الحرب العالمية الثالثة: لا تخافوا ولكن كونوا مرعوبين
الحرب العالمية الثالثة
هي حرب عالمية ترمز إلى حرب افتراضية تعقب (الحرب العالمية الثانية)(1939-1945) حيث يتوقع أن تتم على نطاق عالمي مع تكهنات متعددة في أن تصبح حروب نووية ومدمرة للطبيعة. هذه الحرب تم التقييم لها ,وتخيل تأثيراتها من قبل عدد من السلطات المدنية والعسكرية، كما تم تصويرها في عدد من الأفلام والبحوث في عدة بلدان، حيث تضمنت استخدامًا محدودًا للقنابل الذرية التي قد تؤدي إلى تدمير الكوكب. مع التطور في سباق التسلح وقبيل تفكك الاتحاد السوفييتى السابق ونهاية الحرب الباردة اعتبر البعض حينها أن حربًا ابوكاليبسية قد تكون محتملة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. اعتبرت ساعة القيامة التي استحدثت في عام 1947 "رمز تاريخي" للحرب العالمية الثالثة منذ أن دخل مبدأ ترومان حيز التنفيذ في عام 1947 . كما اعتبرت أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 لحظة تاريخية كانت من أقرب اللحظات لوقوع الحرب العالمية الثالثة.
كيف تقوم حرب عالمية
*لنأخذ الحرب العالمية الثانية مثالاً. بحلول عام 1939، كان الديكتاتور الألماني أدولف هتلر مُصمماً على غزو بولندا وضمها إلى الرايخ الثالث. وكان لدى بولندا ضمانات بدعم عسكري فرنسي وبريطاني في حال تعرضها للهجوم من قِبل ألمانيا. لكن قبل اقتحام الجيش الألماني الحدود البولندية كان على هتلر تحييد الاتحاد السوفيتي، إذ هناك احتمال أن يقاوم الاتحاد السوفيتي غزو جارته الغربية الضعيفة. أدت المفاوضات السرية في 23-24 أغسطس/آب 1939 إلى توقيع مُعاهدة عدم الاعتداء الألمانية السوفيتية في موسكو. وفي بروتوكول سري من هذه المُعاهدة، وافق الألمان والسوفييت على تقسيم بولندا بينهم.
*ذُهلت أوروبا حتى دون الكشف عن البروتوكول السري. الآن يُمكن لألمانيا أن تُهاجم بولندا، كان من المفترض أن يبدأ الغزو في 26 أغسطس/آب 1939، لكن شيئاً ما عطل الهجوم.
*قبل موعد الحرب بيوم واحد، وقَّعت بريطانيا وبولندا على معاهدة رسمية لتبادل المساعدة بينهما (لتحل محل اتفاقية سابقة وإن كانت مؤقتة). وأخيراً، في ظهيرة يوم 31 أغسطس/آب 1939، أمر هتلر ببدء الأعمال العدائية ضد بولندا في الساعة 4:45 من صباح اليوم التالي، وهو ما تم بالفعل. رداً على الهجوم، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في 3 سبتمبر، في الساعة 11:00 صباحاً وفي الساعة 5:00 مساءً، على التوالي. وهكذا بدأت الحرب العالمية الثانية.
*إذن بدأت الحرب بدولتين فقط؛ ألمانيا وبولندا، وانتهت بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة في جدول اعمال الحرب ، خلال الأعوام 1939-1945 كان المحاربون الرئيسيون هم قوى المحور، ألمانيا وإيطاليا واليابان، والحلفاء، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والصين بدرجة أقل.
*وهنا نعود لتصريح قديم لمسئول حكومي صيني عام 1981، حيث ذكر أن الحرب بين القوى العظمى «امر لا مفر منه »، وقد تبدأ الدول الأقل بالحرب وينجر إليها الجميع.
*فى يوميات الحرب العالمية الثانية قُتل بصورة عامة حوالي 27.000 شخص يوميًّا بين الأول من سبتمبر/أيلول 1939 حتى استسلام اليابان الرسمي في 2 سبتمبر/أيلول 1945.
في غارات الحلفاء الجوية على ألمانيا قُتل حوالي 410.000 مدني ألماني. وبين يوليو/تموز 1944 ويناير/كانون الثاني 1945، قُتل ما معدله 13.536 شخص شهريًّا. وخلال هجوم واحد نُفِّذ في الليل، بدأ في الأول من فبراير/شباط 1945 واستمر ثلاثة عشر يوماً، قُتل أكثر من 20.000 مدني في درسدن، وفقدت مدينة نوردهاوزن حوالي 20% من سكانها في هجوم ليلة واحدة في مايو/آيار 1945.
