( الظلم ظلمات يوم القيامة ) هكذا نعرف الظلم ولكن هل إذا ما أبتلينا به نترك حياتنا تتحول إلى ظلام حالك السواد فلانرى غير الأسود وتضيع من أعيننا الألوان فلولا إتساع الأمل لضاقت الحياة فالأمل فى غد مشرق هو مايجعلنا نصبر على الليل الطويل ، والأمل هو الوادى الفسيح الذى نهرب إليه من ضيق الحياة ، فإذا ماتبدد الظلم وتحول الأمل إلى واقع ملموس أبصرنا النور ورشفنا شهد الحرية لنستمتع بحلو المذاق فمن يخرج من الظلام إلى ضوء الشمس الباهر لايرى فجأة ومن يبتلع الشهد جرعة واحدة لايشعر بحلاوتة .
هكذا نحن خرجنا من سجن الديكتاتورية حالك الظلام الذى تجرعنا فيه مرارة الظلم والأسر والعبودية رغم أننا أحرار و نريد أن نرى نور الحرية الباهر مرة واحدة فلاتستطيع أعيننا ولاتقدر فنصب جام غضبنا على كل من يحيط بنا ، وندفع بالحرية دفعاً لحلوقنا فلا نشعر بحلاوتها فنلعن كل من حولنا وعليه فقد كذب من قال أن الحرية لاتؤخذ على جرعات ولكن تؤخذ جرعة واحدة .
الحرية مسئولية وليست فوضوية أو عبثية فالنظام هو الأساس الذى قامت عليه الحياة فالفجر يأتى مقدمة للصباح فلما نتعجل النور الباهر وقد لاح فى الأفق ثغر الفجر الباسم أتفهم أن الجوعان يريد أن يلتهم المائدة وماعليها ولكن رفقاً بنفسه فلن يستطيع .
علينا أن نصبر وأقول نصبر وهذا لايعنى التراجع عن تحقيق الأهداف ولكن نريد أن تتكشف أمامنا كل الحقائق كى نحكم بالعدل وبالقسطاس فلانخون بعضنا ولايجور بعضنا على حق بعض ولانحجر على الأراء ولا نرهب من لاينفذ مطالبنا بالزائير وبالجمع وبالتكثير ، كيف نفهم وأصواتنا تتعالى وتضيع معه كل الأصوات أدراج الرياح الحق منها والباطل ، يجب علينا أن نلتقط الأنفاس حتى نفكر ملياً فى المستقبل ففى العجلة ندامة ونحن نريد لمصرنا السلامة .
كما يجب علينا أن نعود لحضارتنا والحضارة بناء للإنسان قبل أن تكون تعلية للبنيان ، فلنرقى بأنفسنا عن كل مايشوه صورة الأنسان ولنعلو فوق الكراهية فالعدل هو الإنصاف فلنقدم حسنى مبارك وأبنائة وكل أتباع النظام إلى ساحة العدل إلى القضاء ولكن يجب أن لاننزلق وراء شهوة الأنتقام ونظهر الشماتة ونتشفى فيجب أن لاتكون هذه طبيعتنا فنحن شعب نراة يبكى تأثراً بأقل الكلمات ، ونراة غليظ القلب أحياناً لا يلين للتوسلات .
فأى منهما طبيعتنا .. نحن لانريدهما بل نريد إنسان متوازن الحق والعدل والحرية المسئولة مطلبه والرحمة شيمته والحضارة صنعتة .
ساحة النقاش