الابداع الثقافى

يضم الثقافة فى شتى مجالاتها

أحمــد عـــرابـي
أحمد الحسيني عرابي
( 1 أبريل1841م - 21 سبتمبر1911م ) قائد عسكري وزعيم مصري , قاد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق. ووصل الي منصب ناظر الجهادية ( وزارة الدفاع حالياً ) .
نشأته
ولد أحمد عرابي في رمضان 1أبريل 1841م في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية . تعلم القران الكريم وأرسله والده الذي كان عمدة القرية إلى التعليم الديني حتى عام 1849م ثم التحق بالمدرسة الحربية. ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح نقيباً في سن العشرين. شارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة وترقي في الجيش إلى أن وصل إلى رتبة أميرالاي وكان يعتبر أحد المصريين القلائل الذين وصلوا إلى هذه الرتبة بسبب انحياز قادة الجيش وناظر الجهادية إلى الضباط الشركس والأتراك .
الثورة العرابية
كان أول ظهور حقيقي لاسم عرابي على الساحة حين تقدم مع مجموعه من زملائه مطالبين الخديوي توفيق بترقية الضباط المصريين وعزل رياض باشا رئيس مجلس النظار وزيادة عدد الجيش المصري. لم يتقبل الخديوي هذه المطالب وبدأ في التخطيط للقبض على عرابي وزملائه حيث اعتبرهم من المتآمرين , تنبه عرابي للخطر وقاد المواجهة الشهيرة مع الخديوي توفيق يوم 9 سبتمبر1881م فيما يعد أول ثورة وطنيه في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك هوجة عرابي.
أسباب الثورة العرابية
· التدخل الأجنبي في شئون مصر بعد صدور قانون التصفية عام 1880م .
· عودة نظم المراقبة الثنائية .
· لجوء رياض باشا إلى أساليب الشدة والعنف مع المواطنين المصريين .
· معارضة تشكيل مجلس شورى نواب .
· سياسة عثمان رفقي الشركسى وانحيازه السافر للضباط الأتراك والشراكسة واضطهاده للضباط المصريين .
· سوء الأحوال الاقتصادية نتيجة تخصيص مبالغ لسداد الديون للاجانب
· انتشار الوعي الوطني بين المصريين .
خطبته الشهيرة
الخديوي توفيق: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها ، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي ، وما انتم إلا عبيد إحساننا .
عرابي : لقد خلقنا الله أحرارًا ، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا ؛ فوالله الذي لا إله إلا هو ، لا نُورَّث ، ولا نُستعبَد بعد اليوم .
رضخ توفيق لمطالب الجيش حين رأى التفاف الشعب حول عرابي، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار ، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتشكلت بذلك أول نظارة شبه وطنيه في تاريخ مصر الحديث . نقول هنا أن الوزارة كانت شبه وطنيه بسبب أن محمد شريف باشا كان من أصول شركسيه إلا أنه كان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في (19 شوال1298هـ = 14 سبتمبر1881م، وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولى هذا المنصب .
وسعى لوضع دستور للبلاد ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلتراوفرنسا في شئون البلاد بعد أن ازدادت ضغوط الدول الأوربية الدائنة على مصر التي باتت يتعين عليها دفع ما يقارب العشرين مليون جنيه إسترليني أو ما يقرب من ثلث دخلها القومي سنوياً لسداد الديون . أصرت بريطانيا وفرنسا على إدارة شئون الخزانة المصرية باعتبارهما أكبر الدائنين وبسبب العقلية الاستعمارية المتغطرسة التي كانت سائدة في ذلك الوقت التي روجت لفكرة أن الشعوب الشرقية لا تصلح لإدارة شئونها وخصوصا الشئون المالية. فعلا تم فرض تعيين مفتشين ماليين على شئون الخزانة المصرية أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي. كرد فعل لكل هذه الضغوط أصر مجلس الأعيان برئاسة محمد سلطان باشا على تغيير وزارة محمد شريف باشا التي قبلت بكل هذه التدخلات في شئون مصر الداخلية . وتأزمت الأمور ، وتقدم محمد شريف باشا باستقالته في (2 ربيع الآخر1299هـ = 2 فبراير1882 م ) .
تشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب " ناظر الجهادية " ( وزارة الدفاع ) .
وقوبلت نظارة "البارودي" بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية ؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال ، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور ، وصدر المرسوم الخديوي به في ( 18 ربيع الأول1299هـ = 7 فبراير1882 م ) .
غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية، ولم يجد هذا الخلاف مَن يحتويه من عقلاء الطرفين، فاشتدت الأزمة، وتعقد الحل، ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف المستعر بين الخديوي ووزرائه فرصة للتدخل في شئون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار .
تظهر هنا شخصيتان الأولى : هي السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي أخذ يتصل بأحمد عرابي سراً ويشجعه على الوقوف بوجه التدخل الأوربي وبوجه الخديوي , الشخصية الثانية : هي شخصية الخديوي توفيق الذي يعد أسوأ ملوك أسرة محمد علي على مدى تاريخها الطويل كان توفيق يكره عرابي كرها شديداً ومع ذلك كان دائماً ما يتظاهر بتأييد عرابي بينما هو يتصل سراً ببريطانيا وفرنسا ليؤلبهما عليه . أخذ توفيق يبالغ في تصوير الموقف للأوربيين بأنه شديد الخطورة على مصالحهم حيث أن عرابي حسب وصفه كان وطنياً متطرفاً يكره كل ما هو أجنبي ويهدف إلى طرد كل الأجانب من مصر. تحمست بريطانيا بالذات لفكرة التدخل العسكري في مصر لقلقها من ناحية فرنسا التي كانت قد استولت لتوها على تونس. كذلك شعرت بريطانيا أن طريق مواصلاتها إلى الهند الذي يمر عبر قناة السويس قد بات مهددا وأنه أصبح يتعين عليها سرعة التحرك قبل أن تتجه فرنسا شرقا أو حتى روسيا جنوبا التي كانت تنتظر بترقب انحدار الدولة العثمانية وتحلم بالتوسع جنوبا للتحكم في مضايق البحر الأسود. في البداية اتفقت بريطانياوفرنسا على التحرك سويا بالرغم من توجس كل منهما تجاه الأخرى وووجهت الحكومتان دعوة إلى الحكومة العثمانية لإرسال قوة إلى مصر "لحفظ الأمن" على اعتبار أنه من الناحية القانونية كانت مصر ما تزال جزءا من الدولة العثمانية المحتضرة. سرعان ما عدلت القوتان الاستعماريتان عن تلك الفكرة لعدم ثقتهما في السلطان عبد الحميد الثاني ولرغبتهما في الاحتفاظ بزمام المبادرة . تم إرسال أسطول بريطاني فرنسي مشترك إلى الإسكندرية على سبيل الإنذار للحكومة المصرية ، إلا أن هذا الإنذار جاء بنتيجة عكسية تماما حيث أنه أدى إلى ازدياد شعبية عرابي في مصر والتفاف الناس من حوله من كل الطبقات . استمر كل من السلطان عبد الحميد الثانيوالخديوي توفيق في سياستهما المعتادة في اللعب مع كل الأطراف .
لم يكد يحضر الأسطولان الإنجليزي والفرنسي إلى مياه الإسكندرية حتى أخذت الدولتان تخاطبان الحكومة المصرية بلغة التهديد والبلاغات الرسمية، ثم تقدم قنصلا الدولتين إلى البارودي بمذكرة مشتركة في ( 7 رجب1299هـ = 25 مايو1882 م ) يطلبان فيها استقالة الوزارة، وإبعاد عرابي وزير الجهادية عن القطر المصري مؤقتًا مع احتفاظه برتبه ومرتباته، وإقامة " علي باشا فهمي " و" عبد العال باشا حلمي " - وهما من زملاء عرابي وكبار قادة الجيش- في الريف مع احتفاظهما برتبتيهما ومرتبيهما .
كان رد وزارة البارودي رفض هذه المذكرة باعتبارها تدخلا مهينًا في شئون البلاد الداخلية، وطلبت من الخديوي توفيق التضامن معها في الرفض؛ إلا أنه أعلن قبوله لمطالب الدولتين ، وإزاء هذا الموقف قدم البارودي استقالته من الوزارة، فقبلها الخديوي .
بقاء عرابي في منصبه
