الكتلكتية تعني “علم التبادل”. وقد استخدم هذا التعبير، أول ما استخدم من قبل ريتشارد واتلي في عام 1831. ففي محاضراته التمهيدية حول الاقتصاد السياسي، أعرب واتلي عن عدم رضاه لاستخدام تعبير الاقتصاد السياسي للتعبير عن علم الاقتصاد، وقد أوصى باستخدام تعبير “كتلكتية” بدلاً من ذلك. فعلم التبادل هو فريد من حيث اختصاصه بالإنسان، وأنه في هذا الجانب من فعل الإنسان، ما تنطوي عليه دراسة الاقتصاد السياسي.
في تقديمه لكلمة “كتلكتية”، أكد واتلي على أن الاقتصاد ليس معنيا بالأشياء التي يتم تبادلها، بل بفعل التبادل نفسه. هذا التركيز على الفعل البشري بدلاً من التركيز على “الثروة”، الموضوع الجوهري في الاقتصاد، قاد واتلي إلى الدفاع عن النظرية الذاتية للقيمة وليس النظرية الموضوعية للقيمة، وقد حذا حذو ناساو سينيور، وغيره من المنشقين عن منهج ريكاردو التقليدي السائد في زمنه.
تعبير الكتلكتية لم يجد من يتبناه في تلك الفترة، على الرغم من دفاع واتلي عنه. غير أن هذا التعبير سيلقى نجاحا على يد لودفيغ فون ميزيس ، الذي وضع تحت عنوان “آفاق الكتلكتية وطرقها” فصلاً مهماً في كتابه: الفعل البشري. وقد وصف ميزيس فحوى الموضوع الذي يبحثه علماء الاقتصاد، بأنه السعي لشرح وبيان الظواهر المختلفة للسوق والتي تتأتى عن فعل التبادل. ودعا إلى وضع نظرية شاملة للفعل البشري وأطلق عليها اسم “براكسيولوجي”. نظرية القيمة المجردة، لا يمكن فهمها إلا من خلال نظرية أوسع حول الفعل البشري — نظرية عالمية عامة تطبق على جميع الأفعال، وليس فقط مجرد تلك الأفعال التي توصف تقليدياً بأنها “اقتصادية”. وعلى الرغم من أننا يمكن أن نستخدم تعبير الكتلكتية لتحديد جوهر محتوى الاقتصاد، يتوجب أن يعتبر ذلك فرعاً من فروع “البراكسيولوجي”.
ساحة النقاش