كيف لنا أن نعد أجيال قادرة على مواجهة المستقبل وتغير الحاضر لمواكبت العصر والحاق بقطار التقدم ، والنظام التعليمى فى حالة الأنعاش يلتقت أنفاسه الآخيرة قبل الوفاة، مدارس حكومية بتعانى من سرطان المناهج وكثرة سيول الطلاب فى الفصل الواحد وغياب براكين هيئة التدريس وأختفاء معالمها الجغرافية على خريطة العالم التعليمية وزلزال المدارس الخاصة واللغات وأى جى والدبلومة الامريكية وغيرها وتحطيم أساساتها على قواعد ولوائح وقوانين عتبة التعليم العالى والقائمين على ترميمه قبل الإزالة
كيف لنا إعداد جيل من العلماء والظل أعوجوا ! أن أردت التخلص من السعادة فأنصحك بالذهاب إلى مكتب التنسيق أو تريد التجول تحت الشمس الحارقة أو ذهقت من الجلوس وتريد الوقوف حتى تفقد قدماك أو تشم عرق طبيعى بدل العطور المستوردة أو تهرب من السكينة إلى الزحام المميت أو تفر من الوجوة المبتسمة إلى الوجوة العابسة أو تستغنى عن سكر التمويل للحصول على سكر طبيعى يؤدى بحياتك فى خبر كان أو من هدوء الأعصاب إلى أرتفاع ضغط الدم لتنعم بسفر إلى الآخرة عزيزى وعزيزتى الذهاب مرة واحدة قد يجعلكم قادرين على الأنغماس فى لهيب الواقع وكره الحلم والأبتعاد عن المنظومة التعليمية برمتها أو تبغى الأبتعاد عن زحمة المرور والضوضاء أنصحك بالذهاب إلى مكاتب المسؤولين ستجدها خالية على عروشها يحرس جدران حوائطها الأمن وسوف تقفظ من السعادة لو قابلت شبة مسؤول سوف يقفل أمامك أبواب الأمل ويزرع فيك بغض الحاضر وإنزال ستار الغد
لقد غمرت السعادة أنفاسى بالأرتقاء بمستوى التعليم الذى طوى بين صفحاته بطولات الأخوان المسلمين والشهادة لله بذلوا كل جهد للقضاء على هذا الهراء ووضعوا بطولات بانجو وبرشامة وجرثومة نظراً لخلو كتاب التاريخ من الكيف وعمل دماغ، بل وسخروا الإذاعة والتليفزيو والراديو والصحائف اليومية وباقى أجهزة الدولة لمهاجمة ملصق ورقى! أنه حقاً موضوع مثير للأهتمام وأهم من المشكلة السكانية وأزمة الأسكان والبطالة والزراعة والصناعة وعلاج الإيدز بصباع الكفتة والموصلات العامة وأزدحام الشوارع وسد أثيوبيا وجفاف نهر النيل وأنهيار البرصة وندرة السياحة ومشكلة القمامة والباعة الجائلون وغيرها من المشاكل التى لا تعد ولاتحصى على أرض القراعنة التى لا يتبقى منها غير السيرة العطرة
أما الدور العظيم الذى يتمثل فى وزارة التعليم العالى ووزارة التربية والتعليم بفتح أفاق العلم على مصرعية بأنشاء مدارس للغات وأى جى ودبلومة أمريكية وغيرها من المدارس الأجنبية لأعداد جيل يواكب العصر ويتحدى المستقبل ومعترف به من قبل الدولة قد ينهار أمام عتبة مكتب التنسيق بعد تطابق مجموع القبول ودراجات السات والنسبة المئوية وقبول الملف من قبل الموظفين المختصين قد تصاب بصدمة تجعلك تتطاير من الفرحة ونشوة السعادة بحذفك من قائمة المقبولين فى الجامعات المصرية بسبب ترقيم المواد برقم واحد وليس برقم نصف ولكن المواد الدراسية تدرس كما هى مادة كميوتر أو إنجليزى أو أى مادة آخرى الأختلاف فقط فى الترقيم وقد أعتمد هذا النظام من فبل وزراتى التعليم والتعليم العالى ، المفارقة يجب أن تتوافر ثمانى مواد بترقيم واجد وليس نصف وأن كنت من سعداء الحظ وكان لديك سبع مواد فقظ بترقيم واحد فأنت فى أعداد المتوفين والمحرمين من التعليم الجامعى ، يجب وقف هذة المهزلة والتصدى لهذة الظاهرة الخطيرة من الشعب وأولياء الأمور بمقضاة المسؤولين عن هذا الصرح العظيم الذى كاد أن ينهار بين جدران الجهل والتأخر العلمى والاعتماد على الروتين والقوانين العقيمة بدلاً من مواكبت العصر والنهوض بالأجيال الصاعدة ، فأن كانت الهند وصلت إلى المريخ فنحن وصلنا إلى أعلى نسبة بطالة والشوارع مكتظة بالقمامة ونعيش على رقعة 505 من المساحة الفعلية 94.5 صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ، هنا قد تجد كل ماتتمناة على أرض المحروسة قد تجد من المنقى خيار ضياع الأحلام والجلوس فى الهواء الطلق بلا مسكن بلا عمل تستورد المواد الغذائية والسلاح قد تنتهى حياتك تحت قنبلة مزروعة فى مكان ما قد تجد رعاية تصل بك إلى بر الأمان من حيث الخلود الدائم والإقامة التى لا رجعة فيها أطمئن فأنك بين يدأ أمنةعلى أرض الخلود
حاكم صالح