غير أن عرابي بقي في منصبه بعد أن أعلنت حامية الإسكندرية أنها لا تقبل بغير عرابي ناظرًا للجهادية، فاضطر الخديوي إلى إبقائه في منصبه، وتكليفه بحفظ الأمن في البلاد، غير أن الأمور في البلاد ازدادت سوءًا بعد حدوث مذبحة الإسكندرية في (24 رجب1299 هـ = 11 يونيو 1882م)، وكان سببها قيام مكاري (مرافق لحمار نقل) من مالطة من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين، فشب نزاع وسرعان ما تطورت تلك المشاجرة البسيطة إلى أحداث عنف ضد الأوربيين المقيمين في الإسكندرية وقتل فيها حوالي الخمسين أوربيا وأصيب خلالها أيضا أحد ضباط الأسطول البريطاني.
مؤتمر الأستانة
معركة 1882م ( الانجلو مصرية الثانية )
تطورت الأحداث بسرعة في صيف عام 1882 ومع ظهور الأسطول البريطاني الفرنسي المشترك في مياه الإسكندرية ازدادت سخونة الأحداث. وجدت إنجلتراوفرنسا في أحداث الإسكندرية فرصة سانحة للتدخل واتهمتا "عرابي" في التسبب في حدوث هذه الأحداث حيث اعتبرتاه المسئول عن تحريض المصريين ضد الأجانب، ومن الغريب أن ذريعة الإنجليز لغزو مصر كانت الإرهاب .
قصف الإسكندرية
تزعمت بريطانيا جهود القضاء على عرابي بينما تراجع الدور الفرنسي ( المنافس التقليدي للدور البريطاني ) إلى الاكتفاء بالمشاهدة وسحبت فرنسا أسطولها إلى بورسعيد . انتظرت بريطانيا أي فرصة لبدء العدوان على مصر حيث أنها لم تكن مرتاحة لفكرة التدخل التركي لحل الأزمة . في السابع من يوليو وجدت بريطانيا الذريعة التي كانت في انتظارها. كانت الحكومة المصرية قد نصبت بعض المدافع على قلعة الإسكندرية فاعتبرت بريطانيا أن هذا عملاً عدائياً ضد حكومة صاحبة الجلالة في ( 24 شعبان1299 هـ = 10 يوليو1882 م) وجه قائد الأسطول البريطاني إنذاراً للحكومة المصرية إما تسليم القلعة للأسطول البريطاني وإلا سوف تضرب الإسكندرية من البحر. مارس الخديوي توفيق لعبته المعتادة حين قابل "عرابي" وشجعه على مقاومة المعتدين بينما كان قد اتصل سراً بقائد الأسطول البريطاني ودعاه إلى الهجوم على عرابي. لم يقبل "عرابي" الإنذار البريطاني وانتظر تنفيذ البريطانيين لتهديدهم. بدأ الإنجليز في ضرب الإسكندرية يوم 12 يوليو1882 ونزلت قواتهم إليها في اليوم التالي بعد أن قرر "عرابي" أن يسحب قواته منها وأن يتحصن عند كفر الدوار .
حين سمع الخديوي توفيق بانسحاب " عرابي " أمام الإنجليز تشجع وظهر على حقيقته حيث أعلن "عرابي" متمردا في الرابع والعشرين من يوليو. وبدلاً من أن يقاوم الخديوي المحتلين ، استقبل في قصر الرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب سيمور قائد الأسطول البريطاني ، وانحاز إلى الإنجليز ، وجعل نفسه وسلطته الحكومية رهن تصرفهم حتى قبل أن يحتلوا الإسكندرية . فأثناء القتال أرسل الإنجليز ثلة من جنودهم ذوي الجاكتات الزرقاء لحماية الخديوي أثناء انتقاله من قصر الرمل إلى قصر التين عبر شوارع الإسكندرية المشتعلة. ثم أرسل الخديوي إلى "أحمد عرابي" في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويحمّله تبعة ضرب الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين؛ ليتلقى منه تعليماته. صارت المواجهة مكشوفة بين كل الأطراف منذ ذلك التاريخ.
قررت الحكومة البريطانية أن تكون المواجهة شاملة وأن تكون الحرب كاملة فجلبت المزيد من قواتها إلى الحرب تم تحريك 15000 جندي من مالطة وقبرص بالإضافة إلى 5000 من الهند باتجاه مصر مما رفع تعداد قوة الهجوم على مصر إلى 30000 جندي وضعت تحت قيادة السيرجارنيت ولسلى ( بالإنجليزية: Garnet Wolseley‏ ) .
مواجهة الخديوي ورفض قراراته
رفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من إتباع أوامره ، وأرسل إلى " يعقوب سامي باشا " وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي وما يجب عمله، فاجتمعت الجمعية في ( غرة رمضان1299هـ = 17 يوليو1882م) ، وكان عدد المجتمعين نحو أربعمائة ، وأجمعوا على استمرار الاستعدادات الحربية ما دامت بوارج الإنجليز في السواحل ، وجنودها يحتلون الإسكندرية.
