كفاح نصر | في معركة كسر العظم.. أردوغان يخسر منطقته العازلة..!

ربما لم تكن مصادفة مقتل 25 جندياً تركياً، والعمليات العسكرية للجيش التركي شمال العراق، وخصوصاً أنه أثناء العمليات كان أردوغان يتفاوض مع روسيا على الغاز، فيما أوغلو يتحدّث عن طريق بديل للشاحنات التركية خارج الأراضي السورية، ولكن ما لم يتوقعه أردوغان وأوغلو هو أن تنتهي سياسة التسامح السورية وتبدأ سياسة الصفع على الوجه.

نعم حين كان الجيش التركي يقصف شمال العراق، ومع الحديث عن طريق بديل للشاحنات التركية، كان أوغلو يعتقد أنه يهدّد السوريين، ولكن لم يتوقع صفعة موجعة من السوريين، تترك آثار أصابعها على خطابات قادة العدالة والتنمية، فهم لوّحوا بالعقوبات الاقتصادية، وما إن أعلن التركي أنه سيوقف تعامله مع المصرف المركزي السوري، حتى كانت اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين قد ذهبت أدراج الرياح، بل لم يتوقع أردوغان أن تسرّب الصحافة الروسية خبر طلب تركيا عضوية منظمة شنغهاي.

أردوغان الذي حصل على جزر من سورية وإيران وروسيا، يريد الآن منهم ثمن هزيمته في سورية، ولكن مع كل طلب يخسر ورقة من يده، فمع نهاية انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وتهاوي المشروع الأمريكي إلى درجة أن يطلبوا من المسلحين في سورية عدم تسليم أسلحتهم والاستفادة من العفو، كان يجب على أردوغان أن يعلم أن عليه إما المحافظة على ما يملك من الجزر ويدرك أن بعد الجزر عصا مؤلمة، كما كان يجب على أردوغان المهزوم أن يحافظ على ماء وجهه، وقد ظن أن السوريين بأحسن الأحوال سيقومون بتأنيبه بعدة صفعات على مؤخرته، كما يؤنّب الطفل، ولم يكن يتوقع أن تترك الأصابع السورية آثارها على وجهه، بل لم يتوقع أردوغان أن يسمع من الإعلام السوري خبر قيام مجموعات إرهابية بدخول سورية من الحدود التركية والاشتباك معها، ومن ثم الحديث عن (قيام الجيش التركي بإسعاف المصابين من المرتزقة والإرهابيين)، والمفاجأة لم تكن بالكمين الذي نصبه حرس الحدود السوري في منطقة غير متوقع أن يحدث فيها خرق أمني، ولكن المفاجأة أن الإعلام السوري ومعه الروسي لم يعد يخفي خبر تورّط التركي في دعم العصابات.

فبالأمس كان الإعلام الأمريكي يحرج التركي بتسريب مثل هذه الأخبار، والآن دول الجوار التركي تؤكدها، ويعلم أردوغان تماماً ما معنى أن يقوم الإعلام السوري بنشر خبر يؤشر إلى التدخل التركي في دعم العصابات المسلحة لأول مرة منذ بدء الأزمة، وتسريب خبر اعتقال أكثر من 40 ضابط استخبارات تركياً في سورية، نعم هو الواقع الجديد.

بالأمس زارت "جورج بوش" البحر المتوسط، فتحركت البحرية الروسية والصينية ودقت طبول الحرب، وبالأمس لمح التركي لمنطقة عازلة، فأقام الجيش العربي السوري منطقة عسكرية، وبالأمس وبين تفاصيل الأخبار والجمعات التي تتحدّث عن المنطقة العازلة، كانت مناورات الجيش العربي السوري تقول للتركي ومن خلفه إن أزمة الصواريخ الكوبية تتكرر ولكن في زمن آخر، فمن يهدّد بالحرب الآن هو الروسي والصيني والسوري، وليس الأمريكي المنهار اقتصادياً ولا الأوروبي الغارق في أزماته، الآن نحن في زمن تفتح فيه واشنطن حرب نجوم* لينهار الاقتصاد الروسي فيصبح الاقتصاد الأمريكي والأوروبي على شفا الانهيار، لأن التاريخ لا يكرر نفسه، والروسي قادر على تقديم الجزر للأوروبيين.

بالأمس سرّب الإعلام خبر قول أوغلو للأطلسي استعداده لإقامة منطقة عازلة شمال سورية، وبالأمس انتهت الدبلوماسية السورية الهادئة، وبالأمس كان هناك حرب عالمية على سورية ودخلت في ساعات كسر العظم، وبالأمس كان السوري يتلقى الضربات والأمريكي يكشف أوراقه ورقة ورقة على وقع الابتسامات السورية حتى دخل في الإفلاس، بالأمس كان أردوغان وأوغلو قادرين على الحصول على الكثير من الجزر السوري والروسي والإيراني، ولكن في الغد ندرك جيداً أن ما قاله أوغلو للناتو لن يمر دون عقاب، ويدرك أوغلو جيداً أن وليد المعلم هذه المرة لن يحمله على رجليه ويصفعه على مؤخرته كالطفل الصغير، بل سيوجّه له لكمات على وجهه لن تترك آثاراً فحسب، بل ستترك كسوراً مؤلمة، وهذا طبيعي لأنه في الساعات الأخيرة للحرب، وحين يبدأ كسر العظم لن يعود الزمن للخلف، ولن يسمح للمهزوم إلا بإعلان الاستسلام.
-------------------------
*ملاحظة: حرب النجوم بدأت مع إطلاق واشنطن لجسم فضائي قادر على ضرب أي هدف حول العالم خلال نصف ساعة، والتحليق في الفضاء عدة شهور، والإعلان عن استخدام الليزر عسكرياً في الفضاء، ولكن مع قيام الصين بإسقاط قمر صناعي ونشر روسيا منظومات دفاع جوي فضائي، والإعلان عن دخول روسيا في مجال تصنيع القوات الفضائية على وقع أخبار إفلاس وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، حاولت واشنطن عبر حرب النجوم استنزاف روسيا كما استنزفت الاتحاد السوفياتي سابقاً إبان حرب النجوم، ولكن الذي حدث الآن هو العكس حيث أفلس المشروع الفضائي الأمريكي، بينما الروسي يعيش أفضل أيامه، وبشكل خاص على وقع نجاح ثلاث تجارب متسلسلة لصواريخ بولافا ودخول منظومة إس 500 إلى الخدمة.
جهينة نيوز

المصدر: جهينة نيوز
fauze

فوزي أحمد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 71 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2011 بواسطة fauze

fawzi fawzi

fauze
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

142,637