غادة هيكل

جميع موضوعات غادة هيكل من مقال وقصة وقراءات هو ملك لغادة هيكل

حوار مع السيدة المصرية المتألقة، غادة هيكل
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، الثقافية، التي اقوم بها، منذ فترة بعيدة، مع مجموعة من السيدات العربيات، من المحيط الى الخليج، بهدف تسليط الضوء عليهن، والى إظهار رقيْهن ومدى تقدم المراة العربية وفكرها وقيمها ومبادئها، واحترامها للرجل وخصوصيته، وَأتناول في هذه اللقاءات أيضاً، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إضافة الى معرفة الدور والنشاطات الشخصية التي تقوم بها، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي والاجتماعي، وافكارها وهواياتها وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة ايضاً، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع سيدة مصرية راقية، تتمتَّع بالدقة والموضوعية والشفافية في حديثها، والثقافة والوعي الكبيرين والعميقين، وهي شخصية تتَّصف بالقوة وبالذكاء، والجرأة والصراحة، وتكتب الشعر الجمي الممتع، مع انها لا تعتبر نفسها شاعرة، كعادتي مع كل من احاورهن كان سؤالي الأول لها هو:
@ من هي السيدة غادة هيكل؟؟؟
# غادة هيكل، مصرية من محافظة القليوبية، تحمل شهادة ليسانس آداب/ قسم تاريخ، من جامعة الأزهر، امين مساعد، للقصة، فى شعبة المبدعين العرب، وعضو مؤسس، لجمعية مبدعي الغد، وعضو مؤسس فى الاتحاد الدولي لعلوم الحضارة الاسلامية، التابع لجمعية شمس النيل، لعلوم الأهرام، زوجة وام لبنت وثلاث اولاد، حاليا أُحضر لنيل شهادة الماجستير بكلية التربية، جامعة الأزهر.
@ ما هي هوايات السيدة غادة؟؟؟
# اهتم جداً بقراءة التاريخ، ليس فقط لأنه دراستي، ولكن، من خلاله أقرأ الأحداث على الساحة، إلى جانب اهتمامى بالقصة، قراءةً وكتابةً، أهوى السفر والرحلات، حسب ما يتوافق مع الظروف، وأحب الشعر، وأكتبه، على سبيل الهواية. وقالت، هذه قصيدة من قصائدي: وهي بعنوان: (دوائر)، ارجو ان تنال اعجابك:
يا امرأة تتقن تصغير الدوائر، فى نقطة صغيرة، حتى تصيب الهدف، لا تتبعين الظن،فهو إثم، كل شئ لديك يقين، لا أضغاث أحلام، ترَّتبينى فى كتابك، تقرأينى متى شئت، تنثرين حبرك، الفاتن على أرصفتي، كمقهى يُعيد مراسيم افتتاحه، فيرَّتب الكراسي، والنداء على الزبائن، تكسرين العزلة، وسط المدينة، ترفضين الاقصاء والتهميش، امرأة تُتقن فن التلوين.
@ ما هي القيم والأفكار والمباديء التي تؤمني بها؟؟؟
@ انا سيدة مصرية صميمة، بمعنى، تربَّيتُ فى القرية المصرية، التى تهتم بالبساطة، فى كل شيء، ولكنها لا تهتم بالمرأة بالقدر الكافي، لذلك، كان كل اهتمامي بهذه المرأة المصرية التى لا يراها الآخرون، ولا يهتمون بها، وبقيمتها الانسانية فى المجتمع المصري، أؤمن بقضية المرأة، ليس من وجهة مساواتها بالرجل، ولكن من حيث توفير الأحترام اللازم لها فى مجتمعها عامة، وفى بيتها، والعودة بها إلى جعلها سيدة المجتمع، وليس عرضها بشكل مبتذل فى الإعلام، أؤمن بحريتى كأنثى فى اتخاذ قرارى بعيداً عن سطوة الرجل، الذى لا يعلم أحياناً ما أهمية هذا القرار لي، أؤمن بالعدالة الاجتماعية، للأنثى ليس فقط فى ألأوراق، ولكن فى سياق المجتمع ككل.
