الشتاء والصيف للأراضى الصحراوية عن غيرها من الأراضى. والأشجار التي نشأت في المناطق التحت استوائية (مثل الزيتون والنخيل والرمان) تبدو أكثر ملائمة لهذه الظروف عن غيرها.
أن يكون عالى التحمل لملوحة التربة وملوحة مياه الري. حيث يكون غالباً مصدر الري عبارة عن بئر جوفي يمتاز بأن نسبة الملوحة بمياهه أعلى من المياه العذبة.
تتحمل الجذور أرتفع رقم pH التربة, وهي إحدى السمات الرئيسية لمعظم الأراضى الصحراوية. ويلعب مدى احتواء التربة علي المادة العضوية دور حيوى وجوهرى في هذا الشأن سوف يتم شرحه عند الحديث عن تسميد أشجار الفاكهة في الأراضى الصحراوية. كما إننا عند اختيار السماد يجب الوضع في الاعتبار مدي تأثيره على حموضة التربة, فيفضل السماد الحامضى التأثير.
يفضل الأشجار التي تمتاز بمجموع جذرى قوى ومنتشر لمسافات طويلة لكفاءة للحصول على المياه من التربة, مثل النخيل والزيتون.
من سمات المناطق الصحراوية الرياح السريعة, بالتالى يفضل الأشجار المرنة الفروع صعبة الكسر مثل الرمان والزيتون والعنب.
كلما كانت الأوراق جلدية وعليها طبقة شمعية أو طبقة من الكيوتكل أو الوبر كان أفضل, وذلك لقلة معدل فقد المياه من الأوراق عن طريق النتح.
يفضل التطعيم علي أصول تتناسب مع طبيعة هذه الأراضى, مثل الأصول التى تتحمل العطش والأصول المقاومة للديدان الثعبانية والأصول ذات المجموع الجذرى القوى.
ساحة النقاش