فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

authentication required

من مقدّمات الكتب

تقديم كتاب رائد حواري

فراس حج محمد

تنتابني حالة من الارتباك والضياع في كلّ مرة أكتب فيها عن كاتب أسير، أو كتابِ أسير، والآن تزداد الحالة وضوحا إذ إنني أكتب عن كتاب يتناول إبداعات أحد كتابنا الأسرى الأكثر إنتاجا والأخصب عطاء، وهو عطاء ممتد في حقول الرواية والشعر والرسالة والمقالة السياسية والمقال النقدي.

لم أعرف الكاتب كميل أبو حنيش خارج المعتقل، بل إلى الآن لم نلتق وجها لوجه، وإن نتبادل الاتصالات كثيرا، يحدثني وأحدثه في قضايا متعددة، كتبت في رواية كميل "مريم/ مريام" أربع مقالات، كانت رواية محفزة للقراءة والكتابة. ويدور حوار بيننا على الهاتف حولها وحول قصائده. قصائد كميل مربكة وليست سهلة، ذات حمولة معرفية وثقافية متنوعة، وروايته تتحرك في ذلك الفضاء المفترض من حياة فلسطين التاريخية، وحياة الأسير الفلسطيني، وأما رسائله ففيها الكثير من الوجع الإنساني الحاد، وأما مقالاته السياسية التحليلية فترى ما يراه الآخرون، ذات بعد نظر ثاقب، وأخيرا تتمتع مقالات كميل النقدية بمساحة تحليلية للعمل الأدبي، محاورا وكاشفا ومعللا، يسبغ عليها حمولته الثقافية، لتكون أمام كاتب مثقف ومتنور وطليعي، غير مهادن، ولكنه أيضا عقلي ينماز بالعمق والتبحر والتبصر المعرفي.

في هذه المقالات التي كتبها الكاتب الطليعي النشيط والمثابر والمثقف رائد الحواري، يجوس فيها عتمة السجن، ويستجلي نور الفكرة والبصرة التي ربما بحكم وضع وسياق سياسي صعب لم تظهر جلية للقارئ، تأتي إضاءات الكاتب رائد التحليلية كاشفة، وكم هي مهمة صعبة أن تكتب مقالة نقدية في إبداع كاتب متمرس كالكاتب كميل أبو حنيش، إذ يعترف إدوارد سعيد مثلا أن المقالة الأدبية غير كافية في إعطاء العمل الأدبي حقه، ولا تغني عن قراءة ذلك العمل.

ربما استطاع الكاتب رائد أن يقرّب النصوص الكميلية إلى القارئ، بحكم ما يتمتع به من دُربة ومران على قراءة الأعمال الأدبية، أهلته ليستطيع التفريق بين عمل وعمل من الناحية الفنية، ومفاتيح كل عمل، وكذلك فكرته وفلسفته.

لعله من المفيد أن أقول إن الناقد في خدمة الكاتب، إن هذه المقولة مهمة في حالة كميل أبو حنيش والكتاب الأسرى عموما، هؤلاء الكتاب الذين لم يبخل عليهم الكاتب رائد الحواري بقراءة ما كتبوا، بل إن له بصمات لا تنسى في مجال المتابعة والقراءة، وكان من حصيلتها كتب متعددة تناولت إبداعات هؤلاء الأسرى. فكان أن نصّب نفسه لخدمة هذا الفرع من فروع الأدب الفلسطيني، وهو أدب السجون والمعتقلات، وعرّف بكتابات لم يتناولها إلا قليل من الأقلام بالرصد والتحليل.

يضيف هذا الكتاب لبنة جديدة أخرى من جهد الكاتب التحليلي، ويساهم مساهمة فعالة في إضاءة عوالم كاتب فلسطيني أسير، أصبح له مشروعه الأدبي الذي يعمل عليه بكامل الجهد والطاقة، فكل التقدير لهذا الجهد، مع تمنياتي للكاتب الأسير كميل أبو حنيش، والأسرى كافة، أن يمنّ الله عليهم بالتحرير القريب. إنه وليّ ذلك والقادر عليه. 

حزيران 2020

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 207 مشاهدة

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

718,015

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.