وعيك مطيتك نحو صناعة واقع افضل ا
هذه الحياة تعرف منعطفات كثيرة . فكل منعطف تمر به إما يرفعك الى وعي اعلى او ينزل بك الى اسفل السافلين . فكيف اذا يقع ذلك وما دور احداث الحياة في صعود الوعي او افوله؟؟
تعترض حياتنا كثير من التحديات و العراقيل تختلف استجاباتنا لهذه التحديات و المنعطفات باختلاف ادراكنا لها . فأحيانا يكون ادراكنا هو المحرك الجيد النشط المنشط و احيانا يكون هو المحرض المحبط القاتل المميت. فبين هذا الادراك و ذاك تتراوح مشاعرنا و ردود افعالنا فتارة نستجيب بحكمة و تعقل و ثارة تثور عواصفنا الداخلية لترمي بنا في غياهب المعاناة و الهياج و الغليان.
و بين هذا الرد و ذاك نحتار احيانا في انفسنا و نسأل بحيرة؟ لماذا هذا التناقض بل نعتبره نفاقا في بعض الاحيان .ويتلاعب بنا التأنيب و اللوم و الحسرة لغياب فهمنا لهذا الحال.
انها بداية الطريق للبحث عن الوعي . عن موقع الانسان في خريطة الوعي . هذا الفضاء اللامنتهي و الذي يتشكل من اطياف لا تكاد ترى تباينها الا من خلال الوعي نفسه.
في تيار الحياة يمشي الانسان عادة سير المقاوم الذي يسير ضد سريان الحياة فتجد الشاعر ينشد :
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
و كثيرون هم من يتفقون مع هذا الشاعر و يرددون كلامه صبحة و عشية فيتحسرون على ضياع الصحة و فقدان المال و الحبيب و اشياء كثيرة . فتكثر في حديثهم الانتقادات و لوم الاخرين و الاسقاطات على ضياع حلمهم من بين ايديهم و عدم تمكنهم من بلوغ المرام. و على كيد الحياة و الزمن و الساسة و الحكام و الإيديولوجيات العالمية المعادية للسلام و الامن.
قد يكون جزء من كلامهم يحتمل بعض الصحة . لكن دعنا نعود لذواتنا وننظر لماذا ادراكنا يختلف من موقف الى اخر ؟ و هل يمكننا ان نحيا حياة نحقق فيها كل ما نريد و نصنع واقعنا الذي نرتجيه و نسمو بوعينا للدرجة التي تجعلنا ندرك جيدا أين نحن و الى اين نريد ان نصل
أين نحن؟
الانطلاقة من هنا تبدأ.
ان خط الوصول و في أي لحظة تصل لأمر صعب معرفته للغاية مالم تعرف أين أنت . اذ ان موقعك الحالي هو الذي سيحدد الاتجاه الذي ستسلكه للوصول الى ما تود فانت ما لم تحدد موقعك الحالي على الخريطة فلن تعرف أي الطرق ستسلك للوصول اذ أية انطلاقة قد تكون في الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي تقصده مالم تحدد اولا موقعك .
يتعامل البعض في حياته كما اليس في بلاد العجائب بلا اهداف ولا موقع . فهي تنفذ كل الاوامر التي تصدر عليها من الخارج وجدت قطعة مكتوب علينا كليني فأكلتها دون ان تفكر هل هذا ما تحتاجه فعلا كل من اقترح عليها شيئا تقوم به حتى ورطت نفسها في كارثة مع الملك و الملكة الذين كادا يؤذيان بحياتها لولا نصيحة الببغاء الذي نبهها عندما رأى دموع أليس قائلاً: إنهم رجال من ورق .. غداً تورق الأشجار غيرهم.
هكذا يتابع البعض الاحداث الورقية و البرامج الورقية و الافلام الورقية ناسيا ان يصنع لنفسه اوراقا تخصه يصنع من خلالها الواقع الذي ينشده. انه الوعي هو القائد الذي يقودك نحو رسم خريطة حياتك و السير وفقها نحو عالم افضل بعيدا عن المخلوقات و الاحداث الورقية . ان القرار قرارك للتعرف عن الوعي و فائدته و تأثيره في مصير حياتك.
