<!--<!--<!--

مقدمـــــة

هناك شيئان هامان أود أن أوضحهما في هذه المقدمة:أولاً: البكتيريا التي تمنع ظهور أعراض الشيخوخة أنواعها كثيرة ونحن هنا وفي المقال السابق نتكلم عن أحد أهم أجناس هذه البكتيريا وهو الجنس الذي يسمى بفيدوبكتيريا.ثانياً: لقد قمت بحذف كثير جداً من المصطلحات العلمية وحاولت أن أجعل المقال سهل بالنسبة للقارئ العادي ولا أدري إن كنت قد نجحت في ذلك أم لا، ولذلك فإنني أرجو من القراء طمأنتي على هذه النقطة التي أعتبرها هامة لأن تبسيط العلم شيء جميل ويشغلني كثيرا.

التأثيرات الصحية المصاحبة للوجود الطبيعي للبفيدو بكتيريا في الأمعاء:

ترجع التأثيرات الصحية للبفيدوبكتيريا في الأمعاء للعديد من الأنشطة البيولوجية مثل إنتاج الأحماض  العضوية وهذه الأحماض تعمل على خفض رقم pH في الأمعاء الغليظة وبالتالي تثبط نمو الميكروبات الضارة. وحامض الخليك يثبط نمو البكتيريا السالبة لجرام أكبر من حامض اللاكتيك وحامض الهيدروكلوريك. وبالتالي فالتأثير المثبط للبفيدو بكتيريا ربما يرجع إلى وجود كل من حامض الخليك واللاكتيك. وقد أوضحت الأبحاث أن أقل درجة pH والتي يبدأ عندها نمو بكتيريا السالمونيلا الممرضة هي 5.4 لحامض الخليك، 4.40 لحامض اللاكتيك، 4.05 لكل من حامض الستريك وحامض HCl أي أنه عند درجات من الـ pH أقل مما ذكر لا يحدث نمو لهذا الميكروب وهذه الأرقام تعنى أن حامض الخليك هو أكفأ هذه الأحماض في تثبيط نمو السالمونيلا ونفس النتائج تقريباً تم الوصول إليها بعد دراسة تأثير كل من حامض الخليك واللاكتيك والهيدروكلوريك HCl على E. coli . ونوعية الغذاء تؤثر على كمية ونوعية الأحماض المتكونة فمثلاً تغذية الأطفال على لبن الأم شجع نمو البفيدو بكتيريا في الأمعاء وأثر سلباً على البكتيريا التعفنية.

وقد وجد أن البفيدويكتيريا هي البكتيريا السائدة في أمعاء الأطفال الذين يتغذون على الرضاعة الطبيعية. وبالإضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تشجع نمو وسيادة البفيدو بكتيريا فإن لبن الأم يحتوى على الأجسام المضادة Antibodies، الملتهمات Macrophages، الخلايا اللمفاوية Lymphocytes، اللسيوزيم Lysozyme، اللاكتو فرين Lacto ferrin، اللاكتو بروكسيديز Lactoperoxidase والأحماض الدهنية الطيارة. وهذه المواد تعتبر عوامل حماية حيث  تحمى الطفل الرضيع وهي موجودة بتركيزات بسيطة جداً في اللبن البقري. أما تغذية الأطفال على الخلطات الغذائية أو ما يسمى بالرضاعة الصناعية فتؤدى إلى زيادة الميكروبات في الأمعاء الغليظة ما عدا البفيدو بكتيريا ويصبح رقم pH البراز متعادل أو قلوي بسيط، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة بالأطفال.

ومن التأثيرات الصحية الجيدة المصاحبة لوجود البفيدو بكتيريا في الأمعاء بالإضافة إلى الأحماض العضوية المتكونة فإنه من المحتمل أنها تقوم بإنتاج الليسوزيم Lysozyme الذي يثبط نمو البكتيريا الممرضة ولكن هذه النقطة بالذات مازالت في حاجة إلى المزيد من البحث والدراسة إلا أن بعض الباحثين أثبتوا أن البفيدو بكتيريا تنتج ليسوزيم مشابه لليسوزيم الموجود في بياض البيض في لتأثيره على الميكروبات الممرضة.

