ناصر الدين يونس - الرقة - عربي برس

 

 

فليصمت الإعلام السوري الرسمي وليرتبك وزير الإعلام ولتخرس كل الأصوات التي لا تعرف كيف تدافع في السراء بالصوت والصورة وفي الضراء بالصوت والصورة أيضا. ما حصل في الرقة ليس معيبا للجيش العربي السوري ولا يفت من عضده ولا من معنوياته ونشر ما حصل لا يقلل من قيمة بطولات الرقة التي لم تترك قسم ولائها لشرفها العربي ولا لتاريخها السوري المجيد.

الرقة التي رفضت "سلميتهم" الهدامة، والتي استقبلت أهالي القتلة والمجرمين من أرياف حلب وإدلب دير الزور واحتضنتهم كجزء منها وفتحت لهم بيوتها ودورها ومضافاتها، الرقة التي لم تجد في مطالبهم غضاضة لكن حين تحولوا إلى مرتزقة مجانين عند العدو التركي – الأميركي قاتلتهم وستقاتلهم.

ما حصل في الرقة باختصار هو رد أميركي على هزيمة المرتزقة في الطريق ما بين محافظتي حماة وحلب،  تلك الهزيمة السريعة التي أنزلها الجيش العربي السوري بالمرتزقة ورعاعهم المسلح على مساحة تعادل ثلث مساحة سورية، ردت عليها أميركا عبر المرتزقة والأتراك الذي يقودون المعارك حيث لا تقود المرتزقة قوات دلتا الأميركية أو القوات الخاصة لفرنسا وبريطانيا وألمانيا. 

العدو الأميركي قادر على استخدام خونة في مواقع مؤثرة يستطيعون فتح طرقات مقفلة، واختراق تحصينات تؤمن مدينة مثل الرقة ،فتدخلها قوات مؤللة تركية تقود آلافا من آليات المرتزقة القاعديين الذين ساندهم آلاف المرتزقة القابعين باسم النزوح في أحياء المدينة.

أصابت المفاجأة أهل الرقة من رسميين وعاديين لأن المدينة محصنة ولا حاضنة فيها للإرهاب، ولم يحسبوا أنها "ستسقط" ويظهر فيها الجيش التركي وكتائب المرتزقة دون قتال خارج مداها الحيوي الدفاعي. لكن الخونة في مواقع مؤثرة أصدروا أوامرهم لقطعات معينة لتغطي ما قيل لهم أنها منافذ سيحصل منها هجوم إرهابي فتركوا مواقعهم ولم يدر في خلد الضباط المسؤولين أن مصدر الأوامر خائن تلقى أوامره من الأميركيين والأتراك ومعها أكياس الأموال الضخمة مقابل إسقاط المدينة، فخرجت ثلاث قوى من مواقعها للتصدي لهجوم أُعدّ من مواقع معينة فكانت النتيجة أن دخلت القوى التركية إلى المدينة دون قتال.

 اندلع القتال داخل المدينة، ولم يحدث أي قتال خارجها، لان الغزاة سلكوا طرقا خلت من القوات المسؤولة عن حمايتها. والسؤال: من سحب الحمايو عن هذه الطرقات؟ ومن يحمي الخونة الآن؟

حصل الأمر نفسه في حلب ولم تسقط الأحياء فيها لأن المسلحين أقوياء، ولا لأن الجيش العربي السوري ضعيف، سقطت أحياء حلب لأن الخونة في مواقع المسؤولية أفرغوا الحواجز والمواقع الدفاعية بأوامر لا يمكن أن تُرفض، فدخل المرتزقة بسهولة وقاتلوا من داخل الأحياء في المدنية، فصار لزاما على الجيش إما أن يدمر حلب على المسلحين والمدنيين، أو أن يختار إستراتيجية القتال الدفاعي حفاظا على الأحياء الباقية.

حوصرت حلب وقطعت طرقاتها لا لضعف الجيش العربي السوري، بل لأنه وُجد على الأرض من هو قادر على عرقلة الخطط العسكرية المحكمة التي تضعها القيادة، والتي تضيع فاعليتها بتأثير فاعل يستطيع أن يسوف ويؤخر ويماطل في إيصال العديد بطرق يعرفها الخونة وتفاجئ الشرفاء في القيادة.

