فريق «التوثيق البصري لآثار سورية» يدق ناقوس الخطر... آثارنا تتعرض للسرقة والتدمير المتعمد 
 
 
منذ عام 2007 أطلق مجموعة من الشبان السوريين مشروعهم لتوثيق آثار سورية بصرياً انطلاقاً من حوران، حاملين كاميراتهم، ساعين لجمع آلاف الصور لمواقع أثرية، بعض منها لم يبق له أثر إلا في هذه الصور بسبب السرقة والتخريب الممنهج لهذه الآثار، وقد أسعفتهم أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك فقدمت صفحات «روزنامتها» السنوية لتسهم بدورها في هذا المشروع ولتعرف أبناء البلد بآثار وحضارات أجدادهم.
واليوم وإذ يطلقون «روزنامة» السنة السادسة «2013» ضمن هذا المشروع يدقون معها ناقوس الخطر إزاء ما تتعرض له أوابدنا من سرقة وتخريب متعمد وصل إلى حدّ التفخيخ والتفجير بهدف طمس ملامح تاريخ سورية وماضيها المجيد.
المهندس عيسى المهنا أحد أعضاء هذا الفريق قال لـ«الوطن»: إن أهمية هذا المشروع برزت مع الأحداث التي تمر بها البلاد، فقد كان من أهم أهدافنا توثيق المواقع الأثرية والأوابد بالصور وخاصة تلك التي لم يسمع بها أحد والتي لا تزال مجهولة حتى من الدولة إذ إن نحو 3600 موقع أثري مسجلة لدى الدولة، وقد يتضاعف الرقم بسهولة إذا أضفنا إليها المواقع غير المسجلة، فهناك مقابر أثرية ولوحات فسيفساء بالغة الأهمية لا تزال مجهولة وغير مسجلة كفسيفساء بعلة وغيرها.
وأضاف المهنا: اليوم ثبتت أهمية المشروع لأنه خلال هذه الأحداث كانت كل آثار سورية مستباحة، وكان تخريبها أحد الأهداف التي يسعى أعداء سورية إليها ليتم محو هويتها ونسف تاريخنا وماضينا، وهناك بعض المواقع الموثقة تم الاعتداء عليها وخاصة في منطقة اللجاة كسحر والمسيكة وهمان والطف وبرج «الزبيرة والزباير» الذي يبلغ قطره نحو ثمانية أمتار ولم يعد موجوداً اليوم، وحتى آثار بصرى لم تسلم من التخريب المتعمد فسرير بنت الملك تم تفخيخه ونسفه بعدما ظل شامخاً منذ القرن الثاني قبل الميلاد، كما أن سرقة الآثار وتخريبها بحثاً عن الكنوز التي كانت نشطةً قبل «الأزمة» وتتم في جنح الليل، غدت اليوم تتم في وضح النهار.
وبيّن المهنا أن التخريب المتعمد طال العديد من المواقع الأثرية كالقوس المركزي ببصرى ومدرج الأشعري، الذي عثر فيه قبل الأزمة على حمامات رومانية تم تدميرها خلال الأحداث بحثاً عن الكنوز، وكذلك «قدس الأقداس» بشعارة الذي تعرض للتخريب، «كما أن موقع سحر الذي وثقناه بالصور تعرض لاعتداء هائل، ومدرج ومسرح سحر لم يبق منه اليوم أي حجر يدل على أن من بنوه كانوا هنا في يوم من الأيام».
وعن «روزنامة 2013» قال المهنا: التزمنا مع جميع أبناء الأبرشية التزاماً وجدانياً بأن تعرض سنة بعد سنة على صفحات هذه الروزنامة بعض المعالم الأثرية والتراثية الموجودة والمتناقلة على الواقع أو في ذاكرة الناس ولاسيما في محافظتي درعا والسويداء لكن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد كانت عائقاً أمامنا فلم نتمكن من القيام بجولات على الأرض للتصوير والتوثيق، ومن أهم ما توثقه الروزنامة هذه السنة قصر تراجان ببصرى والرصيف الروماني في المسمية الذي يعود إلى ما قبل الميلاد والمرصوف بحجارة ضخمة منحوتة يبلغ طول بعضها المترين، وقوس النصر المركزي ببصرى، ومدرج الأشعري وهو من أقدم المدرجات في المنطقة وقدس الأقداس في شعارة وقنطرته البديعة التي نحتت على حجارتها الأبراج السماوية الاثني عشر، وقد تم تشويهها بحثاً عن اللقى، وكذلك الحمامات المركزية ببصرى، وكنيسة «مار إلياس» بصيدنايا ومزار «مار إلياس الحي» بمعرة صيدنايا، وكذلك مدرج درعا الأثري الواقع إلى الغرب من الجامع العمري، إضافة إلى أيقونات وكتب أثرية، ومقتطفات غنية من تراث حوران.

 
موقع آثارنا

fauze

فوزي أحمد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2013 بواسطة fauze

fawzi fawzi

fauze
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

138,142