رحم الله أبي فقد تعجب أصدقائي من حرارة بكائي يوم وفاته على أساس أنه توفى عن عمر يقترب من التسعين، وكنت أبكي وكأن المتوفي شاب في العشرينيات، ولما لاحظت تعجب أصدقائي فقلت لهم أنا أبكي على الحياء! فقد كان رحمه الله كتلة من الحياء تمشي على الأرض. في إحدى المرات ذهب أبي إلى الحقل فشاهد رجل يعرفه يسرق ثمرات الطماطم من أرضنا وكانت الأرض اللي جنب أرضنا مزروعة قطن، فسارع أبي وأخفى نفسه في شجيرات القطن حتى انتهى الرجل من سرقته وانصرف!!!!.ياااااااااااااااااااه كل هذا الحياء يدفن في التراب. كان أبي يجلس على الأرض ويركن ظهره على الحائط ويمد رجليه وهو جالس فإذا دخلت أنا أو أي من إخوتي يسارع ويلم رجليه وكأنه إبني وليس أبي!!!!! وكنت أنظر من بعيد دون أن يراني فإن رأيته جالس هذه الجلسة أعود ولا أدخل عليه!!!!! كان رحمه الله إذا أراد الذهاب إلى البندر أو أي مشوار يتلفت حوله حتى لا يراه أحد منا نجن الثلاثة فيوصله بسيارته! وكأن لسان حاله يقول "لا قيمة لسياراتكم ولا للدنيا كلها عندي" إن كان هناك شيئ أفتخر به في حياتي أنا وإخوتي فهو أننا ورثنا عنه بعضاً من هذا الحياء
نشرت فى 9 أكتوبر 2014
بواسطة gaberbresha
رحم الله اباك استاذنا الفاضل وجعلك خير خلف له ورصدك فى صحائف اعماله وجمعك به فى جنات النعيم
Prof. Gaber Breisha
بسم الله الرحمن الرحيم: أعدكم جميعاً أن أعمل جاهداً ليكون هذا الموقع مفيداً لكل من يريد أن يستمتع بالمعرفة، وأتمنى أن يشعرني هذا العمل أنني أديت دوري في الحياه، وأنني جدير أن أكون ضمن الذين كلفهم الله بعمارة الأرض وأقرر أنني لا أبتغي من وراء ذلك شيئ سوى أن يكون »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
613,136
ساحة النقاش