في مقالين سابقين تحدثنا عن مسئولية الحكومة المصرية عن أعمال العنف التي شهدتها وتشهدها البلاد الآن وذلك من خلال محورين مهمين هما :-
1 – السياسة القمعية ومحاولة استئصال المعارضة .
2 – اعتقال القيادات .
واليوم نتحدث عن المحور الثالث , وهو اتجاه النظام المصري لتدبير عمليات عنف وتفجير في مناطق معينة بهدف التأكيد على إلصاق التهمة بمعارضيه ولإيجاد مبرر لاستمرار سياساته القمعية أو تمرير تشريعات قانونية تعطي شرعية لإجرامه وانتهاكاته ومحاكماته فقد دأب النظام المصري على وصف من يخالفه ويعارضه بالإرهاب والعنف والدموية , وسرعان ما يعد المحاكمات ويجهز الأحكام وينفذها ويلجأ في بعض أحيانه إلى التصفية الجسدية مستخدما قنواته الإعلامية وسطوته وسيطرته لتنفيذ ما يريد وتزييف الواقع حسبما شاء وليبرهن النظام على صدق ادعائه فلا مانع عنده من تدبير عمليات تفجير وأحداث عنف ثم يلصقها بمعارضيه لتحقيق أغراضه وأهدافه التي ذكرنا بعضها آنفا .
ومن أقدار الله أن كثيرا من مثل هذه الأعمال بات مكشوفا مفضوحا بطريقة أو بأخرى ولم تعد تنطلي على المواطنين وعلى كل من يسمع عنها .
فعلى سبيل المثال حادث كنيسة القديسين فالوطن آمن والبلاد مستقرة ولا مبررات لاستمرار السياسة القمعية أو قانون الطوارئ فكان ولابد من تدبير شيء يعطيه الحق لممارسة إرهابه وتحقيق مكتسباته التي يصبو إليها فكان تدبير حادث القديسين التي انكشفت حقيقته لكل ذي عينين وهو نفس الأمر الذي يتكرر الآن فالعالم كله شهد ويشهد على سلمية الاعتصامات ومسيرات التحالف الوطني لدعم الشرعية وبشهادة المراقبين والوفود التي زارت ميدان رابعة العدوية غير أن الزحف السلمي الهادر والرفض الهائل للانقلابين وأعوانهم أعمى بصرهم وبصيرتهم ففكروا بما ينتعلون به وبحثوا عن الطريقة التي يقمعون بها تلك المسيرات ويسكتون بها كل هذه الدعوات فسارعوا في القتل وبدأوه بحادثة الحرس الجمهوري ثم النصب التذكاري ( المنصة ) وبعدها مذبحة رابعة العدوية ومازالت ممارساته القمعية مستمرة ولكي يقنعوا أنفسهم أو غيرهم بشرعية إجرامهم اتهموا المتظاهرين بالعنف والإرهاب واتهموا الإخوان المسلمين بالجماعة الإرهابية فراحوا يعدون عدة التبرير ويدبرون لذلك ما قد يعجز إبليس عن فعله فكان حادث مديرية أمن الدقهلية وتفجيرات جامعة القاهرة وغيرها فأصبحنا نرى تفجيرات بالبث المباشر وأعمال عنف يسبقها تصريحا لوزير الداخلية يعلن فيه أننا سنقدم لبريطانيا أدلة عنف الإخوان لنفاجأ في اليوم التالي بأعمال عنف جديدة كما سمعنا من قبل عن أعمال عنف اثناء اجتماع لبعض أفراد الأمن يعتذر عنه البعض عمدا ليتم الحدث ويلصق بجماعات وهمية لم نكن نسمع عنها من قبل ولا من بعد وهكذا تتكرر الحوادث المفضوحة المكشوفة والتي ما عادت تنطلي على شعبنا المدرك الواعي الفاهم فمتى يفيق الانقلابيون من غفلتهم ليعلموا أن سياستهم باتت مكشوفة مفضوحة وأن ألاعيبهم لم تعد تنجدي وليعلموا أن مسيراتنا سلمية وستظل سلمية وإم أصابهم شيء فبما صنعت أيديهم وليحفظ الله بلادنا من كل مكروه وسوء