كل عام وأنت بخير أخي وصديقي
رسالة من الكاتبة مادونا عسكر بمناسبة عيد ميلادي التاسع والثلاثين
مادونا عسكر/ لبنان
هذي ورود كلماتي
من عبير النّدى مصوغة
من عطر الضّحى محوكة
نثرت حروفها على نسمة بيضاءْ
فلا يليق بالقلوب الصافيّة
إلّا ندى الكلماتْ...
هذي معانٍ راقية
غرفتها من حكمة الأُلفة
حفظتها من ابتذال المعنى
ورفعتها إلى منزلة الوفاءْ
فلا يحسن برقيّ النُّهى
إلّا فصيح الأقوالْ...
هذي عُبيّة المودّة
صنتها من خداع المدّاحْ
ألبستها سوار العرفانْ
جمّلتها بصدق المصافاة
فلا يرتقي بالمحبّة الوافرة
إلّا اتّضاع العباراتْ...
باقة من شذا المحبّة
مزيّنة بعبير الوفاءْ
مطرّزة بأصالة المودّة
وسماحة النّقاءْ
هديّة تدوم أبداً
لا تُبدّدها رياح شتاءْ
لا تذويها قطرات خريفٍ
لا يحرقها لهيب صيفٍ
وإنّما يرويها ربيع خلّاقْ.
الرد على رسالة الكاتبة مادونا عسكر:
مساؤك سعيد صديقتي العزيزة مادونا عسكرقرأت النص وأعجبت به، ورأيت نفسي تتضاءل وتنكمش حيال ما كتبت فيّ من كلمات ومعانٍ راقية عذبة تفيض إنسانية، جعلت اليد والقلب والفكر في عجز عن أن تقول ما يوفيك بعض الحق.
صديقتي مادوناإن أسوأ الحالات التي تتلبسني هي تلك التي تأتيني في يوم مولدي المشؤوم، فلم أحب ذلك اليوم قط، ولن ترينني أنني أحبه يوما ما، فأنا وفرحة الميلاد في خصام وجدل، فلست أرى فيه إلا موتا مؤجلا، نموت لنحيا في آخر المطاف، ونمر في هذه الدنيا ولم نؤثر كما يجب علينا أن نؤثر، لم نستفد من منحة الحياة، أضعناها فضاعت وأضاعتنا معها، لا أكره من الأيام مثل ما أكثر يوم الثلاثين من شهر تموز، فهو فرصة في كل عام لتذكرني بأنني لا شيء، وأتدبر أنني كل يوم أقترب من حفرة عرضها متر، وطولها متران إن أفاض علي الحافر بعشرين سنتيمتر كي تتمدد جثتي براحتها قبل أن يعدو عليها الدود فيأكلها أكلا لمّا.
صديقتي مادوناأراك وقد قرأت ما كتبت تمتعضين وتتشاءمين، ولكن هذه هي الحقيقة، هذا ما أشعر به، ولولا أنك من أخلص الخلصاء وأوفى الأصدقاء لما قلت لك كل هذا الألم، أرجو أن تعذريني صديقتي، وشكرا لك على عذب النص ومشاعره الإنسانية الراقية.قد نلتقي قريبا على الفيس بوك وقد لا يكون ذلك، دمت بخير أرجو لك عاما موفقا، وأسأل الله لي ولك الهداية، وبعض الأمن والأمان لنفسي المعذبة.مع كل الحب فراس حج محمد/ فلسطين