الحمد لله بلغت السن القانونية وانهيت عملي كنائب رئيس جامعة المنيا للدراسات العليا والبحوث. في هذه الفترة اكتشفت ما لم أكن أتصوره على الإطلاق: على سبيل المثال (والله على سبيل المثال) رسائل ماجستير منقولة حرفيا وبالكامل من رسائل أخرى!!!،أبحاث علمية لأعظم علماء العالم في جامعات بنسلفانيا وكورنيل منشورة في دوريات عالمية تم مسح اسم من قام بعملها ووضع اسماء بديلة وتم تصويرها (تصويرها وليس حتى نقلها) ونشرها في دوريات ومؤتمرات محلية!!!!!!، فيديوهات وسيديهات لأعضاء هيئة تدريس في أوضاع مزرية وشذوذ جنسي فظيع،!!!!!، تطاول معيدين ومدرسين مساعدين على أساتذتهم إلى حد الإهانة !!!!!، تطاول أعضاء هيئة تدريس بعضهم على بعض إلى حد التشابك بالأيدي أمام بعض الطلبة!!!!، هذا على سبيل المثال. وأي واحد عنده حمية وغيرة على ها البلد سوف يتبادر إلى ذهنه سؤال يوجهه إلي وهو وماذا فعلت حيال ذلك يا نائب الدراسات العليا، وأقول إنني بحمد الله وتوفيقه فعلت مجلس التأديب تفعيلاً قوياً واستطاع المجلس برئاستي أن يتخذ قرارات قوية تراوحت ما بين الجزاءات المالية إلى الفصل من الجامعة، نعم الفصل من الجامعة والبعض فضل أن يستقيل عندما علم أن إدارة الجامعة علمت بما يفعله. وهناك حالات كنت أقوم بحلها وديا وعقد جلسات صلح على طريقة القعدة العرفية خاصة وأن لي خبرة في هذه الجلسات ولكن............
لم يكن ذلك سهلاً أبداً ولقد عانيت معاناة شديدة من أجل تحقيق ذلك وتعرضت لضغوط لا يعلمها إلا الله بل وتعرضت لابتزاز من بعض من يسمون أنسفهم صحفيين، أو بعض من يطلقون على أنفسهم أعضاء في لجان معرفش إيه....
على الجانب الآخر قمنا بتكريم وتبجيل واحترام من يستحق من المجتهدين من أبناء الجامعة
ما أريد أن أقوله أن هذا كان مجهوداً فردياً، وأن الإصلاح يحتاج إلى منظومة متكاملة فيها مبدأي الثواب والعقاب وبالمناسبة أضيف أن ما ذكرته لا يمثل حالة عامة بل مازالت حالات فردية لكنها خطيرة لأنها تظهر أن من لا يفعل ذلك ويكتفي بالذهاب إلى الجامعة ليقوم بأعمال روتينية مملة وأبحاث روتينية مملة في وكأنه رجل ممتاز وهو في الحقيقة أحسن الوحشين.
بعدما تركت عملي في الإدارة وجدت أن لدي فرصة للدخول على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها موقع للجامعة وكانت صدمتي أشد في مستوى الحوار والنقاش حول مواضيع لا ترقى أساساً أن تكون محل نقاش وهذا ما جعلني في حالة الخوف الحقيقي على مستقبل هذا البلد
جابر بريشة
ساحة النقاش