وفي يوليو/تموز 1943، في ليلة واحدة فقط في هامبورغ، لقي شخص حتفهم *جراء قصف الحلفاء. وفي هانوفر، فقد حوالي 250.000 شخص منازلهم في الهجوم الليلي من 8 إلى 9 أكتوبر/تشرين الأول 1943. وخلال ذلك الوقت أحصت برلين حوالي 400.000 شخص بلا مأوى، وفي مارس/آذار 1944 وصل عددهم إلى حوالي مليون ونصف.
حتى سكان القرى الصغيرة لم يكن لديهم شعور بالأمان وتعرضوا للهجوم أيضاً، إما عن طريق الصدفة، كبدائل لهدف آخر، أو بسبب الصناعة المحلية، كما في حالة Deutsche Gasolin AG، وهي مصفاة لتكرير النفط في قرية Dollbergen، الواقعة على بعد حوالي 30 كم شرق هانوفر، مع عدد سكان حوالي 1400 نسمة فقط.
هل كان الحُلفاء يعاقبون الشعب الألماني؟
السبب المُعلن هو اضعاف معنويات السكان *وهز أسس النظام. كانوا يطمحون أيضاً إلى حدوث تمرد واضطرابات مدنية وانتفاضة عامة ضد النظام النازي، وعلى الرغم من أن القادة الألمان كانوا يتوقعون مثل هذه الاضطرابات، فإنها لم تحدث قط.
في عام 2003 نشر (يورج فريدريش) *أحد أشهر المؤرخين الألمان، كتاباً اعتبر فيه أن حملة سلاح الجو الملكي البريطاني ضد ألمانيا خلال الأشهر الأخيرة من الحرب لم تخدم أي غرض عسكري، بل إن قرار ونستون تشرشل – رئيس وزراء بريطانيا حينئذ – بإسقاط المزيد من القنابل على ألمانيا المُدمَرة بين يناير/كانون الثاني ومايو/آيار 1945، ومعظمها في بلدات ألمانية صغيرة ذات قيمة استراتيجية ضئيلة، كان جريمة حرب.
*لا توجد إحصائية دقيقة لعدد قتلى وجرحى الحرب العالمية الثانية، في الاتحاد السوفيتي وحده – صاحب الفاتورة الأعلى – قُتل حوالى 24 مليون إنسان، وفي الصين قُتل حوالى 20 مليون إنسان، أمَّا ألمانيا التي أوقدت الحرب فقد خسرت ما يُقارب ثمانية ملايين إنسان.
*أما الخسائر الماديَّة، فقد دُمرت دول بأكملها، كألمانيا، واستقبلت اليابان قُنبلتين نوويتين، وظلت مدينتا هيروشيما ونجازاكى تُعانيان من آثار الإشعاع النووي لعقود.
خسائر البشرية حال قيام حرب عالمية ثالثة
ذكر كينان عام 1981: «السنوات العشر القادمة خطيرة للغاية، إنها مخيفة، يجب ألا ننسى هذه الحقيقة أبداً».
*أول الهجمات الكبيرة في الحرب العالمية الثانية قامت بها طائرات ألمانية خلال سيطرتها على دول مثل الدنمارك وبولندا وهولندا. وأسقطت الطائرات الألمانية آلاف القنابل على بريطانيا لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية خلال معركة تدمير سلاح الجو الملكي البريطاني.
*في المحيط الهادئ، كان أول هجوم كبير عندما قصفت الطائرات اليابانية ميناء بيرل هاربر الأمريكي عام 1941. وفي وقت لاحق، لعبت الطائرات أدواراً رئيسية في معارك بحر المرجان، ومعركة ميدواي، ومعركة جوادالكانال. وكانت الضربة الأخيرة في الحرب عندما ألقت طائرات أمريكية قنابل ذرية على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين.
في الحرب العالمية الثانية، استخدم المتحاربون ثلاثة أنواع من الطائرات:
الطائرات المقاتلة Fighter Aircraft: *وصُمِّمت للقتال الجوي، فهي سريعة ورشيقة، واستخدمت لكسب التفوق الجوي على أرض المعركة.
الطائرات القاذفة أو القاذفات Bomber: *وهي الطائرات الأكبر، وصُمِّمت لحمل وإسقاط القنابل على أهداف العدو. كانت هناك أحجام مختلفة من الطائرات القاذفة، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وحيث إن القاذفات تكون طائرات ثقيلة لا تستطيع المناورة في الجو، فكانت تُقلع في حماية طائرات مُقاتلة، كما استُخدمت الطائرات المُقاتلة لإسقاط القاذفات قبل الوصول لأهدافها.