وحشتوني والله العظيم وأشعر بحنين شديد نحوكم جميعاً، وكما تعرفون عني فإن كل كتاباتي علمية وقد حاولت تدريب نفسي على تبسيط المقال العلمي حتى أن عدد كبير جداً من أصحاب المشاريع يفهمون ما أقول ويتصلون بي من مختلف أنحاء مصر والعالم العربي لأقدم لهم استشارات علمية إذا كنت أعلمها وأعتذر عما لا أعلم ولا أبغي من ذلك شيئ سوى عبارة "علم ينتفع به" لكني للأسف أتعرض لابتزاز من بعض الصحف التي تتسلى علىّ وتقول إننى من خلايا الإخوان النائمة.. وبعضها يدعى أننى من الطابور الخامس.. وأنا لا أدرى ما معنى الطابور الخامس؟.. لقد بذلت عمرى كله فى العلم والبحث العلمى وعلّمت الآلاف من الطلاب وتوقفت عن ممارسة العلم منذ أن توليت منصب نائب رئيس جامعة المنيا لأبذل مزيداً من الجهد في الإدارة. ولن أذكر الآن ماذا حققت في مجال الإدارة، وفي مجال خدمة البحث العلمي فربما يتكلم عن ذلك غيري من المنصفين وهم كثر والحمد لله.
■ من العيب ابتزاز االمجتهدين وإن شأت فقل العلماء بهذه الطريقة فلو كنت من الإخوان لأعلنت ذلك صراحة بعد ثورة 25 يناير على الأقل.. ولكن من العيب الآن أن أردد أمام الصغير والكبير أننى لست إخوانياً.. فلست بالجبان ولا الخائف وأنا أحترم زميلى وصديقى د/ محمد أحمد شريف، رئيس الجامعة، وهو محسوب على الإخوان لكنه رجل محترم نظيف اليد وإدارى متميز، وطول عمره قراره نابع من رأسه ولا يفعل إلا ما هو مقتنع به وكنا أصدقاء طوال العمر فى كلية الزراعة.
■ الجميع يعرف كفاءتى العلمية والإدارية.. وحياتى لا تتسع للسياسة وأمورها فقد شغلت كل لحظة فى عمرى للبحث العلمى فأسفر ذلك عن خمسة وأربعون بحثاً منشورة في مجلات علمية عالمية وثمانية كتب منشورة في دور نشر دولية وحصولي على جائزة الدولة في العلوم البيولوجية ثم حصولي على وسام ومنحة ألكسندر فون هومبلدت عدة مرات وهي أرقى منحة علمية في العالم. نعم هي أرقى منحة علمية في العالم فالمنافسة عالمية بشكل مطلق ويحصل عليها حوالي 400 من العالم كله في كل عام وقد يكون نصيب مصر صفر أو 1 أو 2 أو 3 على الأكثر وبالطبع فإن اليابان وأمريكا والصين هم أكثر الدول التي يحصد علمائها هذه المنحة والحاصل على منحة ألكسندر فون هومبلدت الألمانية له حقوق المواطن الألمانى ما عدا الحقوق. هذا علاوة على حصولي على منح علمية أخرى وعملي أستاذ زائر في جامعتي كورنيل بأمريكا وكورك بأيرلندا.
■ ثم فى النهاية تقوم بعض الصحف الصفراء بابتزازى بطريقة سخيفة وكأن منهج المجتمع هو أخذ الناس بالشبهات وتعميم الأحكام والعقاب فى كل مرحلة وكأننا لا نستطيع أن نعيش دون إقصاء وتدمير لسمعة علمائنا بالشك والشبهة.. أو بالانتماء الفكرى أو السياسى
ساحة النقاش