كان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو عزل عرابي من منصبه، وتعيين عمر لطفي محافظ الإسكندرية بدلا منه ، ولكن عرابي لم يمتثل للقرار ، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز. بعد انتصار عرابي في معركة كفر الدوار أرسل عرابي إلى يعقوب سامي يدعوه إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للنظر في قرار العزل.
في (6 رمضان1299 هـ = 22 يوليو1882 م) عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء ، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها ، ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط، وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون ، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة .
في الاجتماع أفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر، وهم "محمد عليش" و" حسن العدوي"، و" الخلفاوي " بمروق الخديوي عن الدين؛ لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده ، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه ، ووقف أوامر الخديوي ونظّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف والقانون المنيف ولم يكتفوا بهذا بل جمعوا الرجال والأسلحة والخيول من قرى وعزب وكفور البلاد وقد قام العمدة محمد إمام الحوت عمدة الصالحية شرقية والعمدة عبد الله بهادر عمدة جهينة جرجاوية ببث الحماسة في الناس وجمع ما يستطيعون من الرجال والسلاح لدعم الدفاع عن البلاد فقد قدم العمدة عبد الله بهادر نحوا من 600 مقاتل من رجال جهينة المعروفون بالبأس والشجاعة و140 فرس و74 بندقية والعديد من الأسلحة الأخرى وكميات كبيرة من الغلال وقدم العمدة محمد أمام الحوت نحو من 40 مقاتل بعددهم وعتادهم وقدم سليمان زكى حكيم من أعيان مركز طوخ 41 فرس وأحمد حسنى مأمور مركز ميت غمر قدم 33 بندقية .
إغلاق ترعة السويس ( اسم قناة السويس آنذاك )
معركة القصاصين في 28 أغسطس 1882 أثناء تقدم الجيش البريطاني غربا في إسماعيلية (محافظة)|محافظة الإسماعيلية بقيادة جنرال جراهام حوصر من قبل الأهالي العزُل فطلب الإمداد بمزيد من الذخيرة في الساعة 4:30 عصرا فوصلته الساعة 8:45 مساءا مما مكنه من القيام بمذبحة كبيرة بين الأهالي. بعد أن جاء الجيش البريطاني من الإسماعيلية اشتبك مع الجيش المصري في معركة حامية عند القصاصين وقد كاد ان ينتصر الجيش المصري لولا إصابة القائد راشد حسنى .
معركة التل الكبير ( بمحافظة الإسماعيلية (
في 13 سبتمبر1882 (الموافق 29 شوال1299هـ) الساعة 1:30 صباحاً واستغرقت أقل من 30 دقيقة , وقد فاجئوا الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمة وقت الهجوم . وألقي القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري ( حسب اعترافه أثناء رحلة نفيه إلى سيلان ) .
خيانة خنفس باشا قائد حامية القاهرة
واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم، ثم استقلت القطار ( سكك حديد مصر ) إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم. وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 74 عاماً ؛ فقد غادرت بعد ذلك القوات البريطانية في 18 يونيو 1956م بعد توقيع معاهدة 19 أكتوبر 1954 مع جمال عبد الناصر: (التي تنص على جلاء القوات من قناة السويس خلال عشرين شهراً ) .
قادة المعركة بعد الاحتلال الانجليزي لمصر
بعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصول الخديوي قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882 تم عقد محاكمة لعرابي وبعض قواد الجيش في المعركة وبعض العلماء والأعيان وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفي إلى جزيرة سرنديب ( سيلان ) أو سريلانكا حالياً .
ملخص لأسباب فشل الحركة العرابية خاصة التل الكبير
1. خيانة الخديوي توفيق : فقد ساند التدخل الأجنبي في شئون مصر منذ بداية توليه.
2. خيانة ديليسبس : صاحب شركة قناة السويس، والذي اقنع عرابي بعدم ردم القناة لان الإنجليز لا يستطيعوا المرور عبرها لان القناة حيادية، ولكنه سمح للانجليز بالمرور، ولو ردمت القناة لما دخل الإنجليز مصر .
3. خيانة بعض بدو الصحراء : والذين اطلعوا الإنجليز على مواقع الجيش المصري .
4. خيانة بعض الضباط : وخاصة على يوسف، وقد ساعدوا الإنجليز على معرفة الثغرات في الجيش المصري .
5. خيانة خنفس باشا قائد حامية القاهرة .
6. السلطان العثماني : أعلن عصيان عرابي في 9 سبتمبر 1882م وهو وقت حرج جداً ، وكان ذلك بتحريض من إنجلترا ؛ جعل الكثير من الأشخاص ينقلبوا ضده .
7. قوة أسلحة الإنجليز.
8. عنصر المفاجأة والذي استخدمه الإنجليز .
بعد المعركة قال الجنرال جارنت ولسلي قائد القوات البريطانية أن معركة التل الكبير كانت مثال نموذجي لمناورة تم التخطيط الجيد لها مسبقا في لندن وكان التنفيذ مطابقا تماما كما لو كان الأمر كله لعبة حربKriegspiel. إلا أنه أردف أن المصريون " أبلوا بلاءاً حسناً " كما تشير خسائر الجيش البريطاني .
اختار ولسلي الهجوم الليلي لتجنب القيظ ولمعرفته بتفشي العشى الليلي (night blindness ) بشكل وبائي بين الجنود المصريين إلا أنه لاحظ أن الجنود النوبيين والسودانيين لم يعانوا من هذا المرض .
النفي مدى الحياة إلى سرنديب أو سيلان
واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم انتقلت إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم . وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً .
احتجز أحمد عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر1882م والتي قضت بإعدامه . تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة ( بناءاً على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين ) إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان) . انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي ( لورد دوفرن ( إلى القاهرة كأول مندوب سامي - حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه.
النفي إلى سريلانكا ( سيلان سابقاً )
قام الأسطول البريطاني بنفيه هو وزملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى سريلانكا سيلان سابقاً حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات . بعد ذلك نقل أحمد عرابي والبارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة وتم عودة احمد عرابي بعد20عاماً ومحمود سامي البارودي بعد 18عاماً وعاد عرابي بسبب شدة مرضه أما البارودي لاقتراب وفاته وإصابته بالعمى من شده التعذيب .
معاقبة المساندين لعرابي
أما عمن ساندوا عرابي أو قاتلوا معه أو حرضوا الجماهير على القتال من العلماء والعمد والأعيان فقد كان الحكم أولاً بقتل من أسموهم برؤوس الفتنة من هؤلاء وعزل الباقين ثم خفف لعزل الجميع فعزلوا من مناصبهم وجردوا من نياشينهم وأوسمتهم .
العودة إلى مصر
لدى عودته من المنفى عام 1903م أحضر أحمد عرابي شجرة المانجو ( المانجو ) إلى مصر لأول مرة .
توفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911م
المصدر: from بوابة محامين مصر by خالد السيد
  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 617 مشاهدة
نشرت فى 4 مايو 2011 بواسطة foxrever

ساحة النقاش

عبدالوهاب اسماعيل

foxrever
»

عدد زيارات الموقع

812,568

تسجيل الدخول

ابحث