و هذه اول خطوة لاستكشاف خريطة الوعي ان تعرف اولا ماهو الوعي وماهي مستوياته و مراحله و بعدها تبحث عن طرق لاكتشاف موقعك في سلم الوعي ثم التعرف على الطرق و الوسائل التي تستعين بها لتخطي منعطفات الحياة بسلام و الرقي بوعيك من خلال التحديات و التدريبات.
نعم ان التحديات وضعت على هذا الاساس لتجعل الانسان يصقل ذاته و يستعد لعيش حياة اكثر متعة وسلاما لأن اصل الحياة هو المتاع
فأي شيء في الحياة لا تشعر فيه بمتعة قد يكون ادراكك هو السبب . فهذا المنظار الذي جعل مشاعرك تستجيب بشكل يبعد الحياة عن مغزاها الحقيقي. لكونه يتشكل من المعتقدات التي رسختها الشخصيات و الأحداث الورقية البعيدة كل البعد عن المغزى الحقيقي لخلق هذا الكون و تسخيره لخدمتك ايها المخلوق العجيب. خلق الكون بالحب و أمرنا بإفشاء السلام و اشاعته و جعل مفتاح النعيمين الدنيوي و الاخروي هو الحب . ما الذي دفع نبي الرحمة و الحب و السلام لقول هذا الكلام ؟
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا , وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا , أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ "
<!-- . متى يضيء المصباح ؟ في علم الفيزياء كلنا يعلم ان طوماس افنى حياته لأجل ايجاد مصباح يضئ و اعتبر الامر عبارة عن محاولات و تجارب تكللت بالنجاح فكل تجربة هي فرصة تدفعه للقيام بالتجربة التي تليه حتى وصل في النهاية الى النتيجة المرضية و هي نتيجة اصبح العالم لا يستطيع العيش من دونها : انه المصباح الكهربائي .
ما الفائدة من هذا الكلام عن المصباح و عن طوماس ؟
ان كل محاولة في هذا الكون يقوم بها انسان يحلم بالانسجام الداخلي و تحقيق الكينونة و العيش بوعي هي محاولة لاشعال مصباحه الخاص . فمهما كانت المحاولات في نظره خاطئة و غير جيدة الا انها حتما تخرج بفائدة معينة و تكون عبارة عن لبنة من لبنات البناء التي لايمكن للبناء ان يكون الا بها. فكل تجربة من التجارب في الحياة لن تذهب سدا فهي حتما جاءت لتدفع صاحبها لخلق عالم افضل .
<!--من المعلوم ان الكون به تيار كهروميغناطيسي مرتبط بكل الاحتمالات اللامتناهية يستفيد منه كل فرد ربط نفس مع التيار و يعيش حالة من السلام الداخلي و القبول و الرضى بكل ما يجري بالخارج . حتى وان راودته لحظات من الانزعاج و القلق يدرك جليا انه انسان و شعوره بالمشاعر المختلفة و مراودتها اياه امر طبيعي جدا لانه بكل بساطة بشر يتراوح بين حال و حال و ينتقل من احتمال الى احتمال و كل شيء مقبول . و هذا هو السر لكون البسطاء لا يعقدون حياتهم و يحصلون على ما يريدون دون عناء كبير و احيانا حتى دون تخطيط . ان ربط المرء نفسه بالتيار الكهروميغناطسي للكون لا يحتاج مجهودات كبيرة بقدر ما يحتاج قليلا من التضحية بالأنا التي ترغب في القتال لاجل العيش و المنافسة و الانتقام و الحرب لاجل الحرب .
<!--يأتيك الخير حين تربط دارتك الكهربائية
<!--حين تقطع صلتك بكل العوازل
<!--العوازل هي الاخر : انسان احداث في الماضي او المستقبل
<!--في اللحظة هنا و الآن تربط دارتك و تعش افضل الاحتمالات
<!--مع الاخر تعش خارج التيار لا تحصل على ما تريد الا بمشقة