تأثير مزارع الخميرة على هضم الوجبة
ثالث التفسيرات للفوائد المستمدة من إضافة الخميرة الحية إلى علائق الحيوانات هو أنها تلعب دور أساسي في الإسراع من معدل الهضم. ذلك لأن التحويل الأمثل للأغذية إلى لبن أو لحم يتطلب أن تؤدي عملية الهضم إلى استخلاص الحد الأقصى من العناصر الغذائية الموجودة في الغذاء. إلا أنه في حالة الأبقار التي تنتج كميات كبيرة من اللبن فلابد وأن يكون هناك توازن ما بين معدل الهضم وكمية أو مدى حدوث الهضم، حيث أن غذاء هذه الحيوانات يحتوي على كميات كبيرة من الألياف التي تتخمر بمعدل بطيء. ومن أجل تقصير المدة اللازمة لإضافة كميات من الأغذية، فلابد من أن تتخلص البقرة من مخلفات الوجبات السابقة. وعلى الرغم من أن تعرض الألياف للميكروبات القادرة على تحليلها، لفترة أطول في القناة الهضمية ، قد يزيد من الحد الأقصى لعملية الهضم، فإن إزالة المخلفات المهضومة جزئياً، تؤدى إلى جعل الأبقار تأكل كميات أكبر، وهذا يؤدي إلى حصول الأبقار على كميات أكبر من المواد الغذائية اللازمة لإنتاج اللبن ، وبالتالي يؤدي إلى إنتاج كميات أكبر من اللبن. ولقد قام العلماء في التسعينيات بتجارب عديدة لتحديد تأثير الخميرة الحية على معدل الهضم وكيف تساعد في زيادة كمية الغذاء الذي تأكله الحيوانات المجترة .
وقد تلخصت نتائج أبحاث هؤلاء العلماء في أن الخميرة الحية تؤدي إلى زيادة سرعة هضم الوجبات الغذائية خلال اثني عشر ساعة من تقديم الوجبة. وقد كان ذلك واضحاً بدرجة أكبر في الوجبات التي تتكون من القش أو من خليط القش والشعير، كما أن وجود الخميرة مع بعض المواد المدعمة للعليق أدى إلى تلافي التأثير السلبي للشعير. كذلك خلص العلماء إلى أن وجود الخميرة الحية، يؤدي إلى اختزال الوقت اللازم لكي تبدأ عملية هضم المواد السليولوزية، وهذا بدورة يؤدي إلى اختزال المدة الزمنية بين الوجبات، مما يجعل الحيوانات تقبل على تناول كميات أكبر من الغذاء. وتختلف المدة الزمنية اللازمة لهضم المواد السليولوزية في كرش الحيوان باختلاف سلالة الخميرة الحية المقدمة مع الوجبة ولكن في كل الحالات ولأسباب ما زالت مجهولة، فإن مستخلص الخميرة لا يؤدي دور الخميرة الحية، حيث لا تحدث استجابة بالنسبة لسرعة لهضم المواد السليولوزية نتيجة إضافة مستخلص الخميرة .
ساحة النقاش