من شاهد فرحة الناس واحتفالاتهم فى الميادين ليلة الثلاثاء بعد إعلان فوز السيسى بالرئاسة رسمياً، لا يصدق أن المصريين كانوا يعلمون علم اليقين أن السيسى هو المكتسح الفائز منذ أيام وفق جميع المؤشرات!
ومن يشاهد فرحة الناس واحتفالاتهم، يستقر فى ضميره أن هذا الشعب سيلتف حول قائده الجديد، برغبة صادقة فى العمل والبناء، وصناعة مستقبل أفضل، بعيداً عن مهاترات محترفى السياسة وتجار الشعارات وأغنياء الفوضى الخلاقة.
ومن يشاهد فرحة الناس واحتفالاتهم أيضاً لا يصدق حالة الفصام التى مازال يعيش فيها الإخوان، سواء قياداتهم داخل السجون التى فشلت فشلاً ذريعاً فى إدارة شؤون البلاد خلال عام مرسى الأسود، أو أتباعهم خارجها فى مصر أو فى عواصم العار الدوحة وأنقرة ولندن.
أعضاء قبيلة الإخوان لا يعرفون أنهم يواجهون إرادة شعبية كاسحة، لا يرون فرحة الناس، يكذبون عيونهم وآذانهم، يكاد الواحد منهم أن يتميز من الغيظ كلما رأى مواطناً يرفع صورة السيسى، أو يعلق علم مصر فى شرفته أو على محله التجارى، لدرجة أنهم يسلطون ألاضيشهم للاعتداء على المواطنين يقتلون هذا أو يضربون ذاك ضرباً مبرحاً، ويحرقون محل آخر، فى تهديد رمزى يتمنون أن ينجح فى ردع الناس عن إعلان محبتهم.
بديع واتباعه داخل السجن وفى عز احتفالات المصريين، يهتفون بأن الشعب لم ينتخب السيسى، ورفض الانتخابات الرئاسية، وأن المصريين مازالوا ملتفين حول الجماعة وحول مرسى، ومازالوا يرددون الشعارات القديمة التى لا تثير سوى ضحك الجمهور فى قاعات المحكمة.
إلى هذه الدرجة انفصل الإخوان عن الواقع؟ إلى هذه الدرجة يرفضون الاعتراف بفشلهم الذريع، بأنهم فقدوا الغطاء الدولى من دول الاستعمار الجديد، ولم يعد لديهم سوى خيوط واهية مع شراذم الجماعات الإرهابية وبعض أعضاء التنظيم الخاص الملاحقين أمنياً، لارتكاب عمليات ترويع متفرقة من باب إثبات الوجود؟!
تدريجياً ومع دوران عجلة العمل الجاد، وارتفاع الروح العامة بإطلاق مشروعات التنمية الكبرى، سينسى الناس بشكل تام بديع ومرسى والشاطر واتباعهم، وسيتحولون إلى أشباح تهيم فى أوهام التمكين، هذا إن نجوا من حبل المشنقة جزاء وفاقا لما ارتكبت أيديهم من جرائم وآثام فى حق المجتمع.