@ هل ممكن ان نقول، ان شخصية السيدة غادة قوية الشخصية، وجريئة، وصريحة ومتفائلة؟؟؟
# أحياناً اكون قوية، أوقات كثيرة، تضعف ارادتي أمام رغبات الآخرين، من أفضِّلهم عليَّ كثيراً، خاصة من أهتم لهم، صريحة إلى حد ما، بحيث لا تؤذي صراحتي الغير بشكل فج، جرأتي لها حدود، كأي فتاة مصرية، أو أم عربية، قد أقف عند حدود معينة، أتفاءل كثيراً، ولكن عندما أصاب بالإحباط، أغلق نفسي على نفسي، حتى اعود إلى تفاؤلي مرة أخرى.
@ انا قناعاتي انه وراء كل عذاب وتخلف امراة رجل، ماذا تقول السيدة غادة، بهذا المجال؟؟؟
# كما يقولون، وراء كل رجل عظيم أمراة، تفهمه، وتؤازره، وتقف خلفه، فوراء كل ألم يصيب المرأة، ويعرقل حياتها، رجل، لا يفهم روح المرأة، ولا يساندها، وهذا يضطرها إلى: اما أن تحارب وتخسر الكثير، واما ان تخضع وتفقد هويتها، وتعود إلى التخَّلف مرة أخرى، نعم، صَدقتْ مقولتك. قالت وهذه قصيدة اخرى من بعض قصائدي: 
عالمنا المجنون، يبحث عن الخلاص، عن لحظة عشق عاقل، فهل تتوحَّد معي، ايها الفينق حتى أحترق معك، وأولد من جديد، فتمتزج روحي بك، وتتعانق اضلعي، بأجنحتك المستولدة من ذرات رمادك، فأحلق معك نحو الحرية.
@ هل تؤمن السيدة غادة، بحرية واستقلال المرأة، اجتماعياً واقتصادياً؟؟؟؟
كيف اؤمن بما لا يتوافر لدي يا سيدي، وما لا يؤمن به مجتمعي، وعلى كل، فمن حق المرأة التي كفله لها الاسلام، أن يكون لها ذمتها المالية، ولكن بيدها تذوب فى حياتها، وتتخلَّى عنها بكل بساطة، ولكن استقلالها اجتماعياً، فهذا حق لا يُتاح لها، مادامت جنسيتها عربية.
@ الوقت طبعاً لدينا ليلاً، والجو عاصف لديَّ جداً، هل لك، ان تصفي ليلتك؟؟؟
# ليلتي، ليلةٌ باردة، شقوقها تتَّسع، كلما مرَّتْ فيها الدقائق، فما بالكَ بالساعات، صفير الريح، يتلو ترانيم الصقيع، والقلب يزداد فى الانكماش، فمساحته، لا تَحتمل كل هذا الألم، الناتج من شقوق الأرض الباردة، واضلعه، ليستْ مهيئة، لتكون جُدران عاتيةٌ، تصُّدُ هذا المد، من الموج، وغرفة عارية من القسوة، حتى يُحتمل ذبول تلك الوردة، هناك فى زاوية العمر.
@ ما هو رأيك سيدتي بالحب؟؟ والصداقة والحب والزواج عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟؟؟
# هو مجتمع افتراضي، كيف اوافق على الحب، لا تلمسه يديَّ، فما بالك بالزواج، ولكن قد يحدث قليلاً، ان تتوافق الأرواح، وبضوابط معينة، قد يكون حب، او زواج ناجح، فلا مانع، إن توافرت فيه شروط الأمانة بين الطرفين.
@ هل تحبي سيدتي ان تميل اسئلتي الى المواضيع السياسية، أَكثر من الاجتماعية او العكس، وكذلك المواضيع الأدبية؟؟؟
# الأنثى بطبعها، تميل إلى المواضيع الاجتماعية، فهو موروث طبيعي لديها من أيام الفراعنة، فهي أم وزوجة ومرضعة وسيدة البيت، فهي اجتماعية بالدرجة الاولى، ولكن، لا ضير ان يكون لها دور فى الحياة السياسية، بما لا يخالف كونها أنثى، فما نراه فى الاعلام اليوم، من دخول المراة فى السياسة بشكل قوي، قد يفقدها كثيراً مما تحارب من أجله، ولكن فى المجال الادبي، فهي سيدة الكلمة الأولى فيما يخص المرأة.