الخائن فرد، أو قلة قليلة، ولكن حين يكون الموقع الذي يتولاه مؤثر تصبح طرق عبور الغزاة سالكة، فمن هو الخائن الذي فتح طريق الغزو التركي بالكتائب التركية المباشرة وبالقوات الأميركية الخاصة التي تقود مرتزقة النصرة وقتلة القاعدة ممن يسمون أنفسهم ثوار جيش حر لا حرية لديه إلا في ظل الأوامر الأمريكية؟

من الخائن الذي اسقط الرقة؟

ومن المقصر الذي ترك الرقة تحت رحمة الخيانة؟

أسئلة لا تضير الجيش العربي السوري ولا استخباراته ولا أمن الدولة ولا الأمن الجوي ولا الرئاسة .

الرقة مع الشرعية وضد الغزو

الرقة تنادي "وا بشاراه" ولن تتخلى عن راية العرب لترفع الراية التركية الحمراء، ولا تلك الراية الأميركية التي تحمل رسم لا اله إلا الله زورا وبهتانا.

الرقة تنتظر المشانق التي سيرفعها الرئيس بشار الأسد للخونة وللمقصرين في ساحاتها وفي ساحات دمشق، فليس من المقبول أن ننتصر في الطريق من حماة إلى حلب، وأن ينتصر الجيش العربي السوري على مدى مئة وثلاثين كيلومترا من الطريق إلى حلب استعدادا لتطهير أحيائها وريفها، ثم تستطيع الولايات المتحدة بإسرائيليها العثمانيين الجدد ومرتزقتها من القاعدة إسقاط الرقة ردا على انتصارات الجيش تلك، وما كان بإمكانهم إسقاطها لولا الخائن الذي يحتل مركزا في موقع القرار.

أهالي الرقة غاضبون لا منهزمون، ويريدون رأس الخونة على صينية ترفعها أيادي الجيش العربي السوري القادمة مع الفرقة 11 لتحرير المدينة التي ما زالت تقاتل ولن تستسلم، وما زال أبناء عشائرها يحملون السلاح الآن في شوارع المدينة ولن يهزموا أو يستسلموا وهم يقاتلون الغزاة كما ينبغي لأبناء الكرامة العربية أن يفعلوا.

تثبت الرقة اليوم أنها سورية، وعلى سوريا أن تثبت أن الرقة غالية عليها، فيحمل السوريون إلى الرقة رؤوس الخونة مقطوعة أمام عيون الجميع. الصمت خيانة، والنيل من معنويات الجيش خيانة أكبر، وما يحدث الآن حرب حقيقية، وفي الحرب قد تسقط المدن ثم نحررها، وأول الخطوات نحو النصر أن نعترف بالواقع، والواقع في  الرقة هو ما سبق قوله في هذا المقال، فالرجال هنا في الرقة يقاتلون الآن في كل شوارعها وأحيائها، لا فرق بين مدني وعسكري، والمدافعون عن مبنى الأمن العسكري يسطرون ملاحم الفخر، ولكنهم ليسوا وحدهم، فأهل الرقة معهم يحملون السلاح ويقاتلون الغزاة في كل شبر من أرض الرقة.

 ميدانيا، علمت عربي برس أن اللجان الشعبية في الرقة أعدت على عجل قوات متحركة مشكلة من مجموعات مقاومة بدأت في قتال المحتلين الغزاة، وهي تركز هجماتها على القوات التركية التي تميزها عرباتها المدرعة الخفيفة (الهامر) ولغتها الصادرة عن الأجهزة اللاسلكية، ورغم ابتعاد الأتراك عن الحواجز واختبائهم خلف الرعاع، إلا أن أعوان المسلحين من بين النازحين إلى الرقة تحدثوا عن قوات تركية كبيرة تشارك في القتال لعدم ثقتهم بقدرة الرعاع المعارض على الصمود في وجه فرقتين قادمتين لتحرير المدينة ترصدهما الأقمار الصناعية الأميركية (بحسب المصادر المعارضة التي تتخوف من لحظة وصول تلك القوة).

