تعجز كلماتى أن توفيك حقك أم نضال .. أماااه يا مصنع الرجال ، نعم مصنع الرجال ، أمٌ أذهلت العالم بصبرها وقوة ايمانها عندما قدمت أولادها للشهادة الواحد تلو الأخر ، أم تعلقت بولدها جنيناً وهو يتحرك في أحشائها، يتنفسان معا.
خافت عليه من نسمات الهواء ، أصبح لها في هذه الحياة الأمل والغد والمستقبل ، بدأت في تعليمه وأخذت تحلم كيف سيكون مستقبله ، لكنّ من يسير على الدماء ويتكئ على الجراح لا يستطيع إلا أن ينظر في اتجاه واحد.
لذاحرصت خنساء فلسطين على أن تعلم أولادها فن الموت كما تعلمون أولادكم فن الحياة ، رفضت أن ترضى لأولادها البقاء في أحضانها والأرض تستغيث.
هل كان من السهل عليها أن تقهر إحساس الأمومة في داخلها؟ كان من السهل عليها أن تودع ابنها وهو في طريقه للموت ؟ كان من السهل تراه يسير آخر خطوة يسيرها ؟ وهي تعلم أنها لن تراه بعد الآن إلا جسدا بلا روح ؟ وكيف قضيت آخر ليلة معه ؟.. هل كانت سهلة ؟ بالطبع لا .
خنساء فلسطين أنجبت ولدها مرتين, الأولى في الصغر والثانية يوم استشهاده حيث ضمنت له الحياة الكريمة التي تتمناها كل أم لولدها ، فهنيئاً لها بأبطالها .
أقول لها فى هذا اليوم وقد فارقتنا بجسدها كل عام وأنت بخير أمى وأسأل الله العلى القدير رفقتك بالجنة ان شاء الله .
يا أمُّ أبكي فيك قلب أميمة
رحل اشتياقاً ما له من ثاني
الآن تجتمعين بالأحباب في
فردوس عدن جنة الرحمن
فخذي الأمانة بالسلام وبلغي
أهل الجنان تحية الإخوان
ساحة النقاش