صحيفة "الخليج الإماراتية" شنت هجوماً عنيفا على قطر، ووصفتها بأنها تتهرب من المصالحة الخليجية، ونقلت عن مجموعة من المراقبين قولهم إن قطر غير جادة فى طى صفحة الخلاف الحالى مع دول الخليج، وأن الدوحة تحاول كسب المزيد من الوقت لاستشراف أو معرفة الخطوة المقبلة، وذلك بعد تسرب العديد من المعلومات حول خططها وعملها على عدم استقرار المنطقة. وقال المراقبون لـ"الخليج"، إن غموض آلية اتخاذ القرار فى قطر يجعل من الصعب بناء الثقة مع الجيران والأشقاء، فالمأزق عبارة عن تراكم سياسات مغامرة تم انتهاجها عبر العقدين الماضيين، وقد بدت السياسات القطرية فى المراحل الأولى ناجحة للاعتقاد بأنها مجرد محاولات لخلق هوية مستقلة لقطر، لكن مع فشل الشريحة الحزبية التى تدعمها قطر فى العالم العربى أصبحت الدوحة تعيش فى عزلة، وكثير من المفكرين والسياسيين والإعلاميين العرب اليوم لا يرغبون ارتباط أسمائهم بالمشاريع القطرية، واتضحت العزلة فى حضور المؤتمرات التى دأبت الدوحة على تنظيمها فــ"خلية النحل" السابقة أصبحت ظلاً لسابق عهدها. وأكد المراقبون تلكؤ وتباطؤ قطر فيما يخص التزامها إبعاد وإخراج جماعة الإخوان المسلمين من أراضيها، وفيما يتعلق بآلية تنفيذ اتفاق الرياض، فإن التوافق بين الإمارات والسعودية والبحرين حول "القوائم" تام وواضح، وأدلته واضحة، والمطلوب من الدوحة التنفيذ وعدم السعى، كما هو حاصل، إلى اختلاق قوائم فى هذه الدول التى لم تكن المتسببة فى هذه الأزمة. وقال المراقبون والمحللون، إن قطر تحاول عبر أدواتها الإعلامية غير المباشرة، خصوصاً صحيفة "القدس العربى"، الإيهام بأن مسئولية دولة الإمارات عن هذا الذى وصلنا إليه مشابهة للمسئولية القطرية، وفيما أبدوا استغرابهم الشديد أكدوا أن دولة الإمارات لم تعمل على عدم الاستقرار فى منطقة الخليج، بل لم تسع إلا إلى دعم عناصر الاستقرار فيها، واتبعت سياسات واضحة من عدم التدخل فى شئون الغير، وما يرى الآن من تقارب سعودى إماراتى نحو بناء شراكة استراتيجية ليس إلا الدليل الدامغ على من يعمل فى الضوء ومن يعمل فى الظلام، ومحاولة الدبلوماسية القطرية خلق ملفات حول أشخاص أو منظمات كما تحاول الأدوات الإعلامية القطرية غير المباشرة، ما هو إلا هروب من مواجهة تبعات سياسة خارجية مغامرة أضرت بالجار والشقيق. ونقلت الخليج عن المراقبين قولهم، إن صحيفة "القدس العربى"، إحدى أدوات قطر الإعلامية غير المباشرة، فقدت ربانها السابق بعد أن صدر قرار قطرى بالاستحواذ عليها، وتأكد أن الربان الجديد هو الدكتور عزمى بشارة، الذى هو مهندس السياسة القطرية فى هذه المرحلة، حيث أصبحت تلك الصحيفة "رادار التجسس" أو "مجس النبض" للسياسة القطرية، وهى تستمر فى الغمز واللمز تجاه دولة الإمارات، بل وفى التعرض المباشر لدولة الإمارات، محاولة الترويج لما لم تستطع الدبلوماسية القطرية تحقيقه، وهو بيان أن دولة قطر ليست المسئولة الأساسية عن تنفيذ اتفاق الرياض، وأن دولة الإمارات مسئولة بالقدر نفسه عن المأزق الذى تعانى منه علاقات دول مجلس التعاون، والحقيقة غير ذلك، فقطر هى التى أسهمت، وبسياساتها على مدى عقدين، فى تقويض استقرار دول مجلس التعاون، والأدل على ذلك معلومة ولا يمكن لقطر أن تختلق أمثلة وحالات لتعطى الانطباع بأن هناك تساوياً فى المسئولية والضرر، وبهذا الخصوص فإن تحريضات القرضاوى واضحة، واحتضان الدوحة الرسمى له واضح، و"الخروج الجماعى للإخوان المسلمين من جحورهم إلى الدوحة واضح، والأمثلة تتوالى فصولاً، وهى مستمرة إلى اليوم بعد اجتماع وزراء خارجية "التعاون" الأخير . ومضى أحد المحللين إلى قوله بأنه فى هذه الفترة بالذات يبرز دور الدكتور عزمى بشارة، نظراً لخبرته الواسعة كعضو سابق فى الكنيست "الإسرائيلى" والعلاقات المتميزة السابقة مع الرئيس السورى بشار الأسد، وهذه العلاقات قد تؤهله فى مهمته لاستكشاف جسور جديدة تخرج قطر من عزلتها.
alshrkia
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
12,196