تأثير مزرعة الخميرة على رقم pH الكرش
ثاني التفسيرات للفائدة المستمدة من إضافة الخميرة الحية لعلائق الحيوانات هو دورها الأساسي في خفض حموضة المعدة. لقد اهتم العلماء بشكل كبير بتأثير الخميرة المضافة للوجبة الغذائية على رقم الـ pH، وقام كثير منهم بمتابعة قيم الـ pH في كروش الحيوانات التي تضاف إلى علائقها، مزرعة الخميرة الحية لمدد تتراوح بين 20 إلى 30 يوم. وقد وجد أنه بعد تقديم وجبة شعير للحيوان مباشرة ولمدة أربعة ساعات يحدث انخفاض كبير في درجة pH الكرش، ولكن مزرعة الخميرة الحية تقلل بدرجة كبيرة من حدة هذا الانخفاض خلال الأربعة ساعات الأولى من تقديم الوجبة. وقد أشارت معظم الدراسات إلى أن دور الخميرة في زيادة درجة الـ pH يكون واضح فقط خلال الأربعة ساعات التي تلي إضافة الوجبة الغذائية . أما بعد هذه الأربعة ساعات وحتى موعد تقديم الوجبة التالية فلا يكون هناك دور واضح للخميرة الحية في رفع قيمة الـ pH. وقد أشارت معظم الدراسات إلى أن الخميرة الحية يمكنها أن ترفع درجة الـ pH من حوالي 6.3 إلى حوالي 6.7. وهذه الخاصية تعتبر جيدة وإيجابية بالنسبة للقدرة الإنتاجية للحيوان، ولكن ما زالت هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات في هذا المجال وما هي السبل التي تزيد من كفاءة هذه الخاصية بالنسبة للخميرة الحية. وينخفض رقم الـ pH في الكرش إما بسبب تركيز الأحماض الدهنية الطيارة، وإما بسبب وجود أحماض أخرى غير الثلاث أحماض دهنية الرئيسية (الخليك، البروبيونك، والبيوتيرك) مثل حامض اللبن . و ينخفض رقم الـ pH بدرجة كبيرة في حالة وجود كميات كبيرة من حامض اللبن. وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الخميرة الحية تؤدي إلى انخفاض كبير في كمية حامض اللاكتيك في الكرش.
وقد وجد أن الخميرة تمنع حدوث ارتفاع مفاجئ في كمية حامض اللاكتيك ، كما يحدث بعد ساعتين من إضافة الوجبة الغذائية بدون مزرعة خميرة حية. يفسر هذا مقدرة الخميرة الحية على خفض رقم الـ pH. وحيث أن حامض اللاكتيك لا يعتبر مادة أولية بالنسبة للخميرة Saccharomyces cerevisiae ، أي أن هذه الخميرة لا تمثل هذا الحامض، فلابد من وجود آلية أخرى تتبعها الخميرة لخفض كمية حامض اللاكتيك في الكرش. تساهم هذه الآليات الأخرى في خفض إنتاج حامض اللاكتيك أو استهلاكه بواسطة كائنات أخرى، حيث أظهرت التجارب المعملية أن الخميرة تساعد بدرجة معنوية جداً على استهلاك حامض اللاكتيك بواسطة ميكروب الكرش Selenomonas ruminantium. من ناحية أخرى تتوقف سيادة السكريات الأوليجية التي تتكون من وحدات من السكريات السداسية غير قابلة للهضم بسهولة،في كرش الحيوان على تركيب الوجبة الغذائية، كما تتوقف على مدى وجود الخميرة الحية في الكرش. تتواجد هذه السكريات بتركيز عالي في كرش الحيوان عندما تتم التغذية بوجبات تحتوي على الشعير ، بالمقارنة بالوجبات التي تحتوي على القش فقط. أما بالنسبة لدور الخميرة في مدى سيادة السكريات الأوليجية فقد أثبتت جميع الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد أن الخميرة الحية تختزل مستويات هذه السكريات بشكل معنوي جداً. وعلى أية فما زالت هناك حاجة ماسة لمعرفة حقيقة الدور الذي تقوم به الخميرة والذي يؤدي إلى اختفاء السكريات الأوليجية من كرش الحيوان .
ساحة النقاش