الرئيس السوري بشار الأسد فيما تستمر الأزمة السورية دون حسم سياسي ولا عسكري من جانب النظام ولا المعارضة، أجرى نظام الرئيس السوري بشار الأسد انتخابات رئاسية، يخوضها ثلاثة مرشحين، هم الأسد وماهر حجار وحسان النوري.

ومن أصل تعداد سوريا البالغ نحو 17.9 مليون مواطن، يوجد أكثر من مليونين ونصف المليون لاجئ سوري في دول الجوار وفقًا للأمم المتحدة، فضلًا عن أكثر من 6.5 مليون سوري مهجر داخل بلدهم، ليصبح نصف السوريين خارج دائرة الانتخابات.

وقال رئيس البرلمان السوري محمد اللحام، أمس الأربعاء، إن بشار الأسد حصل على 88.7 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية في البلاد ليفوز بفترة ولاية ثالثة رغم الحرب الأهلية التي دخلت عامها الرابع.
ويرى مراقبون أن فوز الأسد في الانتخابات الرئاسية يؤكد موت محادثات جنيف، التي سعت إلى تشكيل حكومة انتقالية في دمشق.

وبحسب هؤلاء، فإن فوز الأسد بولاية رئاسية ثالثة مدتها سبعة أعوام يفتح المجال أمام احتمالات سياسية واسعة النطاق على الصعيدين، المحلي والدولي، تتزامن مع تغيرات في مواقف عربية وغربية تجاه دمشق.

وسعى الأسد من خلال ترشحه إلى قياس دعم السوريين له بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية، التي أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من السوريين، مستغلا قلق الغرب من ظاهرة صعود تنظيم القاعدة.

كما يقضي فوز الأسد على فرصة إجراء حوار سياسي مع المعارضة، والانتقال السلمي للسلطة، بحسب مراقبين، قالوا إن الحرب ستستمر لفترات طويلة، وأن العالم، سيعيد حساباته.

ولن يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن إجراء الانتخابات على وقع العنف والبراميل المتفجرة، يعني أن دمشق ماضية في سياستها العسكرية تجاه المعارضة، بل من المتوقع أن تواجه الأخيرة حربا شرسة.

ويذهب مراقبون إلى التأكيد على أن فوز الأسد في الانتخابات، بمثابة ضوء أخضر للجيش السوري، لسحق المعارضة.

وتعيش المعارضة حالة من الفوضى، فهي تفتقر للإمدادات ويعاني أفرادها من الخلافات الفصائلية، فيما لا يزال الداعمون الغربيون والعرب مترددين في دعمها.

ويقدر مراقبون أهمية الفوز بالانتخابات كونها ستستخدم كورقة سياسية في أيدي حلفاء الأسد، فروسيا وإيران وقفتا في الأعوام الماضية كالسور المنيع ضد محاولات إسقاطه والتشكيك بشرعيته في العالم. وبالتالي، فإن فوز حليفهما في الانتخابات ضروري لهما، حتى تستمرا في تقديم دعمهما السياسي والعسكري له.

الخوف من المتشددين

وتشير المعطيات الأولىة إلى أن كثيرا من السوريين أدلوا بأصواتهم لصالح الأسد خوفا من استيلاء متشددين إسلاميين على السلطة.

ويتفق قادة غربيون مع هذا الرأي على نحو متزايد، حيث قال السفير الأمريكي السابق لدى العراق ريان كروكر:"على سوء النظام فإن هناك من هو أسوأ منه. وهو العناصر المتطرفة في المعارضة."

التقارب مع حلفاء الأسد

ولا يستبعد بعض المراقبين أن يدفع الأسد ثمن التقارب بين الولايات المتحدة وإيران، وبين التقارب الخليجي مع كل من طهران وموسكو، لكن بعضا منهم يرى أن ذلك يصب في مصلحة دمشق، انطلاقا من الخوف من الفصائل المتشددة المتقاتلة.

