منذ كنت طفلة أبلغ من العمر خمس سنوات وأنا أفرح بمجئ رمضان لأن أبى رحمه الله كان يشجعنى على الصوم ويعطينى آخر كل يوم مبلغ من المال وهكذا تعودت الصيام وكبرت وكبرت أحلامى بأن أسهر يوما فى القاهرة فى الحسين والسيدة وعلى كورنيش النيل فى ليالى الصيف الجميلة ، عاصرت حتى الان ثلاثين عاما أصوم رمضان وأحلم وعندما ههممت بتحقيق حلمى وانعم بليالى الصيف الميلة فى رمضان وجدت لى فتور كبير من زيارة القاهرة العامرة لا أدرى هل تغير رمضان أم تغيرت أنا سألت نفسى هذا السؤال مرات ووجدتنى أجاوب ، أنا لم أتغير ............... أنا غادة كما أنا وحلمى كما هو ، ورمضان لا يتأخر كما عهدناه والفوانيس تملا الشوارع والزينات لا تفارقها ، وألاغانى الرمضانية تصدح بطعم الصيام ، وحتى بائع الفول يستعد للسحور ، وبائع المخلل يفرش أمام المحل بألوانه الزاهية ، ومسلسلات رمضان تتوالى وتعلن عن نفسها وتشوق المتفرجين فى سباق القنوات المحموم ، اذن ما الأمر ونحن على أعتاب أن نودع هذا الشهر الكريم وحتى الأن لم افارق منزلى ولم أنزل القاهرة ولم أنعم بسهرة رمضانية ، الإجابة قلبى يعلمها ويكتمها إنه الون الأحمر الذى كسا رمضان وطغى على باق الالوان فعمى البصائر وغم الأرواح رمضان فى مصر تغير ولن يعود كما كان !
ساحة النقاش