أجملُ ما في المرأة ثدياها!*
فراس حج محمد
ثديا المرأة أجمل ما فيها، وهما العضوان البارزان اللذان لا تستطيع المرأة - مهما حاولت - إخفاءهما، وهما من أكثر أعضائها شهوة وإثارة للرجل، ففيهما مَجْمَع شهوتها وسرّ أنوثتها، وهما أطيبُ ما فيها، وأنظف مناطق جسمها، وألينها، يجتمع فيهما صفاء بشرتها، ولونها ما بين الأبيض أو الأسمر، وما بين تلك الحُمْرة التي تحيط بحلمتي الثدي، وهما أكثر أعضاء المرأة تعرضا للتحرش!
وعدا ما فيهما من شهوة للارتواء الجنسي والعاطفي، فإن فيهما أيضا حياة كاملة للطفل الرضيع أولا، ومن خلالهما أيضا قد تتحول العلاقات إلى علاقة أبدية متينة، فهما الوسيلة الطبيعية لأخوة الرضاعة، وما زال التاريخ شاهدا على تلك الحادثة التي أنقذت فيها فتاة تدعى (بيرو) أباها المدعو (سيمون) من الموت المحقق عندما حكموا عليه أن يموت جوعا ومنعوا إدخال الطعام له بأي وسيلة، فما كان من هذه الفتاة إلا أن ترضع أباها لمدة طويلة، حتى تمكن من الصمود والعيش والنجاة من هذا الحكم القاسي، وقد جسّد الحادثة بما تحمل من دلالات تتجاوز السطحي المباشر الرسام (ماكس ساوكو)، وسبق للفنان التشكيلي (روبنز) أن رسم الحادثة مرتين؛ الأولى: سنة 1612، والثانية: سنة 1630، كما أن الموضوع كان ملهما لكثير من الرسامين بعد (روبنز).
هذا السر الإلهي العظيم المودع في ثديي المرأة لم يوجد عبثاً، ولم يمر بالفكر البشري مرورا عابراً، فقد التفت إليه المفكرون والفلاسفة والشعراء والرسامون، وحتى الفكر الديني الموغل في القدم، والمعتمد على ممارسة الجنس كما هو في معابد الهند القديمة، وهنا تستحضر الذاكرةُ بعض اللوحات الفنية من العصور الوسطى، تلك التي كانت تبرز مفاتن الجسم وخاصة الثديين، كما وجدا عند الشعراء العرب وغير العرب، فقد تحدث عمرو بن كلثوم في معلقته عن الثدي واصفا إياه بــ "حُقّ العاج" فكان الوصف جماليا يتجاوز حدود الشكل الخارجي إلى ما يشعر به تجاه هذين العضوين المثيرين، فقال:
وثدياً مثل حُقّ العاج رخصاً// حصاناً من أكفّ اللامسينا
|
|
إن ما تحدث به الشاعر في هذا البيت يشير إشارة واضحة إلى أن هذين الثديين مثيران حد الانتباه الشديد إلى أن يلاحظ جمالهما أي ناظر، لكنّه حصّن هذين العضوين من أكف اللامسين، وهذا هو الوضع الطبيعي المشاهد والمعروف عند مشاهدة النساء!
وليس فقط الشاعر الجاهلي من وقف عند هذا التجلي الجمالي الأنثوي الكامن في الثديين؛ إذ تشير المدونة الشعرية العربية إلى ورود كلمة النهد والثدي أكثر من (600) في قصائد الشعراء، وذلك حسب الموسوعة الشعرية الإلكترونية، ولكنني ىسأقفز عن كل تلك الأشعار؛ لأصل إلى الشاعر محمود درويش الذي خَص النهدين بحضور خاص في قصيدته "درس من كاموسوطرا"، واصفا الثديين بــ "توأمي حجل نائمين على صدر" تلك الفتاة المنتظرة! وأما الشاعر نزار قباني فإنه يعبر عن ذلك التوحش الذي يمارسه الرجال ضد أثداء النساء إلى درجة أنه سيبني أهراما من الحلمات المقطوفة من صدور النساء التي تتعرض للافتراس الرهيب!
إن في ثديي المرأة حياة للطفل، ولكنهما حياة وشهوة للرجل الذي لا يستطيع أي رجل أن يتجاوزهما، فليسا مجرد مجموعة من الأنسجة العضلية لضخ الدم والحليب، إنهما دلائل الأنوثة المكتملة، فما أجمل ذينك الحجلين النائمين ينتظران أبعد من انتظار "محمود درويش" ولكن دون بناء أهرامات منهما كأهرامات "نزار قباني"، بل صناعة طقوس شهوة كاملة روحية قبل أن تكون جسدية.
هذه هي الطقوس، وتلك هي الحياة، وذلك هو الارتواء الذي أنتظره، فلا تبخلي بهما فأنا أستحقهما بجدارة الحب، وهما يستحقان الاحتفاء والاحتفال، بعد حلم كنتِ فيه طافحة بكامل شهوة ثدييك المتحفزين للجنون!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المقال التي تعرضت بسببه إلى عقد لجنتي تحقيق، إحداهما كانت لجنة انضباطية مكونة من ثلاث وزارات، بعد أن نشرت المقال مصحوبا بصورة الفتاة التي أرضعت أباها، وأثارت الصورة والمقال رود فعل واسعة في الوسطين التربوي والثقافي بين مؤيد ومعارض.