جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
<!--<!--<!--
في البردويل :
الصيـد الجائـر وغـراب البحـر مشكـلة !
بحيرة البردويل من أفضل بحيرات مصر الشمالية ويقع عليها عبئ كبير في توفير احتياجات السوق المصرية من الأسماك خلال فترة الصيف الذي يزداد فيه الإقبال علي تناول الأسماك .
ولكن معاناة البحيرة لا تنتهي ومشاكلها لاتتوقف ومستقبلها أصبح في خطر وحتي الأن لم تطرح حلول جادة قابلة للتنفيذ ومن أهم مشكلات البحيرة الصيد الجائر للزريعة وإستخدام شباك محرمة في الصيد وسد الرمال للبواغيز والتهام الطيور المهاجرة لكميات كبيرة من الزريعة ومشاكل الصيادين داخل البحيرة .
لذلك فقد كان أقصي ما حققته البحيرة من دخل حتي الآن 20مليون جنيه سنوياً وهو رقم لا يتناسب إطلاقاً مع مساحة البحيرة التي تزيد علي 165ألف فدان . والسؤال الذي يطرح نفسه هل تستطيع بحيرة البردويل التغلب علي هذه المشكلات خلال فترة زمنية قصيرة أم ستصبح قريباً مثل باقى البحيرات الشمالية والتي أصبحت ذكري من الزمن الماضي ؟!.
فالدراسات العلمية تؤكد أن الفترة من عام 1990 إلي 2001 تمثل فترة التدهور السريع للانتاج السمكي في البحيرة حيث تميزت هذه الفترة بظهور حرفتين من حرف الصيد هما السنارة وغزل الدهبانة وكلتاهما من الحرف المدمرة لزريعة الأسماك من الدنيس والقاروص والبوري حيث وصل إنتاج الدنيس عام 1995 إلي (11.3) بنسبة 6% من الإنتاج الكلي ثم انخفض إلي نسبة (5%)عام 1999 واستمر تدهور هذه النسبة حتي وصلت عام (2000) إلي 1% ويقابل هذا الإنتاج المتدهور من الأسماك الفاخرة زيادة فى إنتاج القشريات كالجمبرى والكابوريا وكذلك الحال بالنسبة لأسماك البورى حيث كان الإنتاج عام 1994 حوالى 1011 طناً بنسبة 67% وأخذت فى التناقص حتى وصلت إلى 32% عام 2001 .
ويرجع السبب فى إنخفاض الإنتاج إلى زيادة عدد مراكب الصيادين بالبحيرة حيث وصلت 1093 مركباً يعمل على كل مركب من 2 إلى 3 صيادين مما يعنى وجود 3200 صياد من أبناء سيناء فى حين أن طاقة البحيرة الإستيعابية لا تتجاوز 500 مركب فقط لصيد الإنتاج كله .
وهذه الزيادة فى أعداد المراكب تتسبب فى إنخفاض الإنتاج بمقدار 127 طناً بالمقارنة بالسنوات الماضية والتى كان فيها عدد المراكب متناسباً مع مساحة البحيرة إضافة إلى أن معظم هذه المراكب تستخدم حرفة "الجر" الخاصة بالجمبرى وذلك لإرتفاع عائدها المادى وهى من حرف الصيد وهذه الحرفة شديدة الخطورة على الإنتاج السمكى .
أيضاً تعد الجرافات الساحلية من أهم المشاكل التى تعوق التنمية السمكية بالبردويل حيث تقوم الجرافات بالجرف على ساحل البحر المتوسط فى المنطقة من بورسعيد حتى رفح وهذه ذات شباك ضيقة تؤدى إلى القضاء على زريعة الأسماك بشكل خطير يستوجب صدور قرار بمنعها لتأثيرها المدمر على الثروة السمكية بصفة عامة بالإضافة إلى هروب الأسماك من البحيرة نظراً لزيادة عدد المراكب العاملة بالبحيرة وإستخدامها محركات ضخمة تحدث ضوضاء تتسبب فى هروب الأسماك إلى البحر ثم يأتى بعد ذلك مراكب (الجر) التابعة لمحافظتى دمياط وبورسعيد والتى تقوم بالصيد فى بواغيز البحيرة مما يؤثر على المخزون السمكى داخلها وكذا أمهات الأسماك خاصة فى فترات التوالد والتكاثر فى حين أن القانون رقم 124 لسنة 1983 يمنع الإقتراب من فتحتى البوغازين لمسافة دائرة نصف قطرها 2 كيلو متر من البحيرة وأنه تم توفير لنشين للتنقل بصفة مستمرة من البوغازين لمنع مراكب الجر من الإقتراب .
والمشكلة الأخرى هى "طائر غراب البحر" الذى يعد من العوامل التى تؤثر فى الإنتاج السمكى حيث يلتهم كميات كبيرة من الأسماك ويصل هذا الطائر مهاجراً من أوروبا خلال الفترة من نوفمبر حتى فبراير من كل عام بأعداد تتراوح من (10- 15) ألف طائر حيث يلتهم كل طائر نحو نصف كيلو جرام من الزريعة يومياً مما يؤدى إلى تدمير الثروة السمكية بواقع (7.5) طن يومياً وعلى فرض أن فترة بقائها بالبحيرة نحو (75) يوماً فتصبح الخسارة نحو (562.5) طن وغالباً ما تكون الأسماك الملتهمة من الأسماك الفاخرة خاصة الدنيس مما يؤثر سلبياً على المخزون السمكى وإنخفاض الكميات الناتجة سنوياً من الدنيس .
المصدر: جريدة الصياد - العدد العشرين - مايو يونية 2003
الاتحاد التعاونى للثروة المائية