دراسة فيزيولوجية التغذية لدى النوع (Asplanchena priodonta )Monogononta rotifer
ضمن الشروط البيئية الطبيعية لبحيرة زرزر
المقدمة:
اهتم العديد من العلماء بدراسة الدورات؛ لأنها تشكل جزءاً هاماً من عوالق المياه العذبة والمالحة لحساسيتها تجاه تغيرات الوسط وإمكانية استخدامها ككائنات حية محددة للحالة الغذائية للبحيرات.
وقد استحوذ الجنس Asplanchna على اهتمام العديد من العلماء، فقد وصفه العالم Gosse ودرس العلماء DeBeauchamp,Remane, Gossler,Wulfert فيزيولوجية التغذية للجنس Asplanchna، كما أجريت دراسات عديدة لمعرفة الغذاء المفضل لديه على يد Erman,Gilbert, Ejsmontkarabin,Pourriot,Guiset ولم تقف الدراسات عند هشا الحد فحسب بل درس علماء ط التغذية على آخرون في الوقت نفسه أثر شروط التغذية على جماعات العوالق ومنها الدوارات وخاصة جنس Asplanchena ومنهم Stemberger . وأهتم آخرون بمعرفة الشروط البيئية المناسبة لها كدرجة الحرارة ودرجة الحموضة وأثرها في غزارة النوع وفي غذائه ونذكر منهم Herzig, Hartmut. E.G.S.Kitina-may. وكما أجريت عدة دراسات تناولت علاقات الافتراس وأثرها في مجتمعات الدوارات من قبل Snell,Hartmut Williamson, وأخيراً استخدم الجنس Asplanchena من قبل العالم Pejler كعامل محدد للحالة الغذائية للبحيرات.
إن الجنس Asplanchena معروف في عوالق تجمعات المياه العذبة كالبرك والبحيرات، ويوجد في المناطق المحيطية Pelagique ويتحمل تغيرات كبيرة في درجات الحرارة من (1-20)مْ أما درجة الحموضة فتتراوح بين (8.4-7.2) وهذا الجنس Asplanchna حيوان متنوع الغذاء Omnivorus فهو يتغذى على الطحالب وخاصة Dinophycees,Diatomophycees ووحيدات الخلية، والدوارات الأخرى صغيرة الحجم وكما يتغذى على بيوضها وخاصة على الأجناس التالية: Filinia, Brachionus calyciflorus, Polyarthra, Keratella cochelaris، وبعض القشريات الصغيرة مثل الـ Chydorus (Cladocera) وعلى النوبليوس.
ويحصل على غذائه بطريقتين الأولى عن طريق حركة الأهداب التي تسبب جريان النماء الحامل لجزيئتات الغذاء العالقة فيه نحو الفم وأثناء الجريان يتم تصفية الماء بوساطة الأهداب، حيث تمر الجزيئات ذات الحجم المناسب إلى الفم. والثانية عن طريق اصطدام الفريسة بالمنطقة الفموية وفي كلتا الحالتين فإن الشوكة الكلابية تنقلب للخارج 180ْ ويفتح الجهاز الماضغ ليأخذ الفريسة بعد ذلك يغلق ثم يبلع ثم يهضم الغذاء بينما يلقى الغذاء غير المرغوب به عن طريق حركة عكسية وهي تسمح أيضاً بطرد القواقع الفارغة من المعدة.
لذلك قمنا بدراسة الدوارات على مدار عام كامل في بحيرة زرزر وركزنا بشكل خاص على النوع A.priodonta على اعتباره كائناً حياً تمنوع الغذاء يقوم بالتصفية الطبيعية للعوالق، ومميزاً للبحيرات قليلة الغذاء Oligotrophique عندما يوجد على مدار السنة. علماً أن هذه الدراسة لم تجر ليحيرة زرزر سابقاً.
وقد هدفت هذه الدراسة إلى:
1- تحديد غذاء النوع A.priodonta ضمن الشروط البيئية الطبيعية للبحيرة.
2- دراسة علاقة النوع A.priodonta مع العوامل الإحيائية واللإحيائية ضمن الشروط البيئية الطبيعية للبحيرة.
3- دراسة التصفية للنوع A.priodonta وعلاقتها مع كتلة الجسم والتنفس والغزارة والكتلة الحيوية وتفسيرها فيزيولوجياً.
4- إبراز الأهمية البيئية للنوع A.priodonta.
مواد وطرائق الدراسة:
الموقع: تقع بحيرة زرزر في وادي القرن على ارتفاع 1200 م عن سطح البحر، وعلى بعد حوالي 45كم غرب مدينة دمشق قرب الحدود السورية اللبنانية.
النتائج والمناقشة"
لقد بينت الدراسة أن قيم دراجات حرارة مياه البحيرة تراوحت بين (4-32)مْ وقيم الحموضة (7.1-8) وتركيز NH4- (0.13-1.66) مغ/ليتر، وتركيز PO4-3 (0.0031-4.96) مغ/ليتر
. ويبين الجدول رقم (2) الغزارة الشهرية لأنواع العوالق الحيوانية السائدة على مدار عام كامل.
