جنس Schizosaccharomyces
عزلت خمائر هذا الجنس لأول مرة منذ ما يزيد عن مائة عام من أحد أنواع البيرة المصنعة من حبوب الدخن في شرق أفريقيا. وجزء من اسم خمائر هذا النوع يأتي من كلمة Swahili اللاتينية ومعناها "بيرة". تتميز بعض خمائر هذا الجنس بأنها تحتوي على جينات كثيرة مماثلة للجينات المسئولة عن بعض الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان مثل السرطان، تليف المثانة، الصمم، والسكر. وقد استخدمت خميرة Schizosaccharomyces pombe (الشكل رقم 1) على مدى الخمسين عاماً الماضية كميكروب نموذجي لتجارب دراسة التكاثر والسلوك الوراثي تحت الظروف المختلفة، حيث أصبحت هذه الخميرة أداة هامة جداً لدراسة وظائف الخلية الأساسية في الكائنات حقيقية النواة كلها. ويمكن القول أن هذه الخميرة قد ساهمت إلى حد بعيد في معرفة كثير من المعلومات الوراثية التي أفادت في التوصل إلى علاج لكثير من الأمراض وعلى رأسها السرطان. يختلف جنس Schizosaccharomyces عن بقية الخمائر في أنه لا يتكاثر خضريا عن طريق التبرعم، ولكن يتكاثر عن طريق الانقسام الثنائي كما هو الحال في البكتيريا، وقد سبق توضيح هذا النوع من الانقسام. ويكون هذا الجنس جراثيم أسكية في أكياس أسكية بشكل سريع ولكنها تختلف عن الجراثيم الأسكية التي تكونها بقية أنواع الخميرة في أنها homothallic، أي تنتج من تزاوج خليتين متشابهتين ولها دورة حياة يتكون فيها الزيجوت مثلما يحدث بالضبط في معظم الفطريات. وهكذا فإن أي خليتين من هذه الخمائر يمكن أن تندمجا وتكونان زيجوت، وبمجرد تكون الزيجوت فإنه ينقسم انقسام ميوزي، يليه انقسام ميتوزي بحيث أن كل نواة تصبح جرثومة أسكية، ويصبح جدار الزيجوت القديم هو الكيس الأسكي.
ومن ناحية أخرى تتميز أنواع هذا الجنس بأنها تتحمل تركيزات عالية من السكر فعلى سبيل المثال فقد وجد أن النوع Schizosaccharomyces octosporus ينمو في تركيز سكر يزيد عن 50% حيث تم عزله من الفاكهة المجففة مثل الزبيب والتين والبلح.
وقد استخدمت خميرة Schiz. pombe في المراحل المبكرة لتخمرات المشروبات الكحولية، وذلك لقدرة هذه الخميرة على تمثيل حامض الماليك، ولذلك اعتبرت هذه الخميرة هامة في تخمير المواد زائدة الحموضة، ولكن النتائج على المستوى التجاري لم تلق نجاح مقبول، حيث أن إضافة سلالات من بكتيريا حامض اللاكتيك التي تستطيع تمثيل حامض الماليك أعطى نتائج أفضل.
ساحة النقاش