رسائل الروح

ان العمل التلقائي للخلايا ليس هو الحياة بل هو برنامج يعمل من تلقاء نفسه منذ التقاء الخليتين الجنسيتين الذكرية والانثوية .

تبعث الروح وتنفخ ليتفعل عنصر النفس فتبدأ في المتابعة و التسجيل والمراقبة وتتفعل المشاعر وتتنمى العلاقة بين الجنين وامه والمحيط

وتبقى الروح هي العنصر الحاضر المراقب الشاهد منذ بداية الخلق تتدخل كلما زاغت النقس عن الرسالة الروحية التي بعث بها الانسان .

الرسالة الروحية هي شفرة كونية تزرغ في كل انسان قبل الولادة . كل مخلوق جاء لينشر رسالته الخاصة به دون ان يمحي رسائل الاخرين بل قد يتكامل مع الرسائل الاخرى .و خص الانبياء والرسل بالرسائل العلنية والتوجيهات الربانية لارشاد البشر الذين ضيعوا رسالاتهم في الحياة واتبعوا اهواء النفس.

فالنفس تسير بتوازن او عدمه حسب اتصالها بالكيان الممدود من رب الكون الذي يسمى بالروح فهي لا تنقطع عن خالقها بمجرد ان تنفخ في الانسان بل هي على اتصال دائم تذكر الانسان في لحظات الغفلة بالرسالة العميقة كحبل الكهرباء والهاتف والانترنت واشد دقة وحساسية منها جميعا. فإن ربط النفس الاتصال بالروح افلحت وان قطعته وتجاهلت نداءاتها خسرت .

وهذا من عدل الرحمان بخلقه ولا علاقة للأديان ولا  التوجهات بهذا الاتصال.

اذا كانت نفسك في تواصل عميق مع هذه الروح تستمع توجيهاتها وتنقذ طلباتها وتتبع رسائلها  فانها تكون مطمئنة .

واذا كانت تتغاضى عن الرسائل احيانا و تتبعها احيانا اخرى فان النفس تنزل من درجة الاطمئنان لاستسلامها لطلبات الهوى لتعيش في لوم مستمر . هذا اللوم الذي يدعوها للعودة إلى السير وفق توجيهات الروح التي تحمل رسالة واضحة وتدعو النفس الى اتباعها.

واما اذا اصرت النفس على اتباع الهوى وتجنب كل اوامر الروح فإنها تصبح أمارة بالسوء منقطعة كل الانقطاع عن توجيهات الروح بعيدة كل البعد عن الرسالة الحقيقية التي جاءت لتحقيقها وتضيع في الحياة مع ضياع الرسالة.

فالروح اذا هي  نظام يعمل على تقوية الانسان لعلاقته بنفسه وبربه وتقوية علاقته بالاخرين. فحين تتعطل عملية التوجيه تتصرف النفس بانانية مفرطة بعيدة عن كل القيم الانسانية النابعة من الروح.

الروح هي الحياة  هي ذلك النداء الخفي الذي يأمرك بالعدل ويأمرك بالحب ويأمرك بالسلام ويأمرك بالتخلق بخلق الانسان السوي.

الروح من امر ربي  .

فهي محملة ببرامج الخير والبركات والاحسان والابداع.

وما ان ينقطع الاتصال بين النفس والروح حتى تتعطل هذه البرامج ويصبح الانسان تائها في الحياة بعيدا كل البعد عن رسالته في الكون.

كل روح ارسلت الى هذا الوجود هي محملة  برسالة محددة.

فاحرص على ان تجد رسالتك الروحية التي جئت لتعيشها.

لانها خريطتك في الحياة وبوصلتك في الوجود بها تجد نفسك اولا وتحقق ذاتك ثانيا.

واذا فقدت الخريطة فقدت السير  في الحياة فتتخبط خبط عشواء بين الاراء والا.فكار بين المنظمات والاحزاب بين الديانات والطوائف.

ان اتصال الانسان بروحه واتباع توجيهاتها هو ما يجعل العقل في ابداع مستمر وقدرة على التقاط الشفرات الكونية و ارتفاع درجة الحدس وقوة التواجد في اللحظة واستقبال الالهام المنتشر في الكون .

إن الالهام ليس حكرا على فئة دون اخرى بل هو هدية لمن يتواصل باستمرار مع روحه ويسمح لها بتسييره في الاتجاه الذي وجد لأجله.

لان الروح تتحرك في اتجاه واحد : هو اتجاه رسالتها.

فالروح هي مصدر تيار الحياة الطيبة وكل انقطاع عن هذه الروح هو انقطاع عن التزود بزاد الحياة الممتعة المبهجة الرائعة التي لا نصب ولا صخب فيها.

الروح فقط هي مصدر السلام.

السلام لا يصدر من طاولات المفاوضات.

السلام ينبع من الداخل من مركز تزويد النفس بالحياة الجيدة.

حين تشرق الروح من جديد ينسى الانسان انه كان يعيش في الظلام.

يرى  الاشياء على حقيقتها

لا ينخدع

لايجزع

لا يفرح

يستوى عنده المادح والذام .

فكلهم سواء ماداموا روحا تنفخ من مصدر واحد.

المصدر: فتيحة سبط
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 899 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2017 بواسطة fatihasibt

عدد زيارات الموقع

13,039