@ هل تؤمني بالديموقراطية، وحرية التعبير، والرأي والرأي الآخر، والتعددية السياسية؟؟؟
حرية التعبير فى حدود الأدب، الديمقراطية كلمة مطاَّطة، يستخدمها أولي الأمر، لقضاء حاجاتهم السياسية، التعددية الحزبية مطلوبة، ولكن لابد وان تكون فاعلة، وليس مجَّردْ ورقات ومستندات، الرأي الآخر أحترمه، إذا قدم لي احترامه لشخصي ورايي.
@ هل تعتقد السيدة غادة، ان الشبكة العنكبوتية نعمة ام نقمة؟؟؟
# هى نعمة لى أنا شخصياً، ونقمة، لمن يقللَّون من قوتها فى التأثير على الرأى العام.
@ ما عي علاقة السيدة غادة بالكتابة، وما هو مضمون كتاباتها بشكل عام، ولمن تكتب، وما هي الرسالة التي تود ايصالها للقاريء؟؟؟
# اكتب كل لحظة، فى حياتي، توقظني فكرة من النوم، او كلمة، او حتى عبارة، أريد أن أدونها، كتاباتى تدور حول كل شيء، يدور فى مجتمعي، وخاصة المرأة وعلاقتها بالرجل، والغوص فى الشخصية من الناحية النفسية، وأحياناً تمتزج كتاباتي بالتاريخ، رسالتي هى النفس البشرية بشكل عام، والمرأة بشكل خاص، كيف تفكر، متى تحب، لماذا تكره، خلوتها مع نفسها، ماذا يدور فيها، أهمية الرجل فى حياتها، دورها فى المجتمع ،أتمنى أن يراني الناس، كما أنا، وليس كما يتمَّنون أن يروني الناس، بعقلي وقلبي، وليس بجسدي فقط،
@ ما هو رأيك سيدتي، بثقافة المرأة المصرية، وهل انت راضية عنها؟؟؟
المرأة التى حرموها من حق الحياة، وحق التعليم، كيف ستكون ثقافتها!!! لمْ ولنْ ارضى عن ثقافة المرأة التي أحتكرها المجتمع، ما بين المطبخ والانجاب، وارضاء الرجل، لابد من تركها لتفَّتُح آفاق المعرفة المختلفة، والتي تجيد الخوض فيها، إن سمحوا لها بذلك.
@ ما هو رأيك بثقافة الرجل المصري، ونظرته وتعامله مع المرأة المصرية، وهل انت راضية عنها كما يجب؟؟؟
# آه ثم آه، لماذا تأتي على الجرح الغائر، فى نفس كل أنثى، يا سيدي الفاضل؟؟!! الرجل أناني بطبعه، لا يرى فى المراة سوى ما تراه عيونه، وعلى هذا الأساس، يتعامل معها حسب رغبته، ولكن القلة القليلة، هي التي ترى فيها الانسان، وتعاملها على هذا الشكل، ونحن نخشى ان يعود بنا الزمن مرة أُخرى لعصر (سي السيد) الذي بدأتْ بوادره بعد الثورة، ولكن باشكال مختلفة، الرجل المصري هو تشكيل الجدود، الذين تربَّتْ المرأة فى بيوتهم على السمع والطاعة، فمن سيغيره التعامل معها كشريك، ولكن هذا ما نرجوه، لن أرضى قريباً عن الرجل المصري، فما زلتُ اخشاه.
@ هل لك سيدتي مؤلفات وكتب ودواوين مطبوعة او منشورة؟؟؟
# حاليا، تحت الطبع، مجموعتي القصصية الأولى (خانة النساء)، ينشر لى فى العديد من الصحف الالكترونية والورقية، مثل مجلة أدب ونقد، والأدب العربى وغيرها، أعد مجموعة قصصية جديدة، للطبع بعنوان: (أمراة تفكر). وقالت هذه ايضاً، قصيدة من قصائدي المنشورة:
أغازل أشياءك، كى تحدثني عنك، فما بين غيابك، وحضورك زمن، فأنا أغارُ منها، فهي اقرب لك، تملك عطرك، وتراود نفسك، فتطبع بصماتك عليها، قُبلة تشتاقني، على رصيف بساطه جاف، وزرع ينبت، بين شقوق الأرض الموات، فينطلق صافرة إنذار لحياة، تعبث بي، تراود فيك اشيائي.
@ بصفتك سيدتي تدَّرسي التاريخ: عندما أقرأ عن حرب اكتوبر مثلاً من المنظور المصري، سأفهم ان المصريين، هم من انتصر في هذه الحرب، وعندما اقرأ عنها من المنظور الاسرائيلي، سيقولوا هم من انتصروا في الحرب، وهذا يجعل القاريء على الأقل، الغير عربي في قلق، من يصدق من، فكيف يمكنك تفسير مثل هذا الموقف لشخص اجنبي؟؟؟
# بايْ مقياس نعلن ألانتصار، ونجمع الغنائم، وعلى أيْ مقياس ننحني للهزيمة، ونعلن الانسحاب، هذا هو السؤال؟؟؟ فكل من مصر واسرائيل خرجا من الحرب خاسر بكل المقاييس الدولية، والعرفية، والمحلية، والدليل على ذلك، أننا لا نتعامل كدولتين، حتى اليوم، فهل أَي منا انتصر؟؟؟ وأي منا هُزم؟؟؟ الحرب ليس فيها سوى خاسر.
@ حقيقة سؤالي هو كان بشكل عام، عن التاريخ، بمعنى كل جهة تسجِّل التاريخ من منظورها، فكيف لي كمواطن عادي، ان افهم التاريخ، وحقيقته، اذا لم يكتبه شخص حيادي، هذا هو حقيقة سؤالي سيدتي؟؟؟؟
# التاريخ يكتبه السياسيون فى الوقت الحالي، حرب اكتوبر بالذات، ليست بالبعيدة جداً، وكل يوم تظهر بعض الوثائق والأحاديث، التى تبين لنا كذب وافتراء البعض فى الكتابة، لذلك لا يمكن لنا قراءة التاريخ بشكل صحيح، إلا بعد مرور فترة من الزمن على الحدث، حتى نستوثق جيداً من الشهادات التى يسجلها من عاشوا الحدث، نحن نفهم التاريخ، بِعمَل العقل فى الروايات والبحث عنها، وتوثيقها، لا ما يقال على شاشات الاعلام، هنا وهناك.
@ هل ممكن للسيدة غادة، ان توضح لنا ماذا يحدث في مصر الآن؟؟؟ ولماذا المظاهرات، ما زالت تحدث؟؟؟ 
# ما يحدث فى مصر، هو رد فعل طبيعى جداً، لكبتْ استمَّر سنين طوال، وأرى انها افراز لكل المشاعر المتخَّبطة، والرؤى الغير واضحة، واستمرار الكذب على الناس، لم نتعَّلم بعد فن الحوار، وتقبُّل الخسارة السياسية، وسوف تستمر المظاهرات، لأن الناس، لديها قناعة، انه لو هدأتْ، سيعود النظام السابق، وبشكل اسوأْ، فلن تهدأ الامور حتى يطمئن الناس، من داخلهم على حياتهم، وعلى رغيف الخبز، او تتحوَّل إلى إراقة للدماء، بشكل فعلي، وحرب جياع، عندها نتَّحد معاً، ونترك الحرب الكلامية، والمظاهرات وغيرها.
@ قلت لها وماذا عن ليلة راس السنة الجديدة 2013م؟؟؟
# قالتْ: إسمع لأقول لك، ماذا حدث معي: فقد ذهبتُ إلى بائعة الفاكهة، فراودَتني عن الليلة، وقالت لي: هى رأس السنة، فلتكنْ كالفاكهة، بعض من الفراولة، مثل شفاهك، طبيعية اللون، كورد الحبيب الأحمر، وقطع من الموز، مُتجاورات، لتشيع الغيرة فى قلب من تهوين، وأضيفي عليهم بعض من الكرز الدائري، كنهدين يُراوغان، ولتكن بصمتك، على جبين التفاح، قُبلةً وقضمةً بلا هوادة،. ثم أضيفي بعض خَمركْ، عسل مُصفَّى، يذيبُ رقصتك النشوانة، واطلقي العنان، وزيدي، ولا تخجلي، فالليلة لك، وغداً لا تعلمي. ودفَّعتني، ثمن كيلوات زيادة .

انتــــــهى الحــــــــــوار

ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2013 بواسطة ghadahekal

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

24,858