ويقول قادة المسلحين الذين خرجوا من بين النازحين في المدينة، والذين تخفوا بين المدنيين،  أن في المدينة قوات أميركية صغيرة العدد ولكنها تقود القتال من عربات نقل قيادية، وهو أمر يبعث الطمأنينة في نفوس المرتزقة لأنهم يعرفون أنهم دخلوا المدينة بلا قتال، وأنه لم يمسس القوات الرئيسية التي تدافع عن محيطها أي أذى، ولا تزال قوات الفرقة 17 حاضرة بكامل جاهزينها، فغزو المدينة حصل كتسلل وليس اجتياحا، ويقول المسلحون المرتزقة أنهم لم يروا مثيلا للمدرعات الأميركية من قبل، وهي لا تشبه سيارات الجيش العربي السوري بل تشبه ما كنا نراه على القنوات الفضائية التي كانت تعرض مشاهد القوات الأميركية الغازية لذلك لأكثر من بلد في العالم.

التورط التركي واضح، والأميركيون لا يخفون هويتهم ،ويتحركون بشكل علني في مراكز محددة داخل المدينة، والجميع هنا يترقب وصول القوات السورية من ريف الرقة (الفرقة 17) والقوات القادمة من النبك (الفرقة 11) والتي يتوقع وصولها خلال 24 ساعة، فتدخل المدينة التي لا تحاصرها قوات المرتزقة، بينما تملك القوات التركية خطوط إمداد فيها تصلها إلى الأراضي التركية، فهل تندلع حرب تركية سورية بسبب الرقة؟؟

 

النازحون ...النازحون...احذروا الغطاء الذي يؤمنوه للمرتزقة

بالطريقة التي جرى فيها إسقاط المراكز الرسمية في الرقة يمكن إسقاط المراكز الرسمية في طرطوس واللاذقية ودمشق، هذا ما يقوله القائد الميداني في اللجان الشعبية المقاومة في الرقة "أبو سليمان يونس"، ويوضح أن النازحين الذين يعدون بمئات الآلاف قاموا بتأمين المأوى لمجموعات جلبت الأسلحة وخزنتها سرا على مدى عدة أشهر، فلما دخل المسلحون المرتزقة والقوات التركية خرج النازحون بالآلاف حاملين السلاح وسيطروا على المواقع الحكومية، وقام بالتنسيق بينهم قادة ميدانيون تربط بينهم أجهزة اتصال، وتضعهم جميعا بتصرف غرفة عمليات تسيطر على مجمل الصورة.

وقال اليونس: يجب الحذر من النازحين، فالمشكلة أن بينهم مرتزقة هم كأبناء الزنا، ونحن نستطيع نحن التعامل مع النازحين بغير المحبة واللين، ولكن بينهم غدارون وخونة، والحل هو في تعاون الشرفاء من النازحين لضرب الخونة وإلا فالجميع سيدفع الثمن، لأن الرقة لن تقبل الخونة بعد تحريرها.

وكشف يونس أن اللجان الشعبية تسيطر على معظم أحياء الرقة الداخلية بينما يتواجد المسلحون والأتراك في الساحات العامة والطرق الرئيسية. وحول هوية المسلحين قال يونس أنهم من خارج المدينة، والدليل أن كل قتلاهم ليسوا من الرقاويين، وقد عُرف منهم: 

جابر الخضر من قرية الخميسية

عبد الواحد الحسين من قرية حويجة شنان

محمد الناصر العايد من قرية الغانم العلي

وقد نقل هذان الأخيران إلى تركيا للعلاج، ثم ماتا هناك بحسب مصادر أهاليهم النازحين.

 

أما المواقع التي لا تزال الاشتباكات تدور في محيطها، أو تلك التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية في المدينة فهي:

جميع الأحياء الداخلية، وهي تحت سيطرة اللجان الشعبية والقوات شبه العسكرية التابعة للتشكيلات المدنية المقاومة للغزو

محيط ساحة الإطفائية

معسكر الجيش الشعبي

كتيبة المستودعات

الأمن العسكري                                        

مطار الطبقة العسكري

جميع معسكرات الفرقة 17 

الطريق الدولية من وإلى الرقة باتجاه البادية، كلها سالكة وتحميها قوات مدرعة تابعة للجيش العربي السوري والطائرات الحربية تحلق باستمرار وتقصف أي هدف متحرك للغزو التركي - المرتزق وتقضي عليه.

fauze

فوزي أحمد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 118 مشاهدة
نشرت فى 5 مارس 2013 بواسطة fauze

fawzi fawzi

fauze
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

138,133