فالصراع الإقليمي بين السعودية وإيران، الذي كان يصب في صالح الأسد، يبدو أنه يأخذ أبعادا أخرى، تحديدا بعد زيارة أمير الكويت إلى طهران، والتفويض الذي حصل عليه وزير خارجية السعودية من دول الخليج لدى زيارته إلى روسيا.

إسرائيل وأهون الشرين

ولم يتغير الموقف الإسرائيلي من النظام في سوريا منذ بدء الثورة في العام 2011، فالدولة العبرية ترى أن أسدا مدمى أفضل من تنظيم متطرف على حدودها فالأسد بالنسبة لها أهون الشرين.

وهذا ما يفسر الموقف الأمريكي المتردد تجاه سوريا، والذي ينساق معه الموقف الأوربي.

وترى إسرائيل أن بقاء الأسد عامل مهم في استقرار جبهتها الشمالية، فهو يحمي حدودها رغم عدم توقيعها معاهدة سلام مع دمشق.

تركيا وتحولات الموقف

وشكل انشغال تركيا بشئونها الداخلية نقطة مربحة للنظام السوري، الذي بدأ يلمس بشكل جلي تغير في موقف الجارة الأوربية تجاه سوريا.

ورغم دعواتها المتواصلة إلى دعم المعارضة في سوريا، اتخذت أنقرة الثلاثاء قرارا يقضي بإضافة جبهة النصرة الإسلامية، إلى لائحتها للمنظمات الإرهابية.

ويتهم محللون سياسة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بأنها غير مبدئية ومتقلبة، وبأنها استثمرت معاناة السوريين لعقد صفقات كبرى مع إيران والعراق.

وقال هؤلاء إن تركيا التي كانت تطالب على لسان أردوغان بإسقاط الأسد عن طريق القوة فقدت بريقها بسبب فشل رئيس وزرائها في أن يتحول إلى "فاتح" جديد من بوابة ثورات الربيع العربي.

ومن جانبه، وصف المعارض السوري، عبد الحليم خدام، الانتخابات الرئاسية السورية بأنها "كومة ورق"، مؤكدا على أن بشار الأسد حرص على إقامتها "نكاية بالعالم".

وشدد خدام على أن "التخاذل الدولي تجاه الثورة السورية والتماهي مع النظام السوري وإجرامه في سوريا، هو ما أدى إلى بقاء الأسد في الحكم حتى الآن"، قائلا: "إذا أرادت الدول الغربية استمراره فسيبقى أكثر من 20 عاما، وإذا أرادت فسينتهي في شهر واحد". 

وأضاف في مقابلة خاصة مع صحيفة "الشرق الأوسط": "يجب على الغرب أن لا يقلق من الجماعات المسلحة، لأنها ستنتهي بعد سقوط بشار".

وفي سياق متصل، أكد خدام -الذي كان نائبًا للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ومن بعده لنجله- على أن إيران "هي من أحضرت تنظيم دولة العراق والشام (داعش) إلى سوريا لدعم نظام الأسد، لأن سقوطه سيكون ضربة موجعة للنظام الإيراني".

وقال: "إذا سقط نظام الأسد سيتراجع نفوذ إيران في المنطقة، وسيضعف دور حزب الله في لبنان، إذا لم يكن سيتلاشى، ثم سيتقلص وجود ميليشيات إيران وأذرعها، لهذا تجد الإيرانيين يمدون نظام الأسد بالأسلحة والحماية والمقاتلين".
وشدد على فرضية "لو أعطت الدول العربية السوريين أسلحة نوعية، سيسقط بشار مع نظامه في غضون شهر"، موضحا أن الأسد "يحارب بالصواريخ والطيران والدبابات، الأمر الذي يعني أن الثورة بحاجة إلى صواريخ مضادة للدبابات والطائرات، وصواريخ متوسطة المدى أو قريبة المدى لتحقيق النصر
gmaheeralomma

جماهير الأمة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2014 بواسطة gmaheeralomma

alshrkia

gmaheeralomma
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

12,128