إن ظهور النوع A.priodonta في أواخر فصل الخريف وفصل الشتاء يفسر بوجود الأسماك المفترسة للدوارات Aphanius, Cyprinus carpio في فترة السبات الشتوي بسبب انخفاض درجة حرارة الماء إلى أقل من 8مْ وتوفر الشروط الإحيائية واللإحيائية المناسبة له في الوسط، ولذلك نلاحظ ازدهار النوع A.priodonta في الوسط وانخفاض غزارة أنواع الدوارات الأخرى لأنه حيوان مفترس لها ولبيوضها. وه>ا يحد من نموها وخاصة الأنواع التالية: K.tecta, C.unicornis, P.remata, P.dolichoptera لأن غذاؤه المفضل ويتغذى النوع A.priodonta على الطحالب أيضاً، ولذلك نلاحظ انخفاض غزارتها في الوسط.
وتأكيداً لذلك قمنا بفحص محتوى المعدة للنوع A.priodonta ووجدنا أنها تحتوي على الأنواع السابقة، كما لاحظنا وجود قواقع فارغة للنوع K.tecta في الوسط وهو دلل على أنه يتغذى عليها ثم يقوم بطرد القواقع الفارغة من جسمه بحركة عكسية.
ولا بد من الإشارة إلى التحولات الشكلية التي تبديها الفريسة لتفادي خطر المفترس، فالنوع P.remata تصبح ريشه طويلة، ويدعى عندئذ بالنوع P.dolichoptera بينما النوع K.tecta يظهر لقوقعته شوكة، ويدعى بالنوع K.cochelaris مع الأخذ بعين الاعتبار أثر درجة الحرارة على التحولات الشكلية للدوارات حيث تظهر هذه الأنواع في الوسط من جديد وتبلغ غزارتها العظمى عندما تتناقص غزارة النوع A.priodonta.
إن التصفية عند النوع A.priodonta التي بلغت قيمتها العظمى في كانون الثاني 2364 مكروليتر /الساعة قد ترافق مع ازدياد التنفس 687 مكرو ليتر / الساعة وازدياد كتلة الجسم 71 مكروغرام. ويفسر >لك بازدياد مساحة الجهاز الدوار للنوع A.priodonta إي ازدياد عدد أهداب الجهاز الدوار المسؤول عن وظيفة التصفية واقتناص الغ>اء وبالتالي ازدياد الطاقة اللازمة لحركة الأهداب الناتجة عن التفاعلات الحيوية التي تتم في الجسم، والتي لا بد لها من توفر الأكسجين ال>ي يتم الحصول عليه عن طريق التنفس.
إن وجود علاقة الارتباط الإيجابية القوية بين التصفية وغزارة النوع A.priodonta 0.999 وبين طول الحيوان والتصفية تفس لنا ازدياد التصفية في كانون الثاني 2364 مكروليتر/ الساعة بالنسبة لمتوسط طول الفرد 486 مكرومتر وقد بلغت النسبة المئوية للتصفية عند الدوارات التي يتغذى عليها النوع A.priodonta خلال الفترة الواقعة بين تشرين الثاني وكانون الثاني 26% وللنوع A.priodonta 74%. وه>ا يبرز لنا الأهمية البيئية للنوع A.priodonta عندما يكون مسيطراً في الوسط على اعتبار أنه يقوم بالتصفية الطبيعية للعوالق. وبالاعتماد على وجود ارتباط قوية بين طول جسم الحيوان وحجمه وبين حجم الحيوان وكتلته الحيوية، وقد استطعنا أن نستنتج وجود علاقة ايجابية قوية بين الكتلة الحيوية وبين التصفية ونلاحظ >لك من خلال التوافق بين مخطط الكتلة الحيوية للنوع A.priodonta ومخطط تصفيته للعوالق ويعود سبب ذلك إلى أن مقدار ما يحتاجه جسمه من العوالق يعادل 100% من وزن جسمه كما يبين الشكل 7 عدم تطابق المخططين في كل من كانون الأول وكانون الثاني لأنه عندما يصبح متوسط طول الفرد بين 463-486 مكرومتر تصبح التفاعلات الحيوية التي تتم في داخل جسمه والتي تؤمن الطاقة اللازمة لحركة الجهاز الدوار وللعمليات الحيوية الأخرى غير كافية لكليهم معاً وبالتالي تصبح حركة الأهداب غير مجدية في تصفية العوالق وتنخفض التصفية هنا.
ويمكننا تحديد العلاقة بين التصفية والكتلة الحيوية بالعلاقة التالية LnF=0.452+0.956LnB حيث أن F التصفية مكروليتر/فرد بالساعة، B الكتلة الحيوية مكروغرام/ليتر. أما العلاقة بين التصفية والغزارة فهي LnF=3.004+0.989LnA حيث A الغزارة فرد/ليتر.
وبالنتيجة: فإن النوع A.priodonta له أهمية بيئية كبيرة على اعتبار أنه كائن حي يقوم بالتصفية الطبيعية للعوالق وهو متنوع الغذاء ويوجد على مدار السنة في البحيرات قليلة الغذاء ويتحمل فروقاً كبيرة في درجات الحرارة من (1-20)مْ وينمو في أوساط يعد فيها الأزوت عاملاً محدداً لنمو مجتمعات الطحالب وودرجة حموضة 7.4-8 لذلك ننصح بأخذه بعين الاعتبار للاستفادة منه في تحديد وتحسين الشروط البيئية للبحيرات عن طريق تربيته واستزراعه والعمل على زيادة غزارته في البحيرات التي تتميز بالشروط البيئية السابقة وكذلك أنواع الدوارات الأخرى.
ساحة النقاش