 

كبسولات تحتوي كل منها على 15 بليون خلية حية من البكتيريا التي تمنع ظهور أعراض الشيخوخة

وأيضاً من التأثيرات الصحية الجيدة المصاحبة لوجود البفيدو بكتيريا في الأمعاء هو ما ثبت حالياً من وجود مواد مضادة لنمو الميكروبات يطلق عليها bifidin وتنتجها بعض السلالات من البفيدو بكتيريا وتثبط نمو البكتيريا الممرضة. وأفضل معدل لهذا النشاط التثبيطي كان على درجة pH تتراوح ما بين 4.8 إلى 5,5. ومادة البفيدين Bifidin تم دراسة تركيبها الكيماوي وهي تتكون أساساً من كل من حمض فنيل الانين Phenylalanine، وحمض الجلوتاميك Glutamic وفي دراسة مكثفة على تأثير نمو البفيدو بكتيريا على تثبيط نمو البكتيريا الممرضة Shigilla sp.، وجد أن B. infantis تقوم بحماية الخلايا الطلائية الموجودة في الأمعاء من مهاجمة البكتيريا Shigella flexneri ومنع نموها نتيجة للبفيدين وللمواد المثبطة الأخرى.

كما وجد أيضاً أن نمو البفيدو بكتيريا يؤدى إلى منع وتثبيط اختزال النترات إلى نتريت، وهذا الاختزال يتم عن طريق وجود البكتيريا المختزلة للنترات في الأمعاء. وأيونات النتريت المتكونة تؤكسد أيونات الحديدوز Ferrous ions في هيموجلوبين الدم إلى أيونات حديديك Ferric ions ليتكون مركب Methaemoglobin وهذا المركب يجعل الغذاء غير قادر على الارتباط بجزيء الأكسجين، مما قد يسبب الوفاة في حالة الأطفال الرضع والحيوانات الصغيرة. وتقوم البفيدوبكتيريا بمنع تكوين النيتريت عن طريق تثبيطها لنمو الميكروبات غير المرغوبة وبالتالي فإن احتواء أغذية الأطفال على البفيدو بكتيريا يقلل من حالات الإصابة بهذه الحالة عند الأطفال والتي تسمى طبياً Alimentary methaemoglobinaemia.

وكثيراً من الأغذية التي يطلق عليها Dietary adjuncts يتم تدعيمها بأنواع من البفيدوبكتيريا وأشهر هذه الأنواع التي تدعم بها الأغذية هي B. longum، B. bifidum، B. infantis

المصدر: جابر زايد بريشة: الأغذية المتخمرة وعلاقتها بصحة الإنسان
gaberbresha

Prof. Gaber Breisha

ساحة النقاش

lobnap

الموضوع شيق ومبسط لقد اطلعت على معظم المقالات وهى مفيدة خاصة بالنسبة لى انا ام لطفل لدية حساسية بسيطة من اللبن والقمح لا تظهر فى التحاليل لكن اكتشفتها بالقراءة والمتابعة لسلوكة حيث تاثر الالبان على تركيزة

shahd89

أولا شكرا جزيلا دكتور على طرحك مثل هذه المواضيع الهامه بهذا الاسلوب الجميل
ثانيا اسمح لي بسؤال : هل استخدام الكبسولات التي أوردتها في المقال يغني عن تناول المصادر الطبيعيه .. وهل هي موجودة في السوق العربي ؟
شهد - السعودية

gaberbresha

بعيداُ عن أدبك الجم أنا أريد أن أعرف حقاً يا آنسة سمر هل استطعت توصيل الحقائق العلمية إلى القارئ غير المتخصص؟. إن هذا الموضوع يشغلني جداً وأعتبر أنه ضمن الآفات الفتاكة التي أصابت المجتمع المصري ألا وهو عدم وجود من يستطيعون تبسيط العلوم. لأنه موضوع مش سهل فأنتي لا تعرفين كم الجهد الذي أبذله لأجعل العلم جذاب للقارئ غير المتخصص، لكني لا أعرف هل نجحت في ذلك أم لا ولذلك أنا أريد أن أعرف نقاط الضعف حتى أحاول إصلاحها.
شكراً وكل عام وأنتم بخير

Gaber Breisha فى 22 أغسطس 2011

Prof. Gaber Breisha

gaberbresha
بسم الله الرحمن الرحيم: أعدكم جميعاً أن أعمل جاهداً ليكون هذا الموقع مفيداً لكل من يريد أن يستمتع بالمعرفة، وأتمنى أن يشعرني هذا العمل أنني أديت دوري في الحياه، وأنني جدير أن أكون ضمن الذين كلفهم الله بعمارة الأرض وأقرر أنني لا أبتغي من وراء ذلك شيئ سوى أن يكون »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

590,687