أرسلت لي مجلة <!--<!--<!-- water science and technology بحثاً للتحكيم والموافقة على نشره في هذه المجلة أو رفضه مع إبداء أسباب الرفض بالطبع. العلماء الذين أجروا هذا البحث من الصين وقد تناولوا المشكلة التي يريدون حلها في مقدمة البحث. المشكلة كانت تلوث المياه الجوفية بالنترات نتيجة الاستخدام المكثف للأسمدة الكيماوية النيتروجينية في الزراعة. هذه المشكلة سائدة جداً جداً عندنا في مصر، لأن الفلاحين يستخدمون الأسمدة الكيماوية بشكل مكثف جداً بغرض زيادة الإنتاج، فتكون النتيجة هي تسرب المركبات النيتروجينية مثل النترات إلى المياه الجوفية. هذه المياه تستخدم في الشرب في مناطق كثيرة في الصين وهو أيضاً نفس الحال عندنا في مصر. ولكي تكون المياه آمنة فيجب أن تحتوي على أقل من 10 مليجرام نترات لكل لتر ماء ولكن الحقيقة أن هذه النسبة تصل في مصر للأسف الشديد إلى ما يقرب من 100 مليجرام لكل لتر. هذه الزيادة تؤدي إلى عديد من الأمراض أخطرها سرطان المعدة وكذلك المرض المعروف باسم Blue-baby syndrome والذي يؤدي إلى وفاة الأطفال ، هذا بالإضافة إلى أضرار أخرى كثيرة يمكن أن نذكرها للمتخصصين.

ماذا فعل الصينيون؟

الصينيون وجدوا أن النترات يمكن أن تزال من المياه الجوفية عن طريق عملية يطلق عليها عكس التأزت، وطبقوا هذه العملية وكانت النتيجة هي الحصول على مياه مستوى النترات فيها صفر

ما هي عملية عكس التأزت

التأزت هو تحول النيتروجين الجوي إلى مركبات آزوتية مثل النترات تستفيد بها النترات، وتقوم بهذه العملية ميكروبات معينة منها البكتيريا التي تعيش في عقد على جذور بعض النباتات مثل الفول والتي يطلق عليها البكتيريا العقدية.

أما عكس التأزت فهو تحول المركبات النيتروجينية مثل النترات مرة أخرى إلى غاز النيتروجين وتقوم بها مجموعة أخرى من الميكروبات وتسود في الظروف غير الهوائية مثل غرق الأرض بالمياه مثلاً، وطول عمرنا ندرس للطلبة عملية عكس التأزت ونقول لهم أنها عملية ضارة لأنها تحول النترات الذي يتغذى عليه النبات إلى غاز النيتروجين ونحذر الفلاحين من تغريق الأرض بالماء حتى لا تسود الظروف اللاهوائية التي تشجع بكتيريا عكس التأزت على النمو.

لكن الصينيون استغلوا هذه العملية الضارة بالنسبة للأرض الزراعية وصمموا جهاز يوضع فيه حامل مصنوع من مواد معينة وتلتصق على سطح هذا الحامل بكتيريا عكس التأزت وتمرر المياه الجوفية الملوثة بالنترات على الحامل المحتوي على بكتيريا عكس التأزت، فتقوم البكتيريا بعملية عكس التأزت أي بتحويل النترات إلى غاز النيتروجين الذي يتصاعد إلى الجو.

ماذا قلت أنا في تقريري أثناء تحكيم البحث

أرسلت لرئيس التحرير تقرير ذكرت فيه أن الفكرة قديمة وليست جديدة وأنني شخصياً قمت بعمل بحث مشابهة في سنة 1997 في ألمانيا. لكنني ذكرت أن الصينيين استخدموا تكنولوجيا متقدمة وأن هذه التكنولوجيا هي اختراع صيني بحث وكذلك فإن البحث مكتوب بلغة انجليزية جيدة ومفهومة ولهذه الأسباب فإنني أوافق على نشر البحث في هذه المجلة.

والله عندنا عقول محترمة في مصر لكن يا خسارة ..... ولا بلاش خلينا متفائلين أحسن

تحياتي 

المصدر: بحث تحت التحكيم
gaberbresha

Prof. Gaber Breisha

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1159 مشاهدة

ساحة النقاش

Qypty

والله ياأستاذنا هذا هو مافعله الخالق الحكيم سبحانه حين اغرق الاراضى بفيضان الانهار ليفيض الخير على الانسان فسد الانسان الخير حين فسد ولوث البيئة بلوثة عقله فضاع وفقد والى الله المشتكى

AkrumHamdy

الأخ الحبيب الدكتور / جابر
اولآ الف مبروك لك و لنا و للجامعة تعينكم نائبآ لرئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا و البحوث
ثانيآ الموضوع شيق كالعادة
ثالثآ و هو الأهم ها انتم ذا فى موقع المسؤلية و اتخاذ القرارات
نريد ابحاث تطبيقية و نريد تطبيق الأبحاث .....
تريد زيادة المؤتمرات .....
نريد تفعيل دور الجامعة لخدمة الصناعة و الزراعة و الطب ....
نريد قرارات ثورية تعبر عن ما بداخلنا من خير لنهضة بلدنا مصر
نريد افعال ... لا ننتظر اقوال
نريد نشر علمى عالى المستوى..
نريد تواصل مع علماء اوربا و امريكا و الصين...
نريد دعوات لأساتذة مميزين عالميين لأعطاء محاضرات او سيمنار او مقرر كامل لنا و لطلابنا ....
نريد ..... ان يوفقك الله و الله معك ...ثم نحن جميعآ معك لتنفيذ احلامنا و تطوير جامعتنا
ادعو لك من القلب ... المهمة ثقيلة لآنك تقريبآ حتبدأ من الصفر ... لكن نرجو وضع اسس و تفعيلها
الله الموفق
اكرم حمدى - احد المهتمين و المهمومين بلبحث العلمى

Prof. Gaber Breisha

gaberbresha
بسم الله الرحمن الرحيم: أعدكم جميعاً أن أعمل جاهداً ليكون هذا الموقع مفيداً لكل من يريد أن يستمتع بالمعرفة، وأتمنى أن يشعرني هذا العمل أنني أديت دوري في الحياه، وأنني جدير أن أكون ضمن الذين كلفهم الله بعمارة الأرض وأقرر أنني لا أبتغي من وراء ذلك شيئ سوى أن يكون »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

609,959