authentication required

الجماعة الإسلامية ونبذ العنف ... المنيا نموذجا

بقلم : عصام خيري

الجماعة الإسلامية جماعة دعوية أخذت الإسلام بشموله وعمومه ,اتسع صيتها وذاعت شعبيتها من أواخر الثمانينات حتي أوائل التسعينات فأراد الأمن تجفيف منابعها والحد من انتشارها ومحاولة استئصالها, فبدأت باعتقال أفرادها ومداهمة منازلهم ومطاردتهم ثم دخل في مرحلة جديدة وهي الضرب في سويداء القلب والذي تبناها وزير داخلية مبارك اللواء عبد الحليم موسي وصارت التصفية الجسدية لقياداتها وأفرادها هي سياسة النظام وقانونه الخاص فكانت مرحلة العنف والعنف المضاد ,تلك الفترة التي واجهات فيها الجماعة بمفردها قسوة وفتك النظام الغاشم ومؤسساته التي لم يكن لها هم سوي محاولة الإبادة –ان صح التعبير – لها ولأفرادها ,ثم كانت محاولة الجماعة الشهيرة في أواخر التسعينات لإطلاق مبادرة وقف العنف والتي بمقتضاها توجهت الجماعة الإسلامية كليا الي وضع السلاح والي العمل السلمي ممثلا في كافة اجنحته الدعوية والسياسية والاجتماعية من خلال القنوات الشرعية المتاحة خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير المجيدة وفتح المجال امام القوي الشعبية لتشكيل مؤسساتها التي تساهم في رسم مصر المستقبل فقامت الجماعة الإسلامية بعمل اول انتخابات داخلية لمجلس شورتها من القاعدة الي القمة ثم دشنت اول حزب سياسي لها وهو حزب البناء والتنمية وشهد الجميع القاصي والداني بدور الجماعة الإسلامية السياسي ممثلا في جناحها السياسي حزب البناء والتنمية في إرساء قواعد الحق ومصلحة الوطن وكان ابرز مواقفها تنازلها طواعية عن مقعديها باللجنة التأسيسية للدستور التي تم تشكيلها رغبة في التوافق الوطني و تنازلها عن مقاعد لمجلس الشوري في رغبة عن المناصب او التصدر الإعلامي فكانت مواقف الجماعة المشرفة علامة لها علي اعلاء قيمة المواطنة و المصلحة العليا للوطن كما لم يفعل غيرها من القوي السياسية.

وطوال هذه الفترة وفي محافظة المنيا تحديدا والتي صنفت علي انها من أكبر المحافظات احصائيا في حوادث العنف الطائفي ,كان للجماعة الإسلامية الدور البارز والفعال في حقة دماء الكثير من أبناء المسلمين والمسيحيين علي حد سواء الأمر الذي أدي الي المطالبة بتدخل الجماعة في صراعات أطرافها من المسيحيين فحسب, فكانت جلسات الصلح وفض المنازعات التي قادتها الجماعة إضافة الي مبادرات حزب البناء والتنمية مع القوي السياسية الأخرى والتي تهدف الي وأد أي فتنة ين أبناء الشعب وتوفير مناخ آمن للعمل السياسي خاصة في فترات الاحتقان نذكر منها "مبادرة انتخابات بلا عنف" ومبادرة "صعيد بلا ثأر" الأمر الذي شهدت به القيادات الأمنية بالمحافظة قبل القيادات الشعبية والأطراف المسيحية قبل المسلمة.

وهكذا استمرت الجماعة الإسلامية في نهجها السلمي حتي كان موقفها من الانقلاب وقرارها الوقوف في مواجهته بنفس منهجها السلمي رغم دموية الانقلاب السافر وفظاعته لكل من يعارضه ,لكن الذي يثير التعجب والسخرية في آن واحد ان يخرج علينا هذه الأيام من تاهوا في زحام الدنيا وطلبها وصاروا في ذاكرة النسيان بخرافات يريدون بها الصعود مرة أخري ولكن علي أشلاء الجماعة الإسلامية وأبناءها يتاجرون بها وبتاريخها باحثين لهم عن دور لعل أضواء الأعلام الفاسد تعيدهم مرة أخري الي الأضواء فسمعنا من يردد كلاما مفاده نقض الجماعة الإسلامية لمبادرة وقف العنف وتخليها عن نهجها السلمي وخوفهم علي أبناء الجماعة من الزج بهم في نفق مظلم وهم ابعد ما يكونون عن الجماعة وأبنائها ولا هم لهم سوي مصلحتهم الشخصية وأنفسهم

لهؤلاء نقول إذا كنتم حريصين على الجماعة ونهجها السلمي فاطمئنوا فالجماعة وابنائها ملتزمون بالسلمية حتى النهاية ان شاء الله وهم أحرص الناس على وطنهم وأبناءه بكافة توجهاتهم السياسية والدينية وما مواقف الجماعة المشرفة في هذا المجال منا ببعيد.

اما إذا كنتم تحاولون اتخاذ الجماعة سلما لتحقيق أغراض ذاتية ومكاسب شخصية فاذهبوا غير مأسوف عليكم لا خير فيكم ولا بارك الله لكم ولسنا في حاجة لنصحكم المسموم، وعند الله الموعد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2014 بواسطة gy

الجماعة الإسلامية ببنى مزار

gy
نحن جماعة دعوية تدعو للخيروتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكروتنصر المظلوم. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,463