اختلاف ثقافة المجتمع ونظرته التقليدية بالزواج من المرأة الاعلامية
غانم سرحان صاحي / واسط
اختلفت ثقافة المجتمع ونظرته التقليدية للمرأة بشكل عام ، وللمرأة الإعلامية بشكل خاص، فابرغم من الدور الكبير الذي تلعبه الإعلاميات العراقيات في الوقت الحاضر من ايصال المعلومة والبحث عن الحقيقة ، ومدى الخطورة التي تواجه البعض منهن في هذا المجال ، إلا أن نظرة المجتمع السلبية مازالت موجودة من قبل البعض بحق المرأة العاملة في المجال الإعلامي، ما يؤثر سلبا على مستقبلها فقد اصبح عملها عائقا من زواجها هذا بحسب راي البعض .. فقد اصبح بعض الشباب والعوائل لا يفضل الزواج من الاعلاميات لاعتقادهم أنها جل وقتها سيكون في عملها مما لا يتيح لها الوقت لتربية الأطفال والاهتمام بالزوج والبيت، وعمل المرأة صحافيا ودخولها الى قلب الاحداث الخطرة وهذا يعود بنا إلى النظرة المجتمعية لدور المرأة كربة بيت وقد تمارس بعض العائلات الضغط للدفع بالإعلامية لترك عملها أو تغييره لمجال أكثر تقليديا ..فقد قامت جريدة المستشار استطلاعا صحفيا بين المواطنين فدعونا نطلع على آرائهم : محمد رضا سميسم :موظف حكومي متزوج من اعلامية فيقول "ان المراة دخلت عالم الاعلام بعد التغير الذي حدث في العراق واتساع عالم الاعلام بجميع مجالاته المرئي والمسموع والمقروء وحيث ان هذا العمل لا يتحدد بوقت فان المراة التي تدخله ان تحسب حسابها جيدا فالرجل الذي يتقدم للزواج منها سوف يطلب منها ترك العمل لانه سوف يؤثر على التزاماتها كمرأة وربت بيت وام مستقبلا الا اذا اتفقت من رجل المتقدم للزواج منها على ذلك . وان اعتقد مهما تشرح المراة للرجل عن عملها ومتطلباته سوف فالحقيقة اكثر من ذلك . ويجب ان يعرف الرجل المتقدم للزواج من الاعلامية ان زوجته بحكم عملها تكون ذات علاقات واسعة . وكذلك عليه تحمل تاخرها او تقصيرها في اداء بعض الامور البيتيه والزوجية حيث لاوقت محدد ومعين . تحديد البعض من المراة التي تعمل في القنوات الاسلامية لايغير من الامر شيء فالعمل الاعلامي واحد الا اذا كان المقصود الالتزام الخلقي للمرأة فهذا مطلوب في اي عمل ليس بالعمل الاعلامي , اضافة الى ان هذا العمل يعطي للمراة ثقة بالنفس وقوة بالشخصية وسعة بالمعلومات فعلى الرجل المتقدم ان يعي هذه الامور عند التقدم للزواج من اعلامية " اما زهير الجبوري فيبين ان " والمرأة المحترمة لنفسها والحافظة لعفتها يمكن ان تؤدي جميع الوظائف ضمن الحدود الشرعية والاخلاقية المتعارف عليها والمرأة السيئة يمكن ان تبين اساءتها حتى داخل بيتها والامر يعود الى تصرفات والمرأة نفسها " ومن جهته يقول عماد المياحي " اذا كانت المراة تعمل داخل مؤسسة اعلامية دينية مع وجود الثقة فلا باس بها " الصحفية دعاء الطويرقي " هنالك امور عديدة تخضع اليها الزوجة الاعلامية ولكن اذا عرفت مالها وماعليها بذلك تتساوى الاعلامية بغيرها. لا اتوقع ان الاعلامية تتجاهل حياتها لأنها خطورة بحد ذاتها ولكن من ناحية اختلاطها بالرجال لابد لها من ادبيات للتعامل معهم وكما انها متزوجه تراعي هذا المعنى ولا اتوقع ان توجد اعلامية متزوجه وزوجها غير راضي بما تقدمه زوجته فالصحيح ان نسبه الاعلاميات المتزوجات نسبه ضيئله هذا مااراه". واما الاعلامي روان الناهي رئيس تحرير صحيفة الميناء sport ومدير المكتب الاعلامي لنادي الميناء الرياضي فيرى " ان الزواج شراكة حقيقية وصادقة، وعندما تشترك بمستقبلك الحياتي بفتاة من نفس المهنة ستجد ان للحياة طعم ألذ واجمل كونك لو تواجه صعوبة في ايصال مهمتك لشريكتك من جانب، وللاستفادة من متابعتها الميدانية وتخصصها المشابه لتخصصك من جانب اخر،... لذلك انا لا اره من الامور الصعبة بالنسبة لي كإعلامي وخصوصا اننا دائما نرى اطباء متزوجين من طبيبات ، البيئة التي يعمل بها الانسان لها اثر رئيسي في تعلق المرء بشريكة حياته جراء المعايشة والتواصل ، والامر الاهم ان الاعلامية ليست مهنة سيئة بل تخلق مرأة ذو شخصية قوية ستكون قادرة على صنع حياة اقل ما يقال عنها مميزة لاطفالها ، اما رأيي الخاص فانا من النوع الذي يفضل المرأة التي تفرض رأيها في المجتمع والحياة الزوجية ولا افضل الفتاة التي لا تعرف سوى كلمة نعم وصار وتدلل ، بشكل عام امر ايجابي ان يرتبط المرء بإعلامية لأنها ستضمن على الاقل عدم خسارة مهنتها كون شريكها سيكون قريبا منها داعما ومتفهما ". عبد الله العلوي فيقول" الامر لا يخلو من بعض المشاكل والعراقيل ويحتاج الى تقارب كبير وتفاهم متبادل فمهنة المتاعب هي من اصعب المهن فالمراة نافست اخيها الرجل وشاركته عمله والكثير من الاعلاميات تفوقن على بعض الاعلاميين .." واما الاعلامية هبه كاظمي فتقول " وهل كتب على الاعلامية ان لا تكون انسانة ..ومن حقها ان تعمل بالعمل الذي يتناسب معها ,فاكثر الاعلاميات غالبا ما يكونن اداريات بعيدا عن وسط زحمة الناس وفي الميدان ، وان حصل وقدر اليها ان تخدم وطنها .. اليس بحاجة الى ان صدر رجل يخفف عنها متاعب الحياة ، فالرجل الشرقي ما زال يخاف من المراة المثقفة بشكل عام وليس الامر متعلق بالاعلامية ..وكان الرجل لا يحب الا فتاة المنزل ليمارس عليها سلطة الرجل الاعلى .. " المونتير علي المنصوري" لابد وان يكون هنالك صدق التعامل فيما بينهما وتبادل الاراء والثقة .. اما الاستاذ عدنان حسين موظف " الزواج من الاعلامية بنظري غير جيد لان نظرة المجتمع لها نظرة سلبية مبنية على ان سمعة الاعلام غير جيدة ..مع الاعتذار للناس الطيبين لكن هذا الواقع " اما ام محمد موظفة :تخالفه الراي" الزواج نصف الدين وتكوين اسرة كاملة بكل نواحيها واتجاهاتها ..فالزواج هو اتفاق ورضا بين الطرفين قد يكون الارتباط بينهم يؤدي الى الابداع في العمل وابراز كل عوامل الفشل من الغيرة والشك ..وقد يخلق بينهم تنافس على العمل واظهار وحب الانا وهذا يؤدي الى فشل حياتهم الزوجية .اذن النتيجة هو الانفاق فيما بينهم والصراحة وحب العمل والتفاني من اجله" ندى العبدلي مدرسة "لمَ لا ..ما المانع من الزواج باعلامية او أي نوع من انواع الوظائف الاخرى ..المهم وجود الحب المتبادل والثقة العالية والتفاهم والانسجام وتقارب وجهات النظر ". ونختم استطلاعنا براي سارة ادم : فتقول " اهم شي وجود التفتهم بين الزوجين رغم وجود بعض السلبيات ولا يوجد شيء كامل لان الكمال لله وحده ، لكن تبقى بعض العوائق التي هي العادات والتقاليد للمنطقة والبيئة لكن بالتفاهم يستطع الفرد تجاوزها ". وها نحن بين هذا وذاك لا نقول الا ان المرأة العاملة في المجال الإعلام لها أدوارا متعددة فهي إعلامية، وأم، وزوجة، ولديها عائلتها الممتدة وعائلة زوجها، ولديها أصدقاء، وجيران ومعارف أيضا، إن قيام الإعلامية بكل هذه الأدوار حسب طاقتها وقدراتها الفردية هو أمر تعسفي بالتأكيد ويستنزف طاقاتها وإبداعاتها ويقلل من فرص تطورها وتقدمها لتطر نفسها للأفضل، فهي تقوم بعملها على أكمل وجه وفي أي وقت يتطلبه ذلك، وتقوم برعاية أطفالها وإعداد وجبات الطعام والتنظيف وكافة الأمور المنزلية، كما أن لديها اهتماما خاصة بزوجها عائلته وكذلك التزامات عائلة مهما تفهم المحيطون أعباءها إلا أنهم بالنهاية لن يعتادوا الأمر بل سيعتقدون أمرين إما أنها متكبرة ومتعجرفة تتنصل من الزيارات والالتزامات الاجتماعية، أو أنها لا تحترمهم كما ينبغي وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع ذلك- إلا أن ما نؤكد عليه أن الإعلامية تحتاج لبيئة متفهمة مساندة ومساعدة وتحديدا من قبل الزوج ، وغالبا فثقافة الأزواج هي امتداد للثقافة الذكورية بالمجتمع ويفتقدون للحس الجندي ولمقاسمة الأدوار إلا ما ندر فتصبح الإعلامية ممزقة ما بين مهام ومسؤوليات العمل ومهام ومسؤوليات أسرتها ومسؤولياتها الاجتماعية، ومن ثم يتقلص دورها الإبداعي والمجتمعي والثقافي والسياسي وهو ما نراه واقعا.
ساحة النقاش