هي إحدى “مدارس” الاقتصاد الأمريكية الأكثر شهرة. إن مصطلح “مدرسة شيكاغو” مرتبط بصنف خاص من الاقتصاد الذي يتقيّد تماماً بنظرية الأسعار التقليدية الجديدة في تحليلها الاقتصادي وتحرُّر السوق من الكثير من العمل المتعلق بسياستها وبمنهجية تمقت نسبياً المبالغة في الشكليات الرياضية (الحسابية) وترغب في تجاهل الجدل المنطقي المتعلق بالتوازن العام الحذر لصالح تحليل التوازن الجزئي الموجه بالنتائج بشكل أكبر. وفي السنوات الأخيرة، اقترنت “مدرسة شيكاغو” بتطبيق الجدل المنطقي الاقتصادي على حقول أخرى، كالعلوم السياسية، والنظرية القانونية، والتاريخ، وعلم الاجتماع.
لقد كان لمدرسة شيكاغو جوانب متعدّدة ذات مميّزات مختلفة تماماً. وبالرغم من ذلك، يبدو أن العامل الثابت الرئيسي يتمثل في أنها احتفظت دائماً بمكانة فريدة ومتميّزة ومؤثّرة في حقل الاقتصاد. وفي العصر الحديث، وتحت مظلّة “مدرسة شيكاغو”، فإننا نستطيع أن نحصي عدّة مدارس فكرية أخرى: فعلى سبيل المثال، النظرية القائلة بأن اقتصاد بلدٍ ما يتحدّد بشكل رئيسي بكميّة النقود أو الأموال المتوفرة (السياسة النقدية الاقتصادية) في عقد الستينيّات من القرن الماضي، والاقتصاد الشامل التقليدي الجديد والمتعلق بدورة الأعمال الحقيقيّة منذ عقد السبعينيّات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، وفي وقت أقرب،المؤسّساتية الجديدة ، والاقتصاد التاريخي الجديد، والاقتصاد القانوني، وغيرها.
لقد حصلت جامعة شيكاغو على حصة الأسد من جوائز نوبل في الاقتصاد: ميلتون فريدمان ، وثيودور شولتز، وجورج ستيجلر، ورونالد كوز ، وجاري بيكر، وميرتون ميلر، وروبرت فوغل، وروبرت لوكاس، وجيمس هيكمان، كانوا جميعاً في كلية شيكاغو عندما حصلوا على جوائزهم. وإذا كنّا سنضيف رجال الاقتصاد الذين تدرّبوا في كلية شيكاغو، فإن قائمة الحاصلين على جوائز نوبل سوف تتوسّع لتشمل هيبرت سايمون، وجيمس بيوكانن ، وهاري ماركوفيتس، وروبرت موندل ، ومايرون سكولز.
ساحة النقاش