لا تسود الشيوعية في البلدان الشيوعية فقط. وإنما أيضا في البلدان التي تمتلك عناوين إسلامية بل حتى في تلك الدول التي لديها اسم مثل الجمهورية الإسلامية. عندما ننظر إلى الصراعات التي نشأت في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت اسم الربيع العربي بالامكان تمييز هذا الوضع بسهولة.
على سبيل المثال في إيران هناك مجموعة من الممثلين الرئيسيين للكتلة الشيوعية و التي تتخفى بالإدارة الإسلامية لكنها تبقى عقلية ماركسية شيوعية تسود تحت الغطاء. كما نتذكر قدوم الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الوجود بالثورة.
وقد تحققت هذه الثورة بالتعاون مع وتوده و هو الحزب الشيوعي في ايران. وكان الغرض من إنشائه هو تقبل مفهوم الشيوعية.
فالإدارة الايرانية في الحقيقة ليست اسلامية بل جوهرها قائم على النظام الشيوعي وهي تقوم بإخفاء نفسها على أنها دولة دينية.فما يسود حاليا في سوريا هو صراع بين الشيوعيين والمسلمين. كانت سوريا تحت حكم الشيوعية الماركسية منذ عهد حافظ الأسد. و من هذا الجانب، فسوريا هي واحدة من كبار ممثلي الاشتراكية العربية.
كما نتذكر أن حافظ الأسد كان يتمتع بعلاقات حميمة جدا مع الاتحاد السوفياتي السابق ومنع جميع وجهات النظر إلا الإيديولوجية الشيوعية التي تبناها حزب البعث العربي الاشتراكي. حاصر جميع الحركات الإسلامية وألقى القبض على الزعماء الإسلاميين واستشهدمنهم الكثير جدا، ومر المسلمون بوقت كثر فيهم العنف والقهر والتعذيب.
في عام 1982، ارتكبت حافظ الاسد وشقيقه رفعت الأسد مذبحة هائلة في مدن حماة و حمص، شهدت مقتل حوالي أربعين ألف مسلم. اليوم سوريا بشار الأسد ابن حافظ الأسد مازال يواصل المجازر كل يوم في سوريا مما يثبت ببساطة أن الأيديولوجية الاشتراكية الشيوعية مازالت سائدة في البلاد ولم تتغير ابدا.
القضاءعلى هذا الفكر مرة أخرى ممكن عن طريق التعليم، بحملة جهد فكرية قوية جدا. ما ا يتعين إنجازه هو الكشف عن بطلان الدارونية، والذي هو أساس الشيوعية، عن طريق الأدلة العلمية تثبت الحقائق الوهمية التي رفعتها عقلية الشيوعى على أساس علمي مزيف. حالما يتم القضاء على هذه العقيدة الخرافية من عقولهم، فان العنف، والمذابح، والكراهية، والصراعات سوف تفقد أيضا أساس المذهبية وسوف تتلاشى الكتلة الشيوعية في التاريخ، والناس سيتعلمون
تجربة الحب في حياتهم.
بقلم المفكر التركي هارون يحيي