يروي لنا القرآن أن ثَمُوْداً كذبوا واستهتروا بالنذر التي أرسلها الله إليهم مثل عاد فلاقوا نفس المصير، وقد ظهرت إلى الضوء اليوم بفضل الأبحاث والدراسات التاريخية والجيولوجية أشياءُ لم تكن معروفة قبل
أرسل الله صالحاً(عليه السلام) إلى ثمود
وصالح هو فرد من أفراد القوم، إلا أن قومه لم يكونوا يتوقعون أن يأتيهم بدين الحق، لذلك فقد فوجئوا عندما سمعوا دعوته وأنه هجر ما كانوا عليه من الانحراف والضلال، كان أول ما جابهوه به أن قذفوه وشتموه:
القليل من القوم استجابوا لصالح، إلا أن غالبية القوم لم يقبلوا دعوته، وكان أشدَّهم عداوةً عِلْيَةُ القومِ وزعماؤهم، غضبوا من صالح لأنه دعاهم لعبادة الله، فكذَّبوه وحاولوا أن يضطهدوا الذين آمنوا معه ويعذبوهم، ولم تكن ثمودً أوَّلَ من يفعل ذلك، فهم يكررون الخطأ الذي وقع فيه كلٌّ من قوم نوح وعاد الذين عاشوا قبلهم
وبالرغم من تحذير صالح لقومه، ظل القوم يشككون برسالته، ولم يؤمن بما جاء به إلا نفر قليل منهم، وهؤلاء هم الذين أنقذهم الله مع صالح من الهلاك الذي حل بالقوم المكذبين, واستمر زعماء القوم على اضطهادهم لهذه الفرقة المؤمنة, وأصرَّ القوم على عنادهم
وتشكيكهم بنبوة صالح(عليه السلام)، علاوة على ذلك كانت هناك مجموعة منهم أنكرت صالحاً(عليه السلام) وكفرت بما جاء به جهاراً وبوقاحة، هؤلاء هم الذين ائتمروا بقتل صالح عليه السلام. وجاءهم صالح(عليه السلام) بآية الناقة ليرى هل يغير ذلك من نظرتهم
فيتبعونه أم لا ؟ طلب من قومه أن يشاركوا ناقته بمائهم، وأن لا يتعرضوا لها بالأذى، فما كان من قومه إلا أن قتلوا الناقة أحبط الله مخططات القوم الكافرين وخدعتهم، وأنقذ صالحاً من بين يدي من أرادوا به سوءاً بعد أن استنفذ صالح(عليه السلام) جميع الوسائل
والطرق في تبليغ الرسالة، وبقي قومه على إعراضهم وعدم رغبتهم في الاستجابة له، أخبرهم بما سيصيبهم من هلاك خلال ثلاثة أيام: وبعد ثلاثة أيام وقع العذاب على القوم وهلكت ثمود.
قال الله تعالى( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِم جَاثِمِيْنَ* كَأَنْ لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُم أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ)
بقلم المفكر التركي الكبير هارون يحيي