البيـرو قراطية :-
ليس ثمة مشكلة في الإدارة العامة أثارت جدلاً مثل البيروقراطية بين العلماء قديماً وحديثاً ...فقد تانولها علماء وفقها علم الإدارة العامة ، والعلوم السياسية ، وعلم الإجتماع ، والدراسات السلوكية . وبكل أصناف وفروع تلك وهذه .
تتمثل تعقيدات مشكلة البيروقراطية في الظاهرة نفسها ، من حيث نشأتها وطبيعتها وخصائصها ومظاهرها .
كما أن مازاد من تعقيدها هو مفهوم البيروقراطية الذي أستخدم بمضامين متعددة ومختلفة ومتعارضة أحيناً كثيرة.
على الرغم من أن البيروقراطية من حيث نشأتها وتطورها التاريخي،إرتبطت أساساً بالخدمة المدنية ، إلا أنها تتصل إتصالاً وثيقاً بالبنية الإجتماعية للدولة ، ونظامها السياسي ، وبعوامل التنمية الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، وبمختلف أوجه التحول والتغير في المجتمعات الحديثة .
ولعل من المفيد في هذه المذكرات أن نتناول مشكلة البيروقراطية من حيث مفهومها واهم الأراء التي طرحت في تحديد مضمونها ومظاهرها .
مفهوم البيروقراطية :-
المعني اللغوي: ينطلق من الترجمة اللاتينية للكلمة
Bureaucracy والتي تتكون من شقين وهما Bureau وتعني مكتب ، وكلمة Cracy وتعني حكم أو سلطة .
والكلمتان معاً يكونان معنىالبيروقراطية ينصرف للإدارة السلطوية للمكتب ، أي تسلط المكتب وبعبارة أخرى أسلوب ممارسة عمل المكتب كتنظيم ، وإتسام هذا التنظيم بطابع سلطوي .(1)
من عيوب البيروقراطية :1. التفرد بإتخاذ القرار لدى طرف واحد عادة مايكون الإدارة العليا ، وشخص واحد وهو هرم السلطة في هذه الإدارة.
2. تنفيذ سياسات الإدارة العليا البيروقراطية دون فهمها بشكل كامل أو تفسيرها لدى الإدارات التنفيذية الوسطى والدنيا ، مما ينعكس سلباً على شكل التنفيذ ومستواه وسرعة إنجازه .
3. خلق حالة بعدم الرضا العام لدى الإدارتين الوسطى والدنيا من قرارات السلطة المكتبية ، حيث انها دائماً وبطبيعة الحال لا تراعى فيها سوى مصالح الجهة المشرعة العليا .
والتي ترى بنظرة ضيقة للأمور من ( برجها العالي) إن صح التعبير لواقع الحال وإفتراضات هذا الواقع .
4. خلق مسئوليات محدودة لكل إدارة دون الأخذ بمفهوم المشورة والشورى الإدارية والسياسية .
5. ضعف وصول هذه القرارات من الإدارة العليا للإدارات التنفيذية ، مما يترتب عنه بطء سير العمل التنفيذي .
6. الرجوع في كل كبيرة وصغيرة للمكتب الأعلى التشريعي
دون صلاحيات سريعة قد تحتاجها الإدارة التنفيذية .
ومن جانب أخر فإن للبيروقراطية مناح إيجابية شتى ومنها:-
1. فصل السلطات وتحديد مهامها، وبالتالي محاسبتها .
2. تحديد الإختصاصات ومستوى إتخاذ القرارات .
3. التنظيم الدقيق وسهولة المتابعة والمراجعة .
إن البيروقراطية تنعكس وفقاً لما تقدم بمفهوم ( التسلط المكتبي ) بأنها تخلق جواً عسكرياً في مناخ الحياة المدنية بمختلف أشكالها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية .
إن الجيش أو المؤسسة العسكرية هي البيئة الأكثر نجاحا عند إستخدام هذا النوع من الإدارة ، حيث أن رسم السياسات يعتمد دائما على أطراف تقرر وأخرى تنفذ ولتكون مناح المشورة محدودة جداً في بعض الأشخاض وغالبا تكون معدومة تماماً .(2